هنية يناور من لبنان بغطاء “الحزب”


خاص 20 حزيران, 2024

ما زال “الحزب” يصر على هذه الحرب العبثية وربط “مشاغلته” بوقف إطلاق النار في غزة، والأهم والأخطر من ذلك أنّ رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، لا يعطي أوامره من قطر فقط، وإنما يصرّ على التدخل في شؤون لبنان الداخلية معلناً أن “لا هدنة في لبنان طالما لا وقف لإطلاق النار في غزة”

كتب سعد كيوان لـ “هنا لبنان”:

رغم مرور ثمانية أشهر ونصف على اشتعال حرب غزة التي شنّتها حركة “حماس” بهجوم 7 أكتوبر الماضي والذي ذهب ضحيته ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي من ضمنهم 250 كانوا يشاركون في حفلة موسيقية، وبلغت حصيلة الحرب حتى اليوم أكثر من 36 ألف ضحية فلسطينية وتدمير غزة، كما بلغت في لبنان، بفعل قرار “حزب الله” الاشتراك في الحرب إلى جانب “حماس” والتي أطلق عليها تسمية مشاغلة إسرائيل، ما لا يقل عن 600 لبناني وتدمير قرى جنوبية بكاملها، وهو ما لم يحصل في حرب تموز 2006 التي افتعلها “حزب الله” نفسه، كما تقوم إسرائيل باصطياد كوادر وقيادات الحزب واحداً تلو الآخر… ورغم كل ذلك ما زال “حزب الله” يصر على هذه الحرب العبثية وربط “مشاغلته” بوقف إطلاق النار في غزة، والأهم والأخطر من ذلك أن رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، لا يعطي فقط أوامره من قطر، وإنما يصرّ على التدخل في شؤون لبنان الداخلية معلناً أن “لا هدنة في لبنان طالما لا وقف لإطلاق النار في غزة”. فمن أعطاه الحق في اتخاذ القرار عن لبنان؟ أم أنه يعتبر أنّ القرار في يد “حزب الله” في لبنان، الذي أصبح ساحة للقتال والتي ينطلق منها كل من يشاء من الميليشيات إلى كل الساحات العربية عندما تصله الأوامر من إيران، علماً أنّ “حماس” كانت وما زالت تتحرك باستمرار من لبنان الذي يستضيفها ويترك لها حرية التحرك في المخيمات منذ انطلاقتها عام 1987. ولكن هل يلتزم يحيى السنوار بأوامر هنية؟ وهل تمكن هنية و”حزب الله” من حماية صالح العاروري نائب هنية ومسؤول العمل العسكري في الضفة الذي اغتاله نتنياهو في الضاحية الجنوبية من بيروت، المربع الأمني لـ”حزب الله”؟ فعلى ماذا ومن يتكل هنية لتوريط لبنان في هذه الحرب غير المتكافئة، ويرفض أي اتفاق هدنة ولو جزئياً أو مؤقتاً. وتناور “حماس” بمحاولة فرض شروطها على الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار وتدعمها كل من مصر والسعودية والأردن وقطر، وتنص على عودة النازحين الإسرائيليين والفلسطينيين وأهل جنوب لبنان، ثم انسحاب إسرائيل من غزة. فماذا الذي تريده”حماس”؟ علمًا أن الخلاف قد دب داخل الحكومة الإسرائيلية على إثر استقالة بني غانتس لتصبح على شفير الانهيار، ما دفع بنتنياهو إلى إلغاء مجلس الحرب الإسرائيلي الذي أنشأه على إثر هجوم “حماس” ليصبح طليق اليدين. غير أن الجيش الإسرائيلي فاجأه بقرار تعليق العمل العسكري في غزة بدءاً من نهار الأحد وبشكل يومي، “تكتيكي ومحلي، بين الساعة الثامنة صباحاً وحتى السابعة مساءً، وذلك لأغراض إنسانية”. وبدل أن تحاول “حماس” استغلال الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية وتعميقها عبر القبول بالخطة الأميركية التي تؤمن وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل وتكسر عملياً شوكة نتنياهو الذي رفع شعار تصفية “حماس” وما زال يصر عليه، يقوم هنية بوضع شروط تعجيزية ليس فقط في غزة وإنما أيضاً في لبنان فيما الحكومة اللبنانية غائبة عن الوعي. ويأتيه الدعم والتغطية من “حزب الله” الذي يعلن رفضه أي هدنة وأي “منطقة عازلة” بين لبنان وإسرائيل بحسب ما جاء على لسان نائب الحزب حسن فضل الله الذي اتهم إسرائيل باحتلال أراض فلسطينية ولبنانية وسورية متناسياً أن إيران تحتل أيضاً أراض لبنانية وسورية عبر ميليشياتها المرابطة فيها، من ضمنها “حزب الله” نفسه.

بالمقابل، وصل المبعوث الشخصي للرئيس بايدن آموس هوكشتاين إلى لبنان أمس وأعلن بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة أنّ “الوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل في غاية الخطورة ونسعى لوقف التصعيد تفادياً لحرب كبيرة”، مضيفاً: “إنّ المباحثات مع رئيس مجلس النواب كانت جيّدة وبحثنا في الاتفاق المطروح”. فعن أي اتفاق يتحدث؟ هل ما تسرب عن أنه توصل سابقاً مع بري حول تطبيق القرار 1701 على الحدود بين لبنان وإسرائيل رابطاً عودته بوقف إطلاق النار في غزة كي يدخل حيز التنفيذ؟ فهل عاد هوكشتاين من أجل ذلك؟ وشاءت الصدف أن يعلن أمس مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن اسمه أنّ “حزب الله” قرر الانسحاب 8 كلم وراء الليطاني !

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us