في جعبة هوكشتاين إنذار أخير: إنسحاب “الحزب” من جنوب الليطاني وإلا…


خاص 19 حزيران, 2024

حذر هوكشتاين من مغبة الدخول في حرب لا تعرف مداها، ودعا إلى الالتزام بالتهدئة، حاملاً رسائل شديدة اللهجة من الجانب الإسرائيلي نقلها إلى المسؤولين اللبنانيين

كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:

يبدو الموفد الاميركي آموس هوكشتاين في كل لقاءاته الديبلوماسية مبتسماً ومنشرحاً دائماً، إذ لا تغادر الابتسامة ثغره خصوصاً حين يردّ على أسئلة الصحافيين، كما ينقل التفاؤل رغم غيابه بعد محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين، على الرغم من الصورة القاتمة التي ترافق الأجواء المخيّمة على حراكه السياسي في المنطقة، فيحضر فجأة ويغيب فجأة، في ظل حركة ديبلوماسية غير مفهومة في معظم الأحيان، إذ يعطي نظرة بأنّ الأجواء قابلة للتغيير وإلى اتجاه معاكس، فيما النتيجة تأتي دائماً مخيّبة للآمال، فلم ينجح هوكشتاين مرة في ضبط الأمور، بل ترافق معظم زياراته أجواء عسكرية عاصفة.

هذا التخبّط إنتقل أمس إلى بيروت مع عودة هوكشتاين من تل أبيب، فإلتقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي ينسّق الوضع دائماً مع “الحزب”، كذلك إجتمع مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزف عون، معلناً كالعادة أنه يريد تجنّب المزيد من التصعيد بين إسرائيل ولبنان، بدلاً من حرب مفتوحة، وبأنّ الوضع على الحدود في غاية الخطورة، لذا يسعى لوقف التصعيد تفادياً لحرب كبيرة، معتبراً أنّ وقف إطلاق النار في غزة ينهي الحرب، ويسمح للنازحين في الجنوب اللبناني بالعودة إلى بيوتهم، معتبراً أنّ الوضع دقيق جداً في لبنان.

التهديدات الإسرائيلية جديّة

في السياق حذر هوكشتاين من مغبة الدخول في حرب لا يعرف مداها، ودعا إلى الالتزام بالتهدئة، حاملاً هذه المرة رسائل شديدة اللهجة من الجانب الإسرائيلي نقلها إلى المسؤولين اللبنانيين وفق المصادر السياسية المتابعة، والتي نقلت لموقع “هنا لبنان” أنّ الموفد الأميركي حمل في جعبته إنذاراً أخيراً يشدّد على ضرورة إنسحاب حزب الله من جنوب الليطاني وإلا… أي ضرورة تنفيذ القرار 1701 لأنّ التهديدات الإسرائيلية جديّة، ولن يكون هنالك تراجع أو عودة إلى ما قبل السابع من تشرين الأول الماضي، لذا شدّد الموفد الأميركي على منع توسعة الحرب في الجنوب، كي لا تصل الأمور إلى ما لا تحمد عقباه بين حزب الله والإسرائيليين، والتي تنذر بانفجار كبير قد يشعل المنطقة، لأنّ الوساطات تتعثر لوقف إطلاق النار في غزة، والذي يضعه “الحزب” شرطاً لتهدئة الوضع في الجنوب اللبناني.

إلى ذلك، أبدت المصادر السياسية المذكورة تشاؤماً كبيراً، لأنّ حزب الله يتعامل مع التهديدات الإسرائيلية ضمن إطار التهويل ليس أكثر، فيما المجتمع الدولي بمجمله يحمّله مسؤولية التصعيد، من خلال مساندته مقاتلي حماس تحت عنوان وحدة الساحات، إضافة إلى إمتناعه عن تطبيق القرار 1701 ورفض بعض التعديلات ضمنه، وبأنّ الوقت الذي أعطي له تخطى المعقول، لذا يمكن القول أنّ طبول الحرب تقرع، والمطلوب تقديم ضمانات سياسية وأمنية وعسكرية بعدم حصول أي توتر، الأمر الذي من شأنه إعادة سكان الشمال الاسرائيلي، وهذا سيكون مرتبطاً أيضاً بعودة أهالي الجنوب اللبناني إلى قراهم، وهذه المهمة تبدو صعبة للغاية لأنها تتطلب تطبيقاً لبعض التعديلات، التي قد توصل إلى شعار “لا غالب ولا مغلوب” أو حفظ ماء وجه الطرفين.

هل من ضغوط إيرانية على حزب الله؟

في السياق نقلت المصادر عن ديبلوماسي غربي قوله: “إنّ هوكشتاين حمل رسالة أميركية أخيرة، بأنّ لا تراجع عن شرط انسحاب مقاتلي حزب الله إلى ما وراء الليطاني، وإلا ستتوسّع الحرب التي لا يعرف أحد مدتها، مع تقديم نصيحة بقبول هذا الشرط، لأنّ زيارة الموفد الأميركي هذه المرة ليست ضمن إطار الوسيط، بل ناقل الرسائل الأميركية، وسط سؤال حول مدى وجود ضغوط إيرانية على حزب الله وإلا الحرب.

في غضون ذلك وبالتزامن مع موقف نائب كتلة “الوفاء للمقاومة” حسن فضل الله، الذي رأى” أنّ المطلوب من الإدارة الأميركية أمر واحد، هو وقف الحرب على غزة، لأنّ القرار بيدها لو كانت جادة، وبدل نقل رسائل التهويل، عليها إبلاغ نتنياهو قراراً فعلياً بوقف الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وعندها تتوقف بقية الجبهات بما فيها لبنان، وغير ذلك لن يجدي نفعاً، لأنّ المقاومة في لبنان لا تخضع للتهديد، وهي مستعدة لكل الاحتمالات، معتبراً أنّ فكرة المنطقة العازلة أوهام تراود قادة العدو، وليست موضوعاً للنقاش”.

فيديو حيفا رداً على رسالة هوكشتاين

مع الإشارة إلى أنّ زيارة هوكشتاين تزامنت مع تصعيد جرى أمس على الحدود، بعد قصف إسرائيلي لسهل مرجعيون، وإستهداف مسيّرة اسرائيلية سيارة على طريق بلدة البرغلية – صور، أدت إلى سقوط قتيل وجريحين، نشر الإعلام الحربي التابع لحزب الله عصر أمس، فيديو مدته 9 دقائق، ظهرت ضمنه مشاهد جوية لمدينة حيفا، ومجمّع الصناعات العسكرية، ومنطقة ميناء حيفا التي تضم قاعدة حيفا العسكرية، وهي القاعدة البحرية الأساسية في الجيش الإسرائيلي، ومحطة كهرباء ومطار حيفا وخزانات النفط والمنشآت البتروكيميائية، في إشارة إلى استطاعته إدخال طائرات بدون طيار إلى إسرائيل، مع تعليق: “ترقبوا.. ما رجع به الهدهد”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us