قبرص ملاذ وقاعدة

آلاف اللبنانيين يعيشون في قبرص ويملكون عقارات وأقاموا مؤسسات ومشاريع في مختلف المجالات، ويهتمّ هؤلاء بأن تكون علاقة لبنان مع قبرص علاقة ممتازة باعتبار أنّ هذه الجزيرة شكلت ومنذ الحرب على لبنان ملاذاً آمناً للبنانيين وما زالت

كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

مرة جديدة تأتي الأحداث لتؤكد أنّ الدولة اللبنانية ليست موجودة، وهذا ما ظهر من خلال التهديد الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ضدّ قبرص، فبدا وكأنه هو فقط من يرسم السياسات الخارجية للبنان ولكن وفق مصالحه ومصالح المحور الذي ينتمي إليه من دون أن يأخذ بعين الاعتبار مصالح لبنان واللبنانيين.

آلاف اللبنانيين يعيشون في قبرص ويملكون عقارات وأقاموا مؤسسات ومشاريع في مختلف المجالات، ويهتمّ هؤلاء بأن تكون علاقة لبنان مع قبرص علاقة ممتازة باعتبار أنّ هذه الجزيرة شكلت ومنذ الحرب على لبنان ملاذاً آمناً للبنانيين ومازالت، ويلاحظ اللبنانيون هناك كيف أنّ الوجود الإسرائيلي المنافس لهم تتسع رقعته في الجزيرة وبالتالي فليس من مصلحة اللبنانيين إثارة التوترات مع السلطات القبرصية التي قد تكون ردة فعلها في غير صالح اللبنانيين، فيستفيد منها الإسرائيليون.

إنّ العلاقة بين لبنان وقبرص فيها ما يكفي من التوترات وآخرها كان مسألة الهجرة غير الشرعية من لبنان إلى قبرص ما استدعى أن يتحرك الرئيس القبرصي مرتين باتجاه لبنان، كما أنّ ترسيم الحدود البحرية بين البلدين هو عامل آخر للتوتر إذ أنّ الجانب اللبناني لم يكمل محادثات ترسيم هذه الحدود وحلّ الخلافات التي كانت قائمة في شأنها ولا سيما تحديد النقطة ٧ في المياه الشمالية المشتركة بين لبنان وسوريا وقبرص، ويحمّل القبارصة في هذا المجال مسؤولية التعطيل لكل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الأشغال علي حمية لا سيما بعد ترددت معلومات أنّ التعطيل ليس لأسباب لبنانية بل لأسباب قد تكون على علاقة بسوريا وتركيا.

لم تكن دولة قبرص يوماً معادية للبنان وهي ليست وحيدة في مواجهة أيّ خطر يتهدّدها، والدليل على ذلك كيف أن الإتحاد الأوروبي الذي تنتمي إليه تحرك من أجل مساعدتها لمواجهة الهجرة غير الشرعية، وبالتأكيد فإنّ هذا الإتحاد سيقف مع قبرص في أي مشكلة تواجهها خاصة إذا هددت أمنها أو سيادتها، ويجب ألا ننسى أيضاً أنّ في قبرص قاعدة عسكرية بريطانية عملها أساسي في الأوضاع العسكرية والأمنية في المنطقة ومنها انطلق وينطلق أي رد على أي تحرك عسكري يعتبر تهديداً لمصالح الغرب بشكل خاص.

مواضيع مماثلة للكاتب:

إتفاق وقف النار المكتوب… حصر السلاح بالقوى الشرعية وتفكيك ومصادرة كل ما هو غير شرعي

في لبنان ما يستحق الحياة

تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب”