إله الحرب يعلن: تبّاً لك لارنكا
ساد الإعتقاد أنّ آلهة الحرب، صاروا جزءاً من الأساطير، لكن واقع الأمر أنّ شريحة كبرى من اللبنانيين عادت منذ ثلاثين عاماً ونيّف إلى زمن الأساطير وآمنت بإله حرب، قادر على صنع الإنتصارات يومياً، وقادر على تحقيق المعجزات في كل الساحات، وقادر بمجاهديه على محاربة أمم وممالك وجيوش في البحار والجبال والوهاد
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
كرّست الديانات التوحيدية الثلاث، المسيحية والمحمدية واليهودية الإيمان بإله واحد. لدى المسيحيين إله واحد في ثالوث ضابط الكل، وخالق السماء والأرض وكل ما يٌرى ولا يُرى، ولدى المسلمين “الله واحد، أحد، صمد، ليس له مثيل ولا نظير ولا شبيه ولا صاحبة ولا ولد ولا والد ولا وزير له ولا مشير له، ولا عديد ولا نديد ولا قسيم ولا شريك له. والإله في الديانة اليهودية متفرّد وكامل، خالٍ من كل العيوب والنقائص، ويعتقدون أيضًا أنه قادر على كل شيء، وموجود في كل مكان، وعالم بكل شيء، ولا حدود لصفاته، وليس له شريك أو نظير، وهو الخالق الوحيد لكل شيء في الوجود.
وفي العصور القديمة، عرفت الشعوب تعددية آلهة. في الميتولوجيا الإغريقية نقرأ عن 180 إلهاً. وعند الرومان باقة من الآلهة بينهم يانوس إله المداخل والأبواب، وفورتونا آلهة الحظ. لكل إله إختصاصه وحقيبته وصلاحياته ، ولفتني أن لدى الفينيقيين الإلهة “عترت ” ولقبها إلهة الحرف والصناعة والتجارة والمال. ولا يزال الكثير من أحفاد عترت في لبنان يقدسونها ويحرقون تحت تماثيلها اللبان.
هناك آلهة ، وهناك ملوك على الآلهة كـ “اهورا مازدا” ( مش نيسان) كما في الميتولوجيا الفارسية.مازدا خلق١ كل الأشياء. أولاً، خلق السماء، ثم الماء، والأرض، والنباتات، والحيوانات، والإنسان، والنار.
الآلهة أشبه بوزراء. منهم من اكتفى بحقيبة “الخصوبة” أو “الخمرة” أو “الشمس” ومنهم مَن اُسنِدت إليه حقيبة الحرب كفيريثراغنا الإله المحارب الذي يقاتل ضد قوى الشر باستمرار وهو ندّ لتشي يو في الصين القديمة و”عشتار” عند الآشوريين أو “رشف” عند الفينيقيين أو “مارس” عند الرومان و”زبابا” عند البابليين ساد الإعتقاد أن آلهة الحرب ، صاروا جزءاً من الأساطير، لكن واقع الأمر أنّ شريحة كبرى من اللبنانيين عادت منذ ثلاثين عاماً ونيّف إلى زمن الأساطير وآمنت بإله حرب ، قادر على صنع الإنتصارات يومياً، كما يصنع أبو جوزيف صفائح اللحم بعجين. وقادر على تحقيق المعجزات في كل الساحات، وقادر بمجاهديه على محاربة أمم وممالك وجيوش في البحار والجبال والوهاد، وقادر على خطف مستقبل وحاضر، وخطف بلاد وعباد، وقادر على إعادة عقارب زمن بيروت إلى الوراء كثيراً. وقادر على إنتاج الهداهيد بوفرة لتهديد مدن العدو البعيدة، وقادر على الكلام ساعة و20 دقيقة و18 ثانية بنفس الوتيرة والعيون شاخصة إليه منبهرة بسحر البيان. من دون تجديف إنه قادر على كل شيء.
ينشر إله الحرب ثقافة الموت على الراغبين بالموت طوعا أو المكرهين على مجاورة عزرائيل. لا يعترف إله الحرب سوى بالحرب. السلام شيطان رجيم.الإزدهار. الحب. الثقافة. الإنفتاح الأمل …كلها من صنع الشيطان. تبّا لك يا لارنكا.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |