تراجع وهب الأعضاء في لبنان يهدّد حياة 700 مريضاً


خاص 25 حزيران, 2024

نسبة وهب الأعضاء في لبنان بين الأعوام ٢٠١٠ و٢٠١٩ كانت تترواح بين ٦ إلى١٣ واهب متوفى في السنة، لكن العدد تراجع في الفترة الأخيرة بسبب جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية. وبين الأعوام ٢٠٢٠ و٢٠٢٤ تدنت نسبة الوهب من المتوفين إلى ٢ أو ٣ واهبين في السنة

كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:

8 سنوات ويوسف ينتظر جواباً شافياً بعد أن سجّل اسمه على لائحة الانتظار لدى الهيئة الوطنية لوهب الأعضاء لزرع رئة تعطيه فرصة جديدة بالحياة بعد أن أمضى كل هذه المدة معتمداً على جهاز تنفس اصطناعي.

معاناة يوسف بدأت في العام 2016 بعد أن خسر رئته، ورغم كل محاولاته وجهوده للنظر بوضعه ومنحه فرصة تنتشله من الموت، إلّا أنّه حتى اليوم ما زال ينتظر فرج الاستجابة والاتصال الذي لطالما تمناه لإنهاء رحلة عذابه قبل أن تتجمّد حياته وهو على لائحة الانتظار”.

وإلى جانب معاناة يوسف في رحلة البحث عن رئة، يعيش في غرفة صغيرة تستوطن فيها الرطوبة.

فإلى أي مدى يهدد تراجع وهب الأعضاء المرضى في لبنان، وماذا عن عدد المرضى الذين يحتضرون على لائحة الانتظار وكم تبلغ نسبة الوهب؟ وهل ثقافة وهب الأعضاء ما زالت خجولة في لبنان؟

المنسقة العامة للهيئة الوطنية لوهب الأعضاء فريدة يونان تقول لـ “هنا لبنان”: “نقص الأعضاء مشكلة تعاني منها كل دول العالم وليس فقط لبنان، وفي كل الدول هناك مرضى يتوفون وهم على لائحة الانتظار”.

وتضيف: “نسبة وهب الأعضاء في لبنان بين الأعوام ٢٠١٠ و٢٠١٩ كانت تترواح بين ٦ إلى١٣ واهب متوفى في السنة، لكن العدد تراجع في الفترة الأخيرة بسبب جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية. وبين الأعوام ٢٠٢٠ و٢٠٢٤ تدنت نسبة الوهب من المتوفين إلى ٢ أو ٣ واهبين في السنة”.

وتضيف: “هذا هو سبب فقدان عدد من المرضى المنتظرين على لائحة الانتظار خصوصاً الذين هم بحاجة إلى قلب أو كبد أو رئة”.

أما بالنسبة لعدد المرضى على لائحة الانتظار الوطنية فتجيب: “يبلغ عدد المرضى نحو ٧٠٠ مريض لكل الأعضاء. هذا العدد لا يعطي فكرة صحيحة عن الحاجة الفعلية لزرع الأعضاء لأن العديد من المرضى لا يستطيعون إجراء الفحوصات التحضيرية بسبب الكلفة أو طول فترة الانتظار قبل الحصول على العلاج، وهذه الفترة تتفاوت بين بلد وآخر وتكون بين ٧ إلى ١٠ سنوات”.

وعن ثقافة وهب الأعضاء في لبنان توضح يونان: “قامت الهيئة الوطنية بنشاطات توعوية مكثفة خلال السنوات من ٢٠١٠ إلى ٢٠١٩ وأدخلتها في المناهج للمرحلة المتوسطة والثانوية وفي جامعات الطب والتمريض. لكن في السنوات الأربع الأخيرة تراجعت هذه النشاطات والحملات واقتصرت على وسائل التواصل الاجتماعي. فأصبح الناس يتعاملون مع وهب الأعضاء بإيجابية ولكن الحملات التوعوية ضرورية ويجب أن تكون مستمرة”.

وتتابع: “الهيئة الوطنية وضعت برنامجاً موحداً لعملية وهب الأعضاء وعممته على ٣٠ مستشفى في لبنان واستطاعت أن ترفع نسبة الوهب من صفر سنة ٢٠٠٩ إلى ١٢ واهباً في السنوات التالية. لكن الوضع الحالي للبلد والإمكانيات المحدودة للدولة في دعم هذا البرنامج جعلته يتدهور”.

وعن فترة الانتظار تقول: “الفترة طويلة لأنها مرتبطة بمدى وجود واهب متوفى مطابق مع المريض الذي يحتاج إلى العملية”.

وعن كيفية الحصول على بطاقة الوهب توضح: “يمكن الحصول عليها من مكتبة مالك أو من خلال الصفحة الإلكترونية للهيئة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us