العلاقات التاريخية بين لبنان وقبرص تتحدّى نصرالله.. “قطوع وقطع”!
حاول الإعلام اللبناني احتواء الموضوع وتسليط الضوء على العلاقات الوثيقة بين البلدين منذ عقود، ولكن يبدو أن السيد حسن لا يعترف بالعلاقات الخارجية – بإسثناء إيران – وانعكاساتها الإيجابية على اقتصاد لبنان
كتب أنطوان سعادة لـ”هنا لبنان”:
مرّت تهديدات السيد حسن نصرالله للدولة القبرصية على خير، خصوصاً بعدما أكد الرئيس القبرصي “أنّ بلاده بعيدة عن الحرب وهي جزء من الحل وليست جزءاً من المشكلة”، وحاول الإعلام اللبناني احتواء الموضوع وتسليط الضوء على العلاقات الوثيقة بين البلدين منذ عقود، ولكن يبدو أنّ السيد حسن لا يعترف بالعلاقات الخارجية – باسثناء إيران – وإنعكاساتها الإيجابية على إقتصاد لبنان.
إنَّ موقع جزيرة قبرص البحري يجعلها مقصدًا سياحيًا لكثير من السياح حول العالم، وخصوصاً من الدول القريبة منها، مثل لبنان. وأكد الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين لـ”هنا لبنان” أنّ قرب المسافة بين البلدين عزز هذه العلاقة التاريخية بين البلدين سواء كانت عبر القرب الجغرافي أو “المصاهرات” والروابط العائلية القوية، وهذا ما جعل قبرص مقصداً للبنانيين بعد الحرب الأهلية.
وأضاف شمس الدين أنّ هناك عشرات ومئات المؤسسات الاقتصادية، السياحية، والتجارية التي أقيمت في قبرص، واعتبر أنّ حركة التبادل التجاري بين البلدين جيدة، إذ إستورد لبنان من قبرص في عام 2023 من سلع وبضائع، بقيمة 447 مليون دولار، وفي المقابل صدّر بقيمة 29 مليون دولار، وعام 2018 بلغ حجم صادرات لبنان إلى قبرص حدود الـ 148 مليون دولار. وختم شمس الدين أنّ عدد الجالية اللبنانية في قبرص يتراوح ما بين الـ40 والـ 60 ألف لبناني.
ومن ناحية أخرى أكد رئيس أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود أنه تم التواصل مع السفارة القبرصية والأمور جيدة ولا خوف من أن تقفل أبوابها أمام اللبنانيين خصوصاً أنّ السياح اللبنانيين في موسم الصيف يشكلون عنصراً مهماً للإقتصاد القبرصي.
أضاف أنّ الحجوزات إلى قبرص تزداد يومياً مع اقتراب شهر آب ولكن السفارة القبرصية رفعت تعرفة تأشيراتها بقيمة 10 دولار، وأصبحت 98 دولار، كما أصبح الفرد بحاجة لموعد، بسبب ارتفاع أعداد المسافرين إلى قبرص في الأشهر المقبلة. وشدد عبود أنّ حتى اللحظة ليس هناك أي حالات إلغاء إلى قبرص لا بل الأعداد ترتفع أكثر، إذ يأتي ترتيب اللبنانيين في قبرص من بين أول خمس جنسيات مستثمرة إلى جانب البريطانيين والروس، فالقبارصة يقدّمون التسهيلات للإستثمار والتملّك ويتعاملون مع اللبنانيين على أنهم من بين الجنسيات المساهمة في تنشيط الإقتصاد القبرصي.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في حال أنفقت الدولة كل “السيولة”.. هل تتجه إلى إحتياطي مصرف لبنان؟ | بعد إنتخاب ترامب.. ما هي التداعيات الاقتصادية على لبنان؟ | قطاع المطاعم يدفع فاتورة “جبهة الإسناد”: من ينقذه؟ |