عن تقرير التلغراف: “القوات إلن يد فيها!!


خاص 25 حزيران, 2024

تقرير “التلغراف” وبمعزل عن مدى دقّته وافتقاره إلى الأدلة الدامغة والبراهين، لا يعفي “الحزب” من المسؤولية الكبرى، بعد حدثين كبيرين شهدهما لبنان: السابع من أيار، والرابع من آب 

كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
ما إن نشرت صحيفة “التلغراف” البريطانية تقريرًا حول وجود مخازن أسلحة تابعة لـ”حزب الله” في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، حتى هبّت الأبواق “الممانِعة” للهجوم على حزب “القوات اللبنانية” لأنّ أحد نواب التكتل قال كلامًا عاديًا يقوله أصغر مواطن في السياسة، ما أعاد إلى الأذهان والذاكرة، الجملة التي اشتهرت فترة اعتقال الدكتور سمير جعجع ومحاولة رمي كل أوساخ الحرب على جهة واحدة تحت شعار: “القوات إلن يد فيها”..
فهل من المنطقي والمقبول تحويل الرأي العام عن أصل المشكلة وإلهاء الناس بالهجوم على النائب غسان حاصباني؟ وهل يجوز اعتبار جولة وزير الأشغال ومن معه بمثابة تبرئة لـ”حزب الله” وإدانة للجريدة ولنائب القوات؟
وهل من المنطقي الاكتفاء بجولة فولكلورية لإعادة ثقة الناس بالأمن والأمان في المطار في ظل التهديدات الإسرائيلية اليومية بشن الحرب على لبنان وما يستتبعها من أهداف إسرائيلية قد يكون المطار أهمها.
إنّ تقرير “التلغراف” وبمعزل عن مدى دقّته وافتقاره إلى الأدلة الدامغة والبراهين، لا يعفي “حزب الله” من المسؤولية الكبرى، بعد حدثين كبيرين شهدهما لبنان.
الحدث الأول هو “السابع من أيار” يوم اجتاح “حزب الله” مدينة بيروت وقتل مدنيين أبرياء بسبب قرار الحكومة اللبنانية في الخامس من أيار تركيب كاميرات في المطار، ما اعتبره “الحزب” تطويقًا له، فكان ما كان..
والحدث الثاني هو “الرابع من آب” يوم انفجر مرفأ بيروت وانفجرت معه مدينة بشعبها بسبب ضربة تلقاها العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت، وقيل كلام كثير إنها ضربة إسرائيلية هربت إسرائيل من الإعلان عنها وسكت “حزب الله” عن اتهام إسرائيل.
ونظرًا لارتباط السابع من أيار والرابع من آب معنويًا بما أوردته “التلغراف” بات لزامًا على “حزب الله” إعادة النظر بسلوكياته التي تهدد أمن اللبنانيين جميعًا، وتهدد الاستقرار السياسي والسياحي والاقتصادي والأمن الاجتماعي في توقيت هو الأكثر خطورة على لبنان.
وإن كان المطار خاليًا من الأسلحة المخزنة، فهل من يؤكد أنه لم يكن سكة لطائرات تزود “حزب الله” بما لا تعرفه الدولة وأجهزتها الأمنية ومخابراتها؟ وإن لم يستعمل الحزب يومًا مرفأ بيروت ومطار رفيق الحريري الدولي لتمرير “بضائعه”، يصبح السؤال البديهي “كيف تدخل الأسلحة؟” وأي دور للمعابر غير الشرعية ولماذا يُمنع الجيش اللبناني من ضبطها وكيف يقبل الجيش بفرض مثل هذه المعادلة؟
والسؤال الثاني: لماذا يمنع “حزب الله” إعادة تشغيل مطار الرئيس رينيه معوض أو غيره، وكأن به يجر لبنان إلى العزلة التامة، وخاصةً بعد الهجوم على قبرص وتهديدها من قبل الأعلى رتبةً في “حزب الله” وتهديد الاتحاد الأوروبي برمته من بوابة الهجوم على قبرص؟
ألهذا الحد لبنان مسلوب الإرادة ومخطوف القرار؟ ما يحصل مريب والسكوت عنه أشد ريبة.. المطلوب موقف واحد موحد، لإسماع العالم صوت لبنان الحقيقي الرافض للهيمنة على قراره وعلى طريقة عيش شعبه المقهور..

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us