زيارة الكاردينال بارولين رعوية بنكهة سياسية.. وعناوين متعددة أبرزها انتخاب الرئيس والحدود الجنوبية


خاص 25 حزيران, 2024

على الرغم من أنّ زيارة بارولين ليست زيارة دولة أو كمبعوث رسمي من قبل قداسة البابا فرنسيس، إلا أنها تحمل نكهة سياسية خصوصاً أنّ الكاردينال ليس رجلاً عادياً إنما هو بمثابة رئيس حكومة الفاتيكان والذي يتشاور مع البابا في الشؤون السياسية والديبلوماسية

كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:

يبقى الفاتيكان والكرسي الرسولي العين الساهرة على لبنان إن بالصلوات أو بمتابعة التطورات السياسية الداخلية أم بالقضايا الكنسية والدينية، فما إن غادر رئيس دائرة كنائس الشرق الأوسط في الفاتيكان كلاوديو غودجيروتي لبنان حتى وصله أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في زيارة رعوية تستمر لخمسة أيام بعد زيارته الأخيرة والاستثنائية في العام 2020 بعيد انفجار مرفأ بيروت.
جملة رسائل سياسية مهمة في هذا التوقيت الخطير والصعب الذي يمر به لبنان تحملها زيارة الكاردينال بيترو بارولين ذات الطابع الرعوي بامتياز، لأنها تأتي بدعوة من منظمة فرسان مالطا المؤتمنة على حماية مسيحيي الشرق لا سيما حماية الوجود المسيحي في الأراضي المقدسة وفي لبنان.
لكن تصريحات الكاردينال بارولين منذ أن وطأت قدماه أرض لبنان لم تخلُ من الإهتمام الديبلوماسي لدوائر الفاتيكان بالقضايا اللبنانية لا سيما أنه ضليع بكافة جوانب الملف اللبناني والذي بحث في آخر مستجداته مؤخراً مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان قبل زيارته إلى لبنان. وجاءت تصريحاته من أرض المطار وفي قداس منظمة فرسان مالطا لتؤكد على أنّ الإستحقاق الرئاسي وضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية كي ينتظم البلد جاءت كرسائل للمسؤولين اللبنانيين بضرورة التنبه لخطر الفراغ الرئاسي في ظل ما يحصل في المنطقة من توترات.
وعلى الرغم من أنّ زيارة بارولين ليست زيارة دولة أو كمبعوث رسمي من قبل قداسة البابا فرنسيس إلا أنها بحسب ما أشار رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم لموقع “هنا لبنان” تحمل نكهة سياسية خصوصاً أنّ الكاردينال ليس رجلاً عادياً إنما هو بمثابة رئيس حكومة الفاتيكان والذي يتشاور مع البابا في الشؤون السياسية والديبلوماسية إذ يحتل لبنان صورة العيش المشترك معظم صلوات الكرسي الرسولي.
ويشير المونسينيور أبو كسم إلى أهمية الغداء الذي سيقام في الصرح البطريركي في بكركي مؤكداً أنه ليس قمة روحية أو لقاء روحي إنما غداء جامع لرؤساء الطوائف المسيحية والمسلمة مع الكاردينال بارولين وقد أراده البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لجمع المسيحيين والمسلمين على طاولة واحدة تجسد صورة لبنان “بلد الرسالة” الذي أكد عليه البابا يوحنا بولس الثاني، كما سيفتح هذا الغداء باباً للحوار بين المكونات الأساسية في لبنان وسيشكل مناسبة مهمة لإيصال صوت جميع الحاضرين بحرية إلى مسامع قداسة البابا فرنسيس لتكوين وجهة نظر جميع من لبى الدعوة حول الوضع الراهن.
وفيما ستقتصر لقاءات الكاردينال بارولين مع كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري على الشكل البروتوكولي إلا أنها لن تخلوَ من التشاور بالوضع اللبناني في ظل التصعيد الخطير في جنوب لبنان والفراغ في سدة الرئاسة، وسيكون طلبه للمسؤولين والقيادات والمعروف مسبقاً هو حضّهم على التوافق الداخليّ وسيقول لهم “قوموا بحماية لبنان وهويته وإنقاذه عبر الإنخراط بالعمل السياسي الجدي وإنتخاب رئيس للجمهورية قبل فوات الأوان عبر الإلتزام بالدستور وعدم الإنقلاب عليه إضافة إلى تطبيق القرارات الدولية لا سيما القرار الدولي 1701”.
الفاتيكان وبحسب مصادر ديبلوماسية لموقع “هنا لبنان” لا ينفك يوجه الرسائل إن كان للجانب الإسرائيلي أو الجانب الأميركي بضرورة عدم توسيع الحرب الدائرة في غزة من قبل إسرائيل خصوصاً أنّ البابا فرنسيس يدعو إلى السلام في منطقة الشرق الأوسط وأهمية إيجاد تسوية تقوم على حل الدولتين. كما أنّ الكرسي الرسولي ملم بالمخاطر التي تواجه لبنان وهويته ومستقبل شبابه إضافة إلى انهيار مؤسسات الدولة وعدم انتظام عملها مما يهدد بضرب فكرة الدولة كما يسعى لتثبيت المسيحيين في أرضهم، ولفتت المصادر الديبلوماسية إلى أنّ السفير البابوي في لبنان باولو بورجيا مطّلع على كافة جوانب القضايا اللبنانية وهو على تواصل دائم مع دوائر الفاتيكان إن كان شخصياً أو عبر التقارير والتواصل مع بكركي والمسؤولين اللبنانيين إضافة إلى الرسائل الديبلوماسية والتي يشرح فيها الواقع المأزوم الذي يعيشه لبنان وشعبه نتيجة تدهور الأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية، وأشارت المصادر إلى أنّ حاضرة الفاتيكان لها دور مؤثر في معظم دول القرار وتعمل بصمت من أجل إخراج لبنان من دوامته بالتواصل مع هذه الدول كي لا تنزلق الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، كما تشدد على عدم ترك لبنان والسماح بسقوطه لأنه يشكل صورة مميزة في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها تتابع عن كثب عمل اللجنة الخماسية وتحثها على العمل من أجل إيجاد حل للأزمة الرئاسية.
وكمن يتعلق بقشة كي لا يغرق، يأمل اللبنانيون أن تشكل زيارة الكاردينال بارولين نافذة أمل وسط السواد الذي يحيط بلبنان والقلق من تطور الأوضاع جنوباً إلى حرب شاملة خصوصاً أنه أكد على لمس أجواء من الأمل لدى اللبنانيين بإمكانية التوصل إلى حلول للمشاكل القائمة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us