الرئيس لن يألو جهداً …
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
بعدما اجتمع إلى رئيس الجمهورية، قال النجم البرلماني الآفل الأستاذ إميل رحمة: “فهمتُ ان فخامته يتفهم حجم الاعتراض الشعبي على ما وصلت اليه الأمور وهو لن يألو جهداً في سبيل التخفيف من المعاناة من خلال حلول يحتاج معظمها لحكومة جديدة فاعلة”.
وفهمنا، بقدر “مفهوميتنا”، أن الرئيس المتفهّم مدرك تماماً حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق العهد القوي.
وفهمنا أن يشاهد التلفزيون في أوقات فراغه، ويسمع بوضوح، ما يقوله الشعب العظيم عنه، وعن عهده وولي عهده ووزرائه ومسؤوليه.
وفهِمنا أنه ينوجع لوجع أبنائه اللبنانيين، ويتحسس مآسيهم، ويحزن لمصيرهم ويأسف لحاضرهم ويرثي لمستقبلهم كما أنه يقرأ ما يكتبون عنه. الناس العاديون قد يشتمون المسؤولين بأقذع الكلمات، لكن أن تدعو زميلة مثقفة لمسؤول بمصير راعب: “انشالله تموت مكهرب بشريط كهربا 15 فولت” فماذا يُفهم من كلامها؟ الرئيس يتفهّم أولاده الـ”بلا مربى”.
فهمنا مما فهمه أستاذ أميل، الجدّي إلى حدودٍ قصوى، أن رئيس الجمهورية يصل الليل بالنهار، هو وفريق عمل نذر العفة والطاعة، للقبض على آخر صرّاف في أقاصي الهرمل أو في العريضة أو في الناقورة، ولابتكار حلول عجائبية تنقذ لبنان واللبنانيين من العتمة ومن الفقر ومن اليأس ومن الأحباط ومن “الشنشطة” ومن البهدلة ومن الخوف.
فهمنا أن الرئيس ممسك بزٍمام الأمور كما يجب. لن يتركنا. أبداً لن يتركنا إلا هياكل عظمية تحسد هياكل أخوتنا في إقليم بيافرا.
وفهمنا بسلامة فهم “الفهيم”، الحكيم، الوسيم إميل، أن البلد يحتاج إلى حكومة جديدة. يبدو أن الرئيس أخبره هذا السر الخطير. الحكومة الجديدة مفتاح خلاصنا. الحكومة أملنا. الحكومة رجاؤنا. لكننا، نحن عامة الناس، نحن من طرق الفقر بابنا وقعد في أسرة أطفالنا، نرفض بشكل قاطع أي انتقاص من حقوق المسيحيين، ونرفض أن يتنازل الرئيس عن الداخلية والعدلية، نموت حرقاً أو فقراً أو يأساً ولا نتنازل عن حقوق المسيحيين. وطبعا قد يكون استاذ إميل أفاض أمام الرئيس بشرح رفضنا، واستعدادنا للموت في سبيل ديمومة العهد القوي الذي أعاد الحقوق إلى أصحابها، مع فائض كرامة، وكرمى للرئيس عمرها ما تتشكل حكومة إلا بشروطه.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |