“الخط السيادي” يجمع القوات وبكركي.. محاولات بثّ الشقاق بينهما فاشلة


خاص 29 حزيران, 2024

في المقاربة الرئاسية كان الموقف بين القوات وبكركي موحداً، وفي دعم السيادة وقرارات الشرعية الدولية، تحدثا اللغة نفسها. لم يتبادلا إلا الأدوار الهادفة لحل الأزمة اللبنانية، أما ما برز مؤخراً من “حرتقات” على واقع هذه العلاقة فلن يؤثر عليها، ولن يصيب الغاية منها، لجهة قيام أزمة بين الطرفين

كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:

لم تكن العلاقة بين بكركي والقوات اللبنانية إلا في أفضل حالاتها، ولم تخرج عن واقع التنسيق الدائم في أحلك الأوقات. في المقاربة الرئاسية، كان الموقف بينهما موحداً، وفي دعم السيادة وقرارات الشرعية الدولية، تحدثا اللغة نفسها. لم يتبادلا إلّا الأدوار الهادفة لحل الأزمة اللبنانية، أما ما برز مؤخراً من “حرتقات” على واقع هذه العلاقة فلن يؤثر عليها، ولن يصيب الغاية منها، لجهة قيام أزمة بين الطرفين. وعدم حضور رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لقاء بكركي الجامع مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين ليس مقاطعة للبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي على الإطلاق، ومن يريد افتعال فبركة عن توتر في العلاقة، عليه أن يراجع حساباته والتاريخ النضالي المشترك بين الطرفين.

وما صدر عن بعض قياديي التيار الوطني الحر من مواقف تنتقد ما أسمته بالمقاطعة القواتية لبكركي ليس إلا محاولة لرمي الشقاق بينهما، كما تشير مصادر سياسية مطلعة لموقع “هنا لبنان”، وتؤكّد أنها ليست المرة الأولى التي ينبري فيها التيار إلى بث الشائعات بأهداف تضليلية متعددة في كل ما يتصل بالقوات وعلاقاتها مع الأفرقاء.

وفي حديث لـ “هنا لبنان”، يشدد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية الوزير السابق ريشار قيومجيان على أنّ العلاقة مع الفاتيكان وبكركي ممتازة، وهناك زيارات متواصلة للبطريرك الماروني كما للسفير البابوي، الذي يزور بدوره معراب، وبالتالي ما من مشكلة في هذا السياق، وسبب غياب الدكتور جعجع عن لقاء بكركي هو أمني والقوات تمثلت بالنائب بيار بو عاصي، ثم اجتمع الدكتور جعجع مع الكاردينال بارولين.

ويقول قيومجيان أنّ التيار الوطني الحر يرغب في لعب أدوار تدلل على أنه موجود على الساحة السياسية ويسعى إلى تزوير الحقائق، ومعلوم أنّ هناك حملة من قبل حزب الله ضد بكركي والسند الأساسي لها هو القوات، وكل ما يحكى ضدها هو جزء من مخطط لعزلها، فعوضاً عن الوقوف إلى جانبها والتمسك بطروحاتها، يعمد التيار الحر إلى تضييع البوصلة واتهام القوات بأمور سخيفة، موضحاً أنّ موقف القوات وبكركي واحد في التمسك بالقرارات الدولية وسيادة لبنان وحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني والتمسك بالقرار ١٧٠١ وعدم جر لبنان إلى الحرب، وهذا سبب كاف للحملة على البطريركية المارونبة.

ويلفت قيومجيان إلى أن القوات وقفت إلى جانب بكركي دائما وبالأمس شاركت في تكريم المناضلة أنطوانيت شاهين في بكركي، ويقول أنّ التيار يمارس لعبة التضليل وزرع الشقاق المجاني ويلجأ إلى السعدنة السياسية، فساعة يؤيد الحوار وساعة يتهم الرئيس نبيه بري بالبلطجة، وساعة يعارض الحرب في الجنوب ويؤيد سيادة الدولة وساعة يقف مع المقاومة، وهذا موقف رمادي، داعياً التيار إلى أن حسم موقفه وطروحاته وأن يكون كلامه نعم نعم أو لا لا، وبالنسبة إلى القوات، فنحن نقول نعم نعم لبكركي ولا لا للمس بها وبسيادة لبنان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us