بكركي تصدح بالحياد فتهاجم.. ومفتاح الحل يبدأ بالمصارحة والخروج من المجاملات
لا يعبر البطريرك الراعي عن ازدواجية في المواقف، فكلامه معلن وليس خفياً أو سرياً، وتفسير كلامه عن غير ذي وجه حق غايته افتعال إشكال لا مبرر له، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التشكيك به وبوطنيته
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
باتت عبارة “التخوين” ترافق الحملة على بكركي في كل مرة يرفع فيها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي شعار الحياد أو يسأل عن هدف الحرب والسلاح غير الشرعي، أو يطلق توصيفاً لا يعجب هذا الفريق أو ذاك .
ما هو مسموح لقوى الممانعة، ليس مسموحا للبطريرك الراعي وإلا لما كانت سهام الاتهامات تطلق بحقه، وتدار حملة مبرمجة ضده بشكل يومي، علماً أنّ لكل فريق الحق في إبداء رأيه، فما يراه البطريرك الراعي صحيحاً أو صائباً ليس بالضرورة أن يقرأ بطريقة سلبية تصل إلى حد الإساءة والمقاطعة أو الالتفاف على دوره وموقعه.
لا يعبر البطريرك الراعي عن ازدواجية في المواقف، فكلامه معلن وليس خفياً أو سرياً، وتفسير كلامه عن غير ذي وجه حق غايته افتعال إشكال لا مبرر له، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التشكيك به وبوطنيته.
في الأسبوع الماضي، قال البطريرك الراعي في عظته أن رئيس الجمهورية المنشود هو الذي “يُعنى بألّا يعود لبنان منطلقاً لأعمال إرهابيّة تزعزع أمن المنطقة واستقرارها، وبالتالي بدخول لبنان نظام الحياد”. قامت قيامة حزب الله وأطلقت المواقف المضادة من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. وتمت مقاطعة اجتماع بكركي، وعلى الرغم من أنّ البطريرك الراعي أوفد رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام عبدو أبو كسم لترتيب الخلاف والنائب فريد الخازن شرح حقيقة موقف الراعي، فإنّ الحزب واصل هجومه، وقال النائب علي فياض أنّ المطلوب مواقف واضحة بالنسبة إلى الحرب في الجنوب وغزة وكذلك الأمر بالنسبة إلى الإرهاب والمقاومة، وإن ما حدث جرحنا في الصميم وكلمة إرهابي هي لغة تصادم وليست لغة اختلاف سياسي.
الأب عبدو أبو كسم الذي زار مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى موفداً من البطريرك الراعي يقول لموقع “هنا لبنان” أنّ مواقف البطريرك الراعي معروفة سواء من الحياد أو الحرب، وعظته استفزت الحزب، مع العلم أنّ البطريرك الراعي يقر بالمقاومة لكن ذلك لا يعني أنه متفق مع أهدافها، فالموضوع يحتاج إلى نقاش والمطلوب الخروج من الحوار التجاملي وقيام مصارحة تفادياً لأي تصادم يحصل في كل مرة، وقد شدّد على هذا الأمر في زيارته الأخيرة للمجلس.
ويرفض الأب أبو كسم حملات التخوين، أي لا يمكن تخوين أحد لأي سبب، ومن هنا أتت دعوته إلى التصارح من أجل مصلحة لبنان العليا، فصحيح أنّ للبطريرك الراعي موقفه من السلاح وقرار السلم والحرب إلا أنه لم يرفض الحوار.
ويتوقف أبو كسم عند كل ما يبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي والذي يؤدي في بعض الأحيان إلى توتير الأجواء، ويطالب بالعودة إلى التهدئة وإعادة قراءة الوضع ، فلا يبقى أحد “متخبي ورا خيال إصبعو”، فالتحاور أساسي على أمور مصيرية لقيام تضامن، لأن الشر لا يفيد أحداً في الداخل .
ويكرر القول: نحن لا نريد الخلاف مع أحد ولا نريد أن يتم تجاهل أحد، لأننا محكومون بالعيش معاً وضمن صيغة واحدة، وأن يتم توضيح كل شيء بصراحة.
ويشدد على أنّ هناك اتصالات تتم بين لجنة التواصل لحزب الله وبكركي وهناك مواقف صدرت عن بعض الموارنة، يؤمل أن تساهم في انحسار ما حصل.
الحملة على بكركي قد لا تهدأ سريعاً لكنها تتطلب المواجهة في كل مفصل والوقوف إلى جانبها، خصوصاً أنها الداعم الأول والأخير لخط لبنان ومصالحه.
مواضيع مماثلة للكاتب:
فرنسا على الخط الرئاسي مجدداً.. حظوظ نجاح مهمة لودريان مرتفعة | بيار الجميل.. عريس “ثورة الأرز” الذي استشهد رافعاً اسم السيادة | الدفاع المدني جهاز بمساحة الوطن واستهدافه في الحرب يصعب مهماته |