المملكة العربية السعودية على خط دعم لبنان مجدداً.. وإجماع سياسي على الإشادة بدورها
خطوة مذكرة التعاون بين البلدين كانت أكثر من مطلوبة في هذه الفترة بالذات، حيث تعاني المؤسسات من الترهل والشلل وضعف الإمكانات المالية، كما يعاني البلد من واقع اقتصادي متردٍّ، وهي مشكورة من بلد حمى لبنان وشعبه وهو مستمر على هذا النهج
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
وسط الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد وتراكم الملفات الاقتصادية والأمنية التي تشكل محور تباين بين المكونات اللبنانية، جاء حدث توقيع مذكرة التعاون المشترك بين “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ” و”الهيئة العليا للإغاثة” ليعكس التزاماً سعودياً بمساعدة لبنان في كل المجالات. لم تكن هذه الخطوة مستغربة من المملكة العربية السعودية التي دأبت على دعم العمل الإنساني في لبنان لسنوات وسنوات ضمن سياسة طويلة الأمد في هذا السياق، وانطلاقاً من حرصها على تحقيق التنمية فيه، كما في كل المجالات، والتاريخ شاهد على ذلك.
وبموجب هذه المذكرة فإنّ ٢٨ مشروعاً ممولاً من المملكة العربية السعودية سيتم تنفيذه في المناطق اللبنانية بقيمة ١٠ ملايين دولار. وهذا تأكيد إضافي على مواصلة المملكة تقديم يد العون للبنان واللبنانيين.
الخطوة أكثر من إيجابية وكانت محور ترحيب سياسي لافت في ظل الأوضاع التي تمر بها البلاد، في حين أنّ الحضور الحاشد في الاحتفالية الخاصة بهذا التوقيع هو دليل أساسي على الامتنان لمملكة الخير.
وفي هذا المجال، يقول النائب الدكتور بلال الحشيمي لموقع “هنا لبنان” أنّ المملكة العربية السعودية لطالما وقفت إلى جانب لبنان واللبنانيين ولم تتوقف عن تقديم الدعم لهم في أحلك الظروف، وليس مستغرباً بالتالي أن تواصل هذا الدعم بهدف تنفيذ مشاريع إنسانية في عدد من المناطق اللبنانية، ففي البقاع وتحديداً في إحدى المناطق النائية قدمت مساعدة لمشروع مدرسة ما يساهم في الحد من تنقل الطلاب إلى مناطق أخرى بعيدة عن أماكن سكنهم، وهذا مشروع حيوي ويدل على إيلاء المملكة كل الاهتمام بخدمة الإنسان، ويشير إلى أنّ دورنا كلبنانيين يقوم على ضرورة إبقاء علاقة لبنان مع محيطه العربي قوية ومتماسكة، وإنّ هذه مهمة الرئيس الجديد للجمهورية بحيث أنّ المطلوب منه الاستمرار في انفتاحه على الخليج والمملكة العربية السعودية، وإعادة العلاقات معها إلى المسار الصحيح .
ويوضح الحشيمي أنّ لبنان معتاد على الأيادي البيضاء للمملكة، وأنّ ما جرى في الاحتفال لجهة حضور أركان الدولة يعزز شعور ثقة الجميع بالدور السعودي الذي اعتاد عليه اللبنانيون، لافتاً إلى أنّ المملكة جهزت مشاريع عدة منذ العام ٢٠١٦وفق أسس معينة من الإصلاح والتعاون، ومصلحة لبنان تقضي بالمحافظة على العلاقة المميزة مع المملكة، كما أنّ المطلوب منا تصفية النية وانتخاب رئيس للبلاد يساعد على معالجة الأزمة وإبقاء العلاقة مع المحيط العربي راسخة وقوية.
من جهتها، تلفت مصادر سياسية مطلعة لموقعنا إلى أنّ هذه المذكرة تتيح مساعدة المجتمعات المتضررة بفعل الأزمات والكوارث، وهي تقدم صورة نبيلة عن عمق العلاقة التي تربط بين البلدين وعن استعداد المملكة الدائم لتلبية نداء المساعدة انطلاقاً من مبادئ إنسانية بحتة، وتفيد أنّ هذا الدعم يهدف إلى إعلان التضامن مع لبنان والذي كرسته المملكة في جميع الأوقات.
خطوة مذكرة التعاون بين البلدين كانت أكثر من مطلوبة في هذه الفترة بالذات، حيث تعاني المؤسسات من الترهل والشلل وضعف الإمكانات المالية، كما يعاني البلد من واقع اقتصادي متردٍّ، وهي مشكورة من بلد حمى لبنان وشعبه وهو مستمر على هذا النهج .
مواضيع مماثلة للكاتب:
فرنسا على الخط الرئاسي مجدداً.. حظوظ نجاح مهمة لودريان مرتفعة | بيار الجميل.. عريس “ثورة الأرز” الذي استشهد رافعاً اسم السيادة | الدفاع المدني جهاز بمساحة الوطن واستهدافه في الحرب يصعب مهماته |