لقاء هوكشتاين ولودريان توصل إلى وضع ورقة مشتركة وآلية موحدة لإنهاء التصعيد على جانبي الحدود


خاص 6 تموز, 2024

السؤال الأهم هل سيقبل “الحزب” بالتراجع مسافة 8 كيلومترات ما وراء الليطاني وسحب أسلحته الثقيلة وقوة الرضوان بحسب إقتراح هوكشتاين في حال جرى وقف إطلاق النار في غزة ووقف المواجهات العسكرية؟


كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:

لا يزال الملف اللبناني في صلب أي محادثات دولية أو لقاءات ثنائية على الرغم من الإستحقاقات الكبيرة التي تشهدها معظم الدول المؤثرة لا سيما إقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية حيث يريد الرئيس الحالي جو بايدن تحقيق إنجاز خارجي مع التقدم في ملف حرب غزة ووقف إطلاق النار والذي سينعكس على جبهة جنوب لبنان، كما أن الفرنسيين يستعدون أيضاً للإنتخابات وسط التخبط الكبير التي تعيشه فرنسا مع إمكانية وصول اليمين المتطرف الى السلطة.
وسط كل ذلك كان لبنان في صلب مباحثات باريس التي وصفت بالإيجابية والبناءة بين الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الذي زار إسرائيل في منتصف حزيران ولبنان في 18 حزيران الماضي واصفاً يومها الوضع في لبنان بالخطير والدقيق جداً، والموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي كان زار بدوره بيروت في 28 أيار الماضي في مهمة لخروج لبنان من الأزمة رئاسياً وأمنياً.
وتركزت المباحثات بحسب مصادر ديبلوماسية فرنسية لموقع “هنا لبنان” على التطورات في المنطقة والجهود الفرنسية والأميركية التي تبذل من أجل عودة الهدوء والاستقرار بعد وقف إطلاق النار في غزة، خصوصاً أنّ واشنطن وباريس قد قدمتا ورقتين لحل النزاع ووقف الأعمال الحربية، كما تشتركان بإيجاد حل لملف عودة الهدوء إلى الجبهة الجنوبية في لبنان لا سيما عبر تنفيذ القرار الدولي 1701 عند الخط الأزرق مع بعض التعديلات إضافة إلى البحث في مهمات اليونيفيل وسلامة عناصرها ومقراتها في الجنوب اللبناني على أبواب التجديد لها سنة إضافية بطلب من لبنان.
وبحسب المصادر فإن المباحثات كانت إيجابية لجهة التأكيد على تكامل الدورين الفرنسي والأميركي في إيجاد الحل على جبهة جنوب لبنان، وهو إشارة لحزب الله في لبنان وللجانب الإسرائيلي بأنّ الحل الديبلوماسي هو الأفضل بعد أن اصبح منسوب التهديدات الإسرائيلية بشن حرب شاملة كبيراً جداً والرد عليه من قبل الحزب بتوسيع رقعة الحرب بات شديداً وقد يأخذ المنطقة برمتها إلى حرب لا يمكن تكهن نتيجتها.
وشددت المصادر الفرنسية على أهمية التوصل إلى تفاهم من شأنه إنهاء التوترات الحاصلة على طرفي الحدود اللبنانية الإسرائيلية من أجل عودة آمنة للسكان من الطرفين، وقد جرى تبادل للأفكار بين هوكشتاين ولودريان وخلية الأزمة الفرنسية في الإليزيه المكلفة بالملف اللبناني من أجل جمع المساعي المبذولة والتنسيق للخروج بورقة مشتركة أميركية – فرنسية وآلية موحدة لمعالجة الوضع الأمني والعسكري جنوب لبنان وشمال إسرائيل وخفض التصعيد الحاصل قبيل وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى واشنطن.
وأشارت المصادر إلى إصرار الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين خلال إجتماعاته في الإليزيه ووزارتي الخارجية والدفاع على تحقيق إنجاز ديبلوماسي في موضوع الحدود البرية كما نجح في ملف ترسيم الحدود البحرية قبل إنشغال إدارته بالإنتخابات الرئاسية، وقد حمل كل ما توصلت إليه المحادثات إلى واشنطن لإطلاع الإدارة الأميركية عليها للتحرك على أساسها وسط الرفض الأميركي لشن حرب واسعة من قبل إسرائيل على لبنان.
ولم يكد يمر يومين على المحادثات الأميركية الفرنسية في باريس حتى بدأت تظهر بعض الإيجابيات المتعلقة بإمكانية التوصل إلى حل بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النارفي غزة، لا سيما أن حركة حماس قد أبلغت حزب الله موافقتها على وقف إطلاق النار وقد رحب الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله بهذا الأمر الذي سينعكس بدوره على جبهة جنوب لبنان بإنتظار الرد الإسرائيلي على المقترحات الموضوعة.
لكن السؤال الأهم هل سيتراجع حزب الله مسافة 8 كيلومترات ما وراء الليطاني ويسحب أسلحته الثقيلة وقوة الرضوان بحسب إقتراح هوكشتاين في حال جرى وقف إطلاق النار في غزة ووقف المواجهات العسكرية؟ خصوصاً أنّ الإعلام الإسرائيلي نقل عن هوكشتاين قوله: “إن رفض حزب الله لمقترحه سيضفي الشرعية على الهجوم الإسرائيلي على لبنان لإعادة الأمن الى الشمال”. وهو ما نقله وسينقله عدد من الموفدين الى لبنان للسلطات اللبنانية وحزب الله خلال الأيام المقبلة.
كل ذلك سيبقى رهن الإتفاق الذي سيحصل بين حماس وإسرائيل خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة، ما سيؤكد أن الجهود الأميركية والفرنسية في التوصل إلى تسوية ديبلوماسية هي الأهم في هذه اللحظات الصعبة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us