سرطان عنق الرحم في لبنان.. نقص التوعية ولقاح الوقاية “مكلف”!
غلاء لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) يعيق جهود الوقاية من سرطان عنق الرحم في لبنان، ومن هنا تكمن أهمية التوعية والفحوص الدورية لضمان حياة صحية وآمنة لكل امرأة في لبنان ولحماية الأجيال القادمة من هذا المرض الخبيث
كتبت هانية رمضان لـ”هنا لبنان”:
سرطان عنق الرحم يُعتبر من الأمراض الخبيثة التي تُهدد حياة النساء في جميع أنحاء العالم، إذ ينتشر هذا المرض بنمو خلايا غير طبيعية في عنق الرحم، والتي يمكن أن تتطور لتصبح سرطانية إذا لم يتم الكشف عنها ومعالجتها في مراحلها المبكرة.
وفي لبنان، يتم تسجيل نحو 250 حالة إصابة جديدة بسرطان عنق الرحم سنويًا، ويفقد نصف المصابات حياتهن نتيجة لهذا المرض، مما يعكس حاجة ماسة للتوعية والوقاية.
على المستوى العالمي، تُقدر منظمة الصحة العالمية أن سرطان عنق الرحم يصيب نحو 660,000 امرأة سنويًا، ويتسبب في وفاة نحو 350,000 امرأة. تسعة أعشار هذه الوفيات تحدث في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط بسبب نقص الفحوصات الدورية واللقاحات الوقائية. رغم توفر الوسائل الوقائية مثل اللقاحات ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) والفحوصات الدورية، إلا أن الوصول المحدود إلى هذه الخدمات في العديد من الدول يعيق جهود مكافحة المرض.
يعتبر غلاء اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) في لبنان من العوائق الرئيسية التي تواجه الجهود المبذولة للوقاية من سرطان عنق الرحم. هذا اللقاح، الذي يُعتبر فعّالًا جدًا في الوقاية من الأنواع الرئيسية للفيروس المسببة للسرطان، يعد مكلفًا جدًا بالنسبة للكثير من النساء، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية.
ونتيجة لغلاء اللقاح، تجد العديد من العائلات صعوبة في تحمل تكاليف تلقيح أبنائها أيضًا، مما يتركهم عرضة لخطر الإصابة بفيروس HPV ومن ثم سرطان عنق الرحم في المستقبل.
في هذا السياق أجرى موقع هنا لبنان اتصالا مع الأخصائية في الجراحة النسائية والتوليد دكتورة نادين الشامي التي أكدت على الزيادة الملحوظة في الإصابة بسرطان عنق الرحم نتيجة الارتفاع الهائل في الإصابة بالورم الحليمي (HPV) في لبنان.
وأضافت د.الشامي أن سرطان عنق الرحم هو في المرتبة الثامنة من السرطانات التي تصيب النساء في لبنان، وتسجل نحو مئة وثمانين حالة سنوياً في لبنان.
وتابعت بالقول أن هناك عدة عوامل تعق تحول دون الكشف المبكر عن الإصابة بسرطان عنق الرحم أبرزها نقص المعلومات الطبية عن المرضى، والخجل من الفحص السريري، إضافة إلى الخوف من إجراء الفحص الطبي و آخرها العامل الاقتصادي الذي يعتبر السبب الرئيس وراء عدم الكشف عن سرطان عنق الرحم أو إجراء اللقاح الذي يقي منه.
وتحدثت الشامي عن أن كلفة لقاح سرطان عنق الرحم تشكل عائقاً امام الحصول عليه، حيث أن تكلفة الجرعة الواحدة تساوي 200$. وأسفت على عدم وجود أي مبادرات أو حملات للمساهمة في تأمين أو خفض كلفة اللقاح.
أما عن مدى فعالية لقاح عنق الرحم، أكدت الشامي على هناك دراسات علمية أثبتت أن فعاليته تقارب ١٠٠% للوقاية من سرطان عنق الرحم شرط أن تؤخذ الجرعات في أوقاتها، حيث يوصى بإعطاء الجرعة الأولى في عمر 11 أو 12 عامًا، تليها الجرعة الثانية بعد 6-12 شهرًا من الجرعة الأولى، وإذا بدأ التطعيم في سن 15 وما فوق، يُوصى بثلاث جرعات. الجرعة الأولى تُعطى في أي وقت، الجرعة الثانية بعد 1-2 شهر من الجرعة الأولى، والجرعة الثالثة بعد 6 أشهر من الجرعة الأولى.
كما شددت الشامي على أهمية إجراء فحص pap smear للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم وختمت بضرورة وأهمية أخذ اللقاح، بالاضافة إلى اعتماد اسلوب حياة صحي وآمن للوقاية من التعرض لفيروس HPV.
إن غلاء لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) يعيق جهود الوقاية من سرطان عنق الرحم في لبنان، من هنا تكمن أهمية التوعية والفحوص الدورية لضمان حياة صحية وآمنة لكل امرأة في لبنان ولحماية الأجيال القادمة من هذا المرض الخبيث.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بين النزوح الدراسي والأزمات التعليمية.. مدارس في مهبّ الفوضى | أمان النازحين في قبضة السماسرة.. استغلال وجشع بلا حدود | براءة الأطفال في مهب الحرب.. وجروح نفسية لا تَلتئِم! |