بين برّي وباسيل.. جعجع
سواء حصل التقارب بين بري وباسيل، أو بين بري وجعجع، فإنّ رئيس المجلس النيابي سيكون الرابح الأكبر. ثابتٌ على مواقفه، ولا يتنازل إلا عن الهوامش
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
من المؤكّد أنّ الرابح الأكبر من العلاقة المستجدّة بين التيّار الوطني الحر ورئيس المجلس النيابي نبيه بري هو الأخير. يعرف بري ما يريد، خصوصاً من التشريع، ويحتاج إلى من يؤمّن له ما يحتاجه، فإن “تغنّج” سمير جعجع وجد البديل لدى جبران باسيل.
يخرج من يلتقي بري ويتناول معه موضوع العلاقة مع باسيل باستنتاجٍ مفاده أنّ رئيس المجلس ليس “مغروماً” برئيس “التيّار”. لم تتوفّر الكيمياء بين الرجلين يوماً، ولكنّنا في مرحلة هدنة لا يتنازل فيها بري عن ثوابته:
مرشّحه إلى الرئاسة سليمان فرنجيّة.
الممرّ الإلزامي إلى الرئاسة طاولة حوار يرأسها.
المجلس النيابي مستمرّ في التشريع، أقلّه عند الضرورة.
خارج هذه الثوابت الثلاث، يبدي بري استعداداً للأخذ والردّ. يدعم مرشّح باسيل في نقابة المهندسين، ويتنازل، شيعيّاً، عن رئاسة بلديّة جون لكاثوليكي. من هنا، لا تضحيات يقدّمها لباسيل الذي، بالمقابل، تحوّل مع بعض نوّابه الى رأس حربة في الدفاع عن الحوار وعن التشريع، ولو حصل الأمران في غياب رئيس الجمهوريّة.
ولكن لا يمكننا أن نغفل عن حقيقة وجود عامل مهمّ يقرّب بري وباسيل من بعضهما البعض. هذا العامل هو التدهور في العلاقة بين بري وجعجع، والذي استغلّه باسيل لتسويق نفسه في عين التينة. في المقابل، عمل مقرّبون من جعجع، يتقدّمهم النائبان جورج عدوان وملحم الرياشي، على إقناع الساكن في معراب بضرورة عدم كسر الجرّة مع “الإستاذ”، وهو ما أعطى نتيجة واضحة عبر الكلام الإيجابي الذي قاله جعجع عن بري في إطلالته الأخيرة عبر برنامج “صار الوقت”، والذي قد يكون خطوة على طريق عودة العلاقة بينهما الى سابق عهدها.
ولكن، في الحالتَين، أي سواء حصل التقارب بين بري وباسيل، أو بين بري وجعجع، فإنّ رئيس المجلس النيابي سيكون الرابح الأكبر. ثابتٌ على مواقفه، ولا يتنازل إلا عن الهوامش.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |