“أكشن” في جوارنا وضياع في ديارنا..


خاص 9 تموز, 2024

لماذا السكوت والاسترخاء في حين تهددنا إسرائيل يوميًا، قبل الظهر وبعده بالحرب الشاملة، فنكتفي بالرد على محمد رعد بالنزول إلى البحر والتباهي بالسهر وحب الحياة.. إنّ حب الحياة شيء جميل لكن حب البلاد يبقى أجمل وأهم.. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو رأي سليمان فرنجية بكلام الحاج محمد رعد الذي وضع غير المقاومين على طريق القدس في سلّة واحدة؟

كتب بشارة خيرالله لـ “هنا لبنان”:

في غمرة المتغيرات اليومية، من الجوار مرورًا بالإقليم وصولًا إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، يبدو لبنان المنكوب بخاطفيه أبعد ما يكون عن الجلوس على كرسي المفاوضات الجارية لترتيب المنطقة بعد حالة الهدوء التي أرستها المصالحة السعودية الإيرانية برعاية الصين..

ففي سوريا العائدة تدريجيًا إلى حضنها العربي، الكثير من المطبّات والعراقيل، لكن النظام يتجاوزها أو يحاول، ولو بتدبير حادث سير قيل أنه يرتبط بشكلٍ أو بآخر بإيران وروسيا وإسرائيل، فيما ينتظر الشعب اللبناني بفارغ الصبر والأمل بدء الإعمار في سوريا ورفع العقوبات عنها، ما يُعزِّز فرصة عودة أكبر عدد ممكن من السوريين إلى ديارهم آمنين.

وفي إيران الفارسية مات الرئيس المُعمَّم وفاز الرئيس “الإصلاحي غير الفارسي”، والشعب اللبناني يتفرج من بعيد ويحلم بانتخاب الرئيس الإصلاحي العتيد.

وفي قبرص التي هددها السيد حسن نصرالله على مسمع العالم، “لوبي كبير” جنّبها الدخول في متاهة الردود، وبَثَّ الرعب في قلوب اللبنانيين والزوار الأجانب من إمكانية استهداف إسرائيل لمطار رفيق الحريري الدولي بعد التقرير البريطاني حول وجود مخازن تابعة لـ”حزب الله” في حرم المطار.

وها هي “حماس” تقبل بالمفاوضات مع الإسرائيلي ولو بالواسطة غير المعلنة سعيًا إلى تسوية قوامها وقف العمليات العسكرية وهدنة طويلة الأمد بعد أن أصبحت غزة “ملعب فوتبول”، في حين يتربص فريق الممانعة “الليبانوإيراني” أو “الإيرانولبناني” الرابط للساحات بالإبقاء على مرشحه حتى إشعار آخر.

وفي أميركا يذهب الرئيس ترامب ثم يعود من جديد ويمضي الرئيس بايدن ولاية كاملة ونحن في لبنان بالكاد نفكِّر بالتمديد الإضافي لقائد الجيش، في حين تشهد اليرزة أوسع خلاف بين قائد الجيش من جهة، ووزير دفاعه ومجموعة من مجلسه العسكري وكبار ضبّاطه، فيما لبنان الرسمي عاجز عن تغيير وزير الدفاع المُصرِّف للأعمال بحكم الضرورة، وقائد الجيش المنتظر الرئاسة على طبق من هزيمة موعودة تلحق بـ”حزب الله” وتسوية كبرى تُمرِّر التعديل الدستوري كشطبة قلم أشبه بتلك التي وضعت بعض كبار الضباط في التصرف أو على الرف..

وفي فرنسا يدفع الرئيس ماكرون في الانتخابات ثمن إخفاقاته في السياسة، ويهرول إلى تحالف الضرورة مع الكافة لمحاصرة اليمين المتطرف، ونحن في لبنان لم نتفق بعد على كيفية مواجهة خاطف البلاد المتطرف بتحالف وطني عريض يؤكد أمام العالم أجمع على ضرورة تطبيق الدستور (اتفاق الطائف)، ويضع حدًا لهذا الانحراف نحو المزيد من الخراب، ونكتفي بحملات مبرمجة لتهشيم صورة بهاء الحريري بدلًا من تركه يعمل ومحاسبته على نتيجة أعماله وتشجيع أي لبناني على الانخراط في ورشة البناء.

ماذا ننتظر لنتعلم من تجارب الآخرين، ولماذا السكوت والاسترخاء في حين تهددنا إسرائيل يوميًا، قبل الظهر وبعده بالحرب الشاملة، فنكتفي بالرد على محمد رعد بالنزول إلى البحر والتباهي بالسهر وحب الحياة.. و”نستمتع” بخطب المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان وهو يهاجم بكركي حينًا ويُمنِّن المسيحيين أحيانًا بعيشٍ مشترك يريده على طريقته.

إن حب الحياة شيء جميل لكن حب البلاد يبقى أجمل وأهم.. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو رأي المرشح الرئاسي سليمان فرنجية بكلام الحاج محمد رعد الذي وضع غير المقاومين على طريق القدس في سلّة واحدة؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us