الحاج رعد مشتاق


خاص 16 تموز, 2024

يذكر اللبنانيون جيداً بشرى سماحة المرشد في شباط 2008: “بدأت معركة إنهاء إسرائيل”، ليكرر نائبه القول بعد 16 عاماً معدّلاً بشكل لا يسيء إلى الجوهر: “بدأنا بمرحلة تهيئة الظروف لإزالة إسرائيل”


كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

كم أضنى الشوق العشاق والشعراء، من الشاعر الرقيق الأبله البغدادي صاحب هذا البيت الرائع:
“لا يعرف الشوق إلا من يكابده/
ولا الصبابة إلا من يعانيها”
إلى مأمون الشناوي القائل: “غلبني الشوق وغلبّني
وليل البعد دوبني
ومهما البعد حيرني
ومهما السهد سهرني
لا طول بعدك يغيرني
ولا الأيام بتبعدني
بعيد عنك…”
مروراً بنزار قباني، الذي قدم لعبد الحليم حافظ قصيدة “رسالة من تحت الماء” وشعراً يفيض شوقاً بما يكفي أساطيل عشّاق”إشتقت إليك فعلمني أن لا أشتاق/
علمني كيف أقصّ جذور هواك من الأعماق/
علمني كيف تموت الدمعة في الأحداق
علمني كيف يموت الحب وتنتحر الأشواق”.

“مشتقلِك” تختصر 120 ضربة قلب في الدقيقة، و120 سطر لواعج و120 قبلة مؤجّلة حتى إشعار آخر، تختصر تلاطم موج وأفكار. تختصر ذكريات وتمنيات
الإشتياق لغة الأفئدة والأحلام والغد والإنعتاق.
الجد يشتاق لحفيده، ويشتاق المهاجر لوطنه ويشتاق الأب لفلذة كبده والأولاد لعوائلهم، ويشتاق رجل الأعمال الناجح إلى مدرسته الأولى، ويشتاق المتعب إلى صدر يلقي عليه رأسه، ويشتاق المتألم إلى راحة، ويشتاق القلِق إلى هدوء وسلام ويشتاق الحبيب إلى معانقة. الإشتياق حالة إنسانية وعاطفية مشتركة، يُستثنى منها البرلماني العريق وبطل المنجنيق محمد رعد “مشتاقون لملاقاة العدو حتى نلقنه أشد الهزائم في حياته” أي اشتياق هذا الذي يعتمل في قلب الحاج؟ وما هذه التخرّصات اللغوية؟ يعرف الثقات المتضلّعون من اللغة العربية أن الهزيمة لا تلقّن بل الدروس بمعنييها المجازي والواقعي فكيف “ظبطت” معه هكذا. هذه ضريبة الإرتجال.
دَرَج الحاج ورفقاؤه ورؤساؤه، منذ نيلهم شهادات الأستذة والتأديب والعجرفة والإستقواء، على تلقين العدو الصهيوني دروساً لا يمكن نسيانها وهي كافية لإزالة العدو من التاريخ والجغرافيا مرتين أو ثلاث وربما أكثر. يذكر اللبنانيون جيدا بشرى سماحة المرشد في شباط 2008 ” بدأت معركة إنهاء إسرائيل” ليكرر نائبه القول بعد 16 عاماً معدّلاً بشكل لا يسيء إلى الجوهر: “بدأنا بمرحلة تهيئة الظروف لإزالة إسرائيل” وترك التفاصيل إلى موعد لاحق.
راحت غزة والشوق يتفاقم للجزء الأخير من الحرب.
تحولت قرى لبنان الحدودية يا حاج مدن أشباح مشتاقة إلى سكانها.
إحترق أخضرنا واليابس والشوق يتوهج.
أربعون ألف فلسطيني، جلّهم من المدنيين قضوا والشوق لم يبرد.
مئات اللبنانيين نعاهم الحزب والإشتياق إلى الحرب الفاصلة على أشده.
تشعر المسيرات الإنقضاضية الذكية، وصليات الصواريخ الحاج رعد بقرب نهاية إسرائيل، وتشعر اليمين الإنعزالي واليسار المتخاذل، والقيادات الدينية المتآمرة، واللبناني غير الممانع، واللبناني “العييش” بآن الآتي أعظم. الحاج رعد جايي. مهما تأخر جايي.
الحاج مشتاق لملاقاة العدو على المسافة صفر والله يقدم كل الخير لأهل الخير.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us