قاسم سليماني وأبو عدس.. والشهيد الحي دونالد ترامب
كيف سيتعامل الرئيس الحالي جو بايدن مع الصعود الصاروخي لمنافسه، وكيف سيتعامل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع تقدّم فرصة فوز صديقه وحليفه الأميركي، وكيف ستتعامل إيران مع خصمها اللدود الذي فرض إيقاعه على المشهد الإقليمي سنة 2016 ما دفع الإيرانيين إلى استعجال بعض الملفات العالقة وقتذاك، ومنها فك أسر الرئاسة اللبنانية
كتب بشارة خيرالله لـ “هنا لبنان”:
يتصدّر إسم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قائمة الأخبار السياسية العالمية من دون أي منافس، منذ المناظرة الشهيرة بينه وبين الرئيس جو بايدن مرورًا بلحظة محاولة اغتياله التاريخية، وصولًا إلى اللحظة الانتخابية بعد نحو مئة يوم وما سوف يرافقها من أحداث مثيرة ودلائل تجنح نحو العنف.
فالشهيد الحيّ (على الطريقة اللبنانية) دونالد ترامب، اكتسب المزيد من العطف الجماهيري بسبب إصابته الطفيفة بعد ان فشلت محاولة الاغتيال، وقُتل مُطلق النار توماس ماثيو كروكس، الشاب العشريني الذي ذكّرنا بفيلم “أبو عدس” في الفيديو الذي اعترف فيه انه يكره دونالد ترامب..
مات كروكس وماتت معه الحقيقة.. هل هو من قرر اغتيال ترامب؟ أم هناك جهة خلف الاغتيال؟.. هل هي جهة محلية لها علاقة بالمنافسة بين الجمهوريين أنفسهم أم بين الحزب الجمهوري والحزب الديموقراطي؟.. هل هي جهة إقليمية تتعلق بالانتقام للجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي أمر بقتله الرئيس ترامب أم جهة استخباراتية حاولت اغتيال فرصة نجاحه المرجحة فأخفقت، وساهمت في مضاعفة حظوظه وأعطت جرعة من الأوكسجين السياسي لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو؟
أسئلة عدة تخطر في البال ستبقى من دون أجوبة حتى إشعار آخر.. وسيبقى هذا اللغز مدار بحث جدّي ومعمّق للوصول إلى حقيقة صعبة المنال.. لكن الحقيقة الحقيقية تقول اليوم أكثر من أي يوم أن دونالد ترامب بات الأقرب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية للمرة الثانية أكثر من أي وقت وليس له في الميدان أي منافس جدي.
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف سيتعامل الرئيس الحالي جو بايدن مع الصعود الصاروخي لمنافسه، وكيف سيتعامل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع تقدّم فرصة فوز صديقه وحليفه الأميركي، وكيف ستتعامل إيران مع خصمها اللدود الذي فرض إيقاعه على المشهد الإقليمي سنة 2016 ما دفع الإيرانيين إلى استعجال بعض الملفات العالقة وقتذاك، ومنها فك أسر الرئاسة اللبنانية على سبيل المثال لا الحصر.
يقول العارفون أن الخشية الإيرانية من وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة سنة 2016 ساهمت في إيصال العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا.. وهناك من يراهن على نفس السيناريو على قاعدة أنّ “التاريخ يعيد نفسه”، لكن ظروف اليوم تختلف كثيرًا عن ظروف الأمس، وإن كان التاريخ يعيد نفسه فعلًا، فلا بد من التذكير بالمثل الشعبي الآخر: “من جرّب المجرَّب كان عقله مخرَّب” وعلى هذه القاعدة لا بد للمعارضة في لبنان أن تتمسك بعدم الانجرار إلى الملعب الإيراني لضمان الوصول إلى الخيار الرئاسي الثالث، بعد إقفال الباب نهائيًا على الخيار الإيراني (سليمان فرنجية) وعدم الذهاب بعيدًا بالخيار الأميركي (قائد الجيش).. ففي لبنان.. والآن الآن وليس غدًا.. لا إمكانية لكسر أي طرف للطرف الآخر، ولا بد من الوصول إلى رئيس تقبل به المعارضة ويقبل به “الثنائي” ويقبل به جبران باسيل.. رئيس يجيد إدارة البلاد ويرفع عاليًا لواء الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد إلى جانب دستور البلاد.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء | بشرى أميركية للبنان.. الحل آتٍ | أشرف معارضة لأسوأ شريك في الوطن.. |