خارطة طريق المعارضة تسلك مسارها إلى الثنائي الشيعي.. وتوقعات بأن اللقاءات الجمعة والإثنين قد تفتح نافذة للمستقبل
آن الأوان كي تقوم الكتل النيابية بواجباتها من أجل إنضاج كافة الظروف لإنتخاب رئيس للجمهورية وفتح أبواب مجلس النواب من أجل تحقيق العملية الديمقراطية في أسرع وقت ممكن، فالمبادرات جيدة وآخرها خارطة طريق المعارضة والتي قد تفتح الباب على نوع من التشاور البناء لا سيما بين قوى المعارضة وقوى الممانعة وإحداث خرق ما في جدار الأزمة التي طالت مدتها
كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:
رغم كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري الأخير بأنه “بعدنا محلنا” ولا يوجد جديد على الإطلاق في الملف الرئاسي، لا مبادرات ولا غير مبادرات. تستمر قوى المعارضة بطرح خارطة طريقها لإنتخاب رئيس للجمهورية حيث تلتقي نواب الثنائي الشيعي بعد أن عرضت وناقشت وسوقت الخارطة لدى بعض الكتل النيابية ومنها اللقاء الديموقراطي، والاعتدال الوطني ولبنان القوي والنواب التغييريين والمستقلين.
كلام الرئيس بري وتمسك الثنائي الشيعي بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة لن يثني قوى المعارضة عن الإستمرار في البحث عن السبل الكفيلة بتعبيد الطريق نحو إيجاد حل لمعضلة انتخاب الرئيس في ظل أجواء الحرب التي يعيشها لبنان والمنطقة، وتأكيد حزب الله على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله بأن مستقبل جبهة الجنوب ترسمه نتائج المعركة. وأفادت مصادر سياسية مطلعة على حركة وفد المعارضة لموقع “هنا لبنان” أنّ اللقاء لن يكون مع نواب الثنائي الشيعي مجتمعين، بل إنّ اللقاء مع كتلة التنمية والتحرير سيعقد نهار الجمعة المقبل بينما اللقاء مع نواب كتلة الوفاء للمقاومة سيكون نهار الإثنين حيث سيتم شرح نقاط الخارطة وسط أجواء نتمنى أن يحكمها النقاش وشبيهة بما يجري في جلسات اللجان النيابية المشتركة عبر الأخذ بمواقف مشتركة من دون صعوبة.
فكيف يقرأ ويتوقع نواب المعارضة أن يكون شكل وفحوى اللقاءات مع نواب الثنائي الشيعي وكيفية شرح خارطتهم لإنجاز الاستحقاق الرئاسي؟
سؤال طرحناه على عدد من نواب المعارضة لا سيما من القوات والكتائب والتغييريين الذين أجمعوا على أهمية الحرص على احترام القواعد المتعلقة بإنتخاب رئيس للجمهورية والمنصوص عليها في الدستور اللبناني.
عضو كتلة حزب الكتائب النائب سليم الصايغ إعتبر أنّ مجرد القبول بالدعوة للتشاور خطوة إيجابية ومتقدمة تفتح أفاقاً للمستقبل ولا بدّ من البناء عليها، وهذا اللقاء السياسي يمكن أن يكون مسهلاً حقيقياً لعملية إنتخاب رئيس الجمهورية. ودعا الصايغ نواب حزب الله وحركة أمل إلى أخذ خارطة طريق المعارضة من دون خلفيات وأفكار مسبقة غير موجودة في النص، مشيراً إلى أنّ هناك نوعاً من القناعة ونضج لهذه المسألة عند كثر، لذلك علينا أن نبرهن أن المبادرة هذه تأتي على وقع قرع طبول الحرب، ولذلك يجب أن يكون موقفنا موحداً بعيداً عن الشكليات أو الشروط المسبقة والتوقف فقط عند الدستور لأن الدساتير توضع بشكل واضح وتعطي مرونة للإبداع والخلق من دون جمود. وقال: “مبدأ الدستور أن ننتخب رئيساً خلال جلسة نيابية برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، فليس هدفنا أن ننتخب رئيساً فقط بل نريد رئيساً يطمئن كل اللبنانيين مما يشكل مدخلاً لإستعادة سيادة الدولة وحكم القانون والمؤسسات الدستورية”.
أما عضو كتلة الجمهورية القوية النائب غسان حاصباني فقال: “لدينا تصور ونتمنى أن يكون هناك فكر منفتح خلال لقائنا مع نواب الثنائي الشيعي، فنحن قد نختلف على الكثير من الأمور داخل مجلس النواب لكن أن نتشاور حول شؤون دستورية وإستحقاقات وفق الدستور فذلك مشهد إيجابي بالنسبة لنا، وهو يبرهن أنّ نواب المجلس ممكن أن يتواصلوا مع بعضهم البعض ضمن المجلس النيابي”. واشار حاصباني إلى أنه في ظل الجو التشاوري هذا نحن منفتحون على كل الكتل النيابية التي لها نية حقيقية للتشاور لافتاً الى أن هناك تجاوباً من قبل البعض على خارطة طريق المعارضة وهناك نية واضحة لوضع هذه الخارطة على الطاولة لمناقشتها وأيضاً هناك من لديه ملاحظات وسنرى عند النقاش حولها ماذا سيحصل.
السؤال نفسه طرحناه على النائب التغييري ميشال الدويهي الذي شدد على أنه لن يتوقع الكثير مما سيحصل خلال اللقاء مع نواب الثنائي الشيعي لكنه رأى أن هناك محاولة جديدة من قبل نواب قوى المعارضة عبر الخريطة التي وضعوها والتي يقومون بتسويقها وشرحها على الكتل النيابية لفتح نافذة او تحقيق خرق ما لترسيخ منطق عدم تخطي الدستور من أجل عدم إبتداع الأعراف في بلد كلبنان، مؤكداً على ضرورة وقف هذه الأمور وتخطي هذا الموضوع لعقد طاولات حوار أو مجلس عشائري كي لا يصبح الدستور شكلي ومجرد فولكلور والذهاب الى جلسات مفتوحة ودستورية لإنتخاب الرئيس. وأكد النائب الدويهي على رفض هذا المنطق وأن وجوده في المعارضة للعمل بشتى الوسائل من أجل عدم تكريسه.
خارطة طريق المعارضة واحدة من المبادرات الكثيرة التي تم العمل عليها ولم تصل حتى الساعة الى أي نتيجة كمبادرة تكتل الإعتدال واللقاء الديمقراطي وحراك اللجنة الخماسية، إذ أكد مصدر ديبلوماسي مطلع على عمل هذه اللجنة لموقع “هنا لبنان” بأن سفراء المجموعة الخماسية قد قاموا بما عليهم وهم مستمرون بمشاوراتهم وإتصالاتهم من أجل دعم وتسهيل وتعبيد الطريق أمام انتخاب رئيس للبنان، لكن آن الأوان كي تقوم الكتل النيابية بواجباتها من أجل إنضاج كافة الظروف لإنتخاب رئيس للجمهورية وفتح أبواب مجلس النواب من أجل تحقيق العملية الديمقراطية في اسرع وقت ممكن، معتبرة أن كل المبادرات جيدة وآخرها خارطة طريق المعارضة والتي قد تفتح الباب بدورها على نوع من التشاور البناء لا سيما بين قوى المعارضة وقوى الممانعة وإحداث خرق ما في جدار الأزمة التي طالت مدتها.