الممانعة والانكشاف الكبير


خاص 24 تموز, 2024

َكيف يمكن تصديق حتمية انتخاب رئيس بفعل الحوار، في وقت يصر الثنائي على مرشحه، ولا يلاقي أية دعوة لبحث مرشح الخيار الثالث؟ هذا تناقض فاضح فضحته مبادرة المعارضة، وكشفت زيفه. باختصار: القرار عند الحزب، والتعطيل مستمر

كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:

من الناحية العملية، يمكن القول، أنّ المعارضة تلقت صفعة “فائض قوة” من الثنائي، الذي أدار الظهر لطلب اللقاء، لكن في مفهوم الاحتراف السياسي، أسقطت المعارضة الثنائي، بضربة ليست قاضية، إنما موجعة.

هي عبارة عن تعرية صادمة لفذلكات الرئيس نبيه بري، الذي يخبئ مفتاح المجلس النيابي وراء جدار التعطيل، ويدعي طلب الحوار، ثم حين يئن الأوان، يكشف عن وجه حقيقي، وعن قرار حقيقي لدى الثنائي، يقضي باستمرار تعطيل الرئاسة، إلى أن يتم انتخاب الرئيس الممانع.

طلبت المعارضة اللقاء مع الثنائي، وعينها على تبديد الوهم الساكن لدى بعض مجموعة الخمس، الذي يأمل بأن يكون الحوار الذي يدعو إليه الرئيس بري، طريقاً إلى انتخاب رئيس الجمهورية. انكشف رئيس المجلس على مجموعة من الأوراق المطوية:

أولاً: ثبت بعد الإحراج الذي تكبده جراء إلغاء اللقاء مع المعارضة، بأنه يستعمل سردية الحوار للتضليل، ولشراء الوقت، ولتطويع موقف المعارضة، من أجل انتخاب سليمان فرنجية، أو من يشبهه رئيساً. لم يسبق أن انكشفت سردية زائفة، بقدر ما تعرضت له دعوة الرئيس بري للحوار، وثقته المفخخة بأنّ تسعة أيام من الحوار كفيلة بانتخاب رئيس. لم يسبق أن قام رئيس لمجلس النواب، بمحاولة اختصار سلطة المجلس، والمواد الدستورية التي تحتم الانعقاد الآلي للمجلس لانتخاب الرئيس، وهذا ما فعله بري منذ العام 2008، حين أقفل مجلس النواب لعدم إقرار المحكمة الدولية، ثم كرّر هذا الإقفال في أكثر من محطة رئاسية وحكومية.

ثانياً: ثبت لمجموعة الدول الخمس، وخصوصاً للولايات المتحدة الأميركية، التي تلمح عبر دبلوماسيتها في بيروت، بأنه يجب انتخاب رئيس بأيّ ثمن، ولمصر التي تقوم دبلوماسيتها في بيروت، بمحاولة لتدوير الزوايا، بأنّ ما تمّ بيعه من أوهام حول طاولة الحوار، لا يصلح حتى لمجرد النقاش. فكيف تستقيم الدعوة إلى الحوار، في الوقت نفسه الذي يخشى فيه الداعي إلى الحوار، من ترتيب لقاء بين كتلته النيابية وكتلة المعارضة، وكيف يمكن تصديق حتمية انتخاب رئيس بفعل الحوار، في وقت يصر الثنائي على مرشحه، ولا يلاقي أية دعوة لبحث مرشح الخيار الثالث. هذا تناقض فاضح فضحته مبادرة المعارضة، وكشفت زيفه.

ثالثاً: ثبت أنّ رئيس المجلس، هو المنفذ العملي لسياسة الثنائي، فلا تمايز عن حزب الله ولو قيد أنملة، بل تنسيق وتماهٍ، وتخطيط مشترك، وقد أثبتت مبادرة المعارضة، أنّ قدرة الرئيس بري على الابتعاد لمسافة معقولة عن الحزب هي قدرة محدودة، ولا قيمة عملية لها.

باختصار: القرار عند الحزب، والتعطيل مستمر.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us