لا تغيير كبير في السياسة الأميركية الخارجية حيال لبنان مع وصول أي رئيس إلى البيت الأبيض


خاص 24 تموز, 2024

تتواصل الجهود الديبلوماسية الأميركية لإخراج لبنان من أزماته لا سيما في ملف رئاسة الجمهورية والذي ترجم من خلال عمل وجهد اللجنة الخماسية وسفراء دولها في لبنان، وإرسال الموفد الرئاسي الخاص آموس هوكشتاين لحل أزمة الحدود ووقف الصراع الدائر عبر إيجاد حلول ديبلوماسية إضافة إلى التواصل مع المملكة العربية السعودية التي لها تأثير كبير في مساعدة لبنان على تخطي أزماته

كتبت شهير إدريس لـ”هنا لبنان”:

وسط السخونة الإستثنائية التي تطبع المشهد الإقليمي من غزة إلى جنوب لبنان إلى اليمن تتجه الأنظار إلى الولايات المتحدة الأميركية التي ستشهد إنتخابات رئاسية قد غير وجهتها قرار الرئيس الأميركي جو بايدن بإنسحابه من المعركة الرئاسية وإنتقال المنافسة بين نائبته كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب.

وبالإضافة إلى مسألة الإنتخابات تأتي زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن وكلمته التي سيلقيها في الكونغرس الأميركي والتي يتطلع إلى نتائجها الكثيرون بعد الضغوط الأميركية وعدم تحبيذ أميركا لتوسيع الحرب الدائرة في المنطقة لا سيما جنوب لبنان.

فهل ثمة تحولات في السياسة الأميركية الخارجية مع تغير الرئيس حيال بعض القضايا الإقليمية؟ وكيف ستتعاطى الإدارة الجديدة مع الوضع في الشرق الأوسط وفي ما يتعلق بلبنان أمنياً ورئاسياً ؟

ملفات كثيرة وملتهبة تتعاطى معها الإدارة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط وأبرزها توسع النفوذ الإيراني في العالم العربي بواسطة أذرع إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان الذي يقع على صفيح ساخن بسبب تصاعد وتيرة الحرب في الجنوب بين حزب الله وإسرائيل والتخوف من إمكانية توسعها. أما على صعيد القضية الإسرائيلية الفلسطينية فهناك توافق بين المرشحين الرئاسيين الأميركيين على دعم إسرائيل.

يؤكد مؤسس المركز اللبناني للمعلومات في واشنطن الدكتور جوزيف جبيلي لموقع “هنا لبنان” أنّ أي مرشح للرئاسة لن يغير في السياسة الخارجية بشكل كبير إلا أنّ الديمقراطيين لديهم أزمة في سياستهم الخارجية بسبب تواجد جناح يساري داخل الحزب الذي يطالب بضرورة القيام بمراجعة حيال الدعم الأعمى لإسرائيل، وأرضية شعبية متململة تجاه هذا الدعم، لأن الموقف الأميركي لا يزال بشكل عام مؤيداً لإسرائيل عبر زيادة المساعدات المالية والعسكرية مع تقليص الدعم للمساعدات الإنسانية في غزة. ويشير جبيلي إلى أهمية إتخاذ موقف حازم تجاه قضية حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية لأن الوضع يتفاقم ويؤثر على القرار لدى الحزب الديمقراطي، إذ أنّ هناك حرص في واشنطن على تبني قضية حل الدولتين وهي الإستراتيجية المتوقع أن يعمل عليها مرشح الحزب الديمقراطي في حال وصل إلى البيت الأبيض.

وفي ما يتعلق بالحزب الجمهوري فإنّ الجمهوريين أكثر التزاماً بدعم إسرائيل لكن ترامب وبالرغم من حرصه على اتّخاذ مواقف صارمة ضد النظام الإيراني إلا أنه يريد اليوم إنهاء الحرب في غزة لوقف النزف الحاصل لأنه ميال إلى “عقد الصفقات”، وتأكيداً على هذا الأمر أشار ترامب في آخر تعليق له إلى أنّ “الحروب يجب أن تنتهي” وهو ما سيحث صديقه نتنياهو عليه خلال لقائهما.

الوضع اللبناني حاضر دائم في أروقة الإدارة الأميركية ولا تغيير في سياستها حياله، ويرى الدكتور جبيلي أنّ هناك إستمرارية من قبل الولايات المتحدة حيال بعض الثوابت التي تخص الوضع اللبناني لأنها لا تريد تلزيم لبنان إلى أي طرف كما كان يحصل سابقاً، إذ أنّ هناك قناعة راسخة لدى الإدارة الأميركية أن هذه السياسة لم تعد تنفع في لبنان وهي متمسكة بلبنان وأمنه وإستقلاله وإستقراره.

ويأتي هذا التدخل في الأزمة اللبنانية بحسب ما يكشف جبيلي نتيجة وجود حالة الطوارئ التي أقرها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش عام 2007 وهو قرار يجدد سنوياً ويعطي للرئيس الأميركي صلاحيات للتدخل في أزمات بعض الدول من دون العودة فيها إلى الكونغرس الأميركي. ويتظهر التدخل الأميركي في لبنان عبر المساعدات الأمنية والعسكرية والإقتصادية والإجتماعية إذ أنّ الولايات المتحدة تعتبر من أكثر البلدان التي تساعد لبنان إذ يصل حجم المساعدات إلى 120 مليون دولار سنوياً وقد إزدادت حزمة المساعدات الإنسانية منذ العام 2019 لتصل إلى 3 مليارات لتصبح من الثوابت. إلّا أنه في المقابل ستستمر العقوبات على حزب الله ومموليه إضافة إلى العقوبات المتعلقة بالفساد على غرار ما جرى مع النائب جبران باسيل والنائب علي حسن خليل وغيرهم.

ولا تنفك الجهود الديبلوماسية الأميركية تتواصل لإخراج لبنان من أزماته لا سيما في ملف رئاسة الجمهورية والذي ترجم من خلال عمل وجهد اللجنة الخماسية وسفراء دولها في لبنان، وإرسال الموفد الرئاسي الخاص آموس هوكشتاين لحل أزمة الحدود ووقف الصراع الدائر عبر إيجاد حلول ديبلوماسية إضافة إلى التواصل مع المملكة العربية السعودية التي لها تأثير كبير في مساعدة لبنان على تخطي أزماته.

ويشير جبيلي الى أنّ الرئيس جو بايدن الذي يعرف لبنان جيداً وقد زاره عدة مرات يؤكد على أنّ هناك أصدقاء في العالمين العربي والغربي يجب التعاون معهم لمصلحة لبنان، كما أنّ الرئيس دونالد ترامب له علاقات مميزة مع السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان ومن الممكن أن تعطي دفعاً إيجابياً في حال وصوله إلى سدة الرئاسة إذا اختار الرياض كأول زياراته الخارجية في حال أصبح سيد البيت الأبيض. ويعتبر جبيلي أنّ فريق عمل الإدارة الأميركية له تأثير كبير على كيفية التعاطي مع الملفات اللبنانية لافتاً إلى أنّ شخصيات كمارك بومبيو ودايفيد شنكر ودايفيد هيل كانت لها باع طويل في التعاطي مع القضايا اللبنانية ومع المسؤولين اللبنانيين ولها تأثير في كيفية إدارة الملف اللبناني مما ينعكس بشكل إيجابي على إيجاد حلول تصب في مصلحة لبنان.

وفي الختام رأى جبيلي أنّ هناك صعوبة في إمكانية تعديل القرار 1701 لوجود انقسامات حادة داخل مجلس الأمن، وتكمن الصعوبة أيضاً في أنّ القرار قد اتُّخذ بالإجماع عام 2006 وهو من القرارات النادرة التي تصدر بهذا الشكل إذ يعتبر شاملاً وينظر إلى المشكلة اللبنانية برمتها.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us