حرب الاستنزاف.. إلى متى؟


خاص 27 تموز, 2024

يقترب “الحزب” من أن يحوِّل “حرب الاستنزاف” إلى حربٍ عبثية لا أفق لها، بات دوره يقتصر على توجيه صليات صواريخ إلى شمال إسرائيل، في كل مرة تستهدف إسرائيل أحدًا في حركة حماس أو أحدًا من صفوفه، أي أنّ دوره بات يقتصر على ردات الفعل كأنه يقول: “أنا هنا”، ولكن في هذه الحال، إلى متى سيبقى هذا الاستنزاف؟

كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:

مصطلح ثالث يدخل في توصيف الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول من العام الفائت، إنه مصطلح “حرب الاستنزاف” وهو يأتي بعد مصطلحَي”طوفان الأقصى” و “حرب الإسناد والمشاغلة”.

يأتي المصطلح الثالث كنتيجة حتمية لِما آلت إليه الحرب مع اقتراب انتهاء شهرها العاشر، وإذا كانت حرب “طوفان الأقصى” قد اقتربت من نهايتها، حيث لم يبقَ سوى مدينة رفح، فإنّ حرب الإسناد والمشاغلة كأنها فقدت وظيفتها، وبالتالي الحاجة إليها، بمعنى آخر : مَن ستساند الحرب الدائرة في الجنوب مع إسرائيل؟ هل ستساند حركة حماس؟ حماس فقدت السيطرة على معظم مناطق القطاع ؟ وهل ما زال هناك جدوى من “مشاغلة” الجيش الاسرائيلي، وقد سيطر على القطاع ؟

يقترب حزب الله من أن يحوِّل “حرب الاستنزاف” إلى حربٍ عبثية لا أفق لها ، بات دوره يقتصر على توجيه صليات صواريخ إلى شمال إسرائيل، في كل مرة تستهدف إسرائيل أحدًا في حركة حماس أو أحدًا في حزب الله، أي أنّ دوره بات يقتصر على ردات الفعل كأنه يقول: “أنا هنا”، ولكن في هذه الحال، إلى متى سيبقى هذا الاستنزاف؟

ما يؤسَفُ له أنّ حرب الاستنزاف هي في يد حزب الله وليست في يد الإسرائيلي الذي يقول في أكثر من مناسبة، ومنذ انخرط حزب الله في حرب المشاغلة، أنه لا يريد التصعيد مع لبنان ، ولكن مع الذي حدث ، طرح إبعاد حزب الله عشرة كيلومترات عن الحدود، وما لم يوافق الحزب ، ومعه لبنان الرسمي، فإنّ الأوضاع في الجنوب ستبقى عالقة .

ومن السيناريوهات المطروحة:

أن تحصل ترتيبات في الجنوب، وهذا مستبعد في الوقت الراهن .

أن يوافق حزب الله على التراجع عشر كيلومترات أو أكثر، وهذا ما رفضه حزب الله في أكثر من مناسبة بلسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، وشهير شعار السيد نصرالله حين قال : “من الأسهل نقل نهر الليطاني ، من نقل مقاتلي حزب الله من جنوبه إلى شماله”.

يبقى خيار الحرب كما شنتها إسرائيل على غزة ، فهل تقدِم عليها؟ في الفترة الأخيرة رفعت إسرائيل من منسوب تهديداتها بأنها نقلت ألويتها العسكرية من غزة إلى الشمال، فهذا هذا التطور هو إيذان بتحويل المعركة إلى حرب؟ كل المؤشرات والمعطيات تدل على أن لا حرب في المدى المنظور لأن إسرائيل لم تستنفذ كل أوراق الضغط، وبعد عشرة أشهر على “حرب الإسناد والمشاغلة” تأكد لها أنّ “حرب الاستنزاف” موجعة لحزب الله ويحتاج إلى مَن يُنزله عن شجرة المكابرة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us