أرقام صادمة للمصابين بالإيدز في لبنان… ما صحة المعلومات المتداولة؟


خاص 27 تموز, 2024

كشفت تقارير إعلامية عن ازدياد مقلق لمرض نقص المناعة البشرية (الإيدز) في لبنان وتسجيل 3000 إصابة جديدة خلال العام 2023، وهو رقم خطير في وقت كان لبنان يحتل أدنى المراتب في العالم لناحية الإصابة بالمرض

كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:

كشفت تقارير إعلامية قبل أيام عن ازدياد مقلق لمرض نقص المناعة البشرية – الإيدز في لبنان وتسجيل 3000 إصابة جديدة خلال العام 2023 وهو رقم خطير في وقت كان لبنان يحتل أدنى المراتب في العالم لناحية الإصابة بالمرض، وقد أشعل هذا الخبر مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية حتى أصبح حديث الساعة.

ونسبت المصادر ازدياد عدد الإصابات إلى الاستهتار بالميادين الصحية والانتشار العشوائي لمراكز رسم الوشم “التاتو”. ففي لبنان حيث أصبح رسم الوشم ظاهرة يقبل عليها معظم الشباب والمراهين للتعبير عن أفكارهم على مساحة أجسادهم الحرة، تنتشر محلات رسم الوشوم في الأحياء الشعبية والفقيرة بلا حسيب ولا رقيب، وبات الرسامون يروجون لأنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل غياب المساءلة.

وعلى الرغم من تداول هذه المعلومات إلا أن مصادر وزارة الصحة نفت الأرقام المتداولة لارتفاع عدد المصابين بمرض الإيدز، وأكدت أنّ العدد لم يتجاوز الـ 260 إصابة خلال 2023 مع تسجيل 50 إصابة إضافية خلال 2024.

حقيقة أم مبالغة؟

من جهته، لم يستبعد رئيس “جمعية جاد” المعنية بمكافحة المخدرات جوزيف حواط موضوع “زيادة عدد الإصابات بمرض الإيدز في ظل غياب الرقابة والانتشار العشوائي لمراكز التجميل ومراكز رسم “التاتو”، ففي كثير من الأحيان يتم استخدام الحقنة ذاتها لأكثر من شخص توفيراً للتكاليف، الأمر الذي يشكل خطراً على صحة وسلامة الناس”.

ويتابع: “ليست مراكز الوشم وحدها من ساهمت بزيادة عدد الإصابات، بل أيضاً زاد انتشار المرض في أوساط مدمني المخدرات بسبب التعاطي عبر استخدام الحقن المشتركة خصوصاً لدى مدمني الهيروين، وأيضاً بسبب العلاقات الجنسية غير الآمنة، فكل ذلك ساهم في انتشار العدوى وزيادة الإصابات وتهديد السلامة العامة في المجتمع”.

وشدد حواط على أنّ “الوضع أصبح مقلقاً ويستدعي من الجهات المعنية اتخاذ تدابير حازمة وسريعة للحد من انتشار هذا المرض الخطير، وتعزيز حملات التوعية حول مخاطر الإيدز وسبل الوقاية منه، بالإضافة إلى تكثيف جهود الفحص المبكر”. كما طالب جميع مراكز التجميل ورسم الوشم بضرورة الالتزام بمعايير السلامة والنظافة، وتطبيق بروتوكولات صارمة تضمن حماية المواطنين من انتقال العدوى.

وأوضح أنّ “التهاون في هذه القضية سيؤدي إلى نتائج كارثية على صحة المجتمع، لذا يجب على الجميع تحمل مسؤولياتهم والمساهمة في مكافحة انتشار هذا المرض”، مؤكداً أنّ التنسيق بين الجمعيات ووزارة الصحة مستمر للحد من الانتشار العشوائي لصالونات رسم التاتو ومراكز التجميل في لبنان.

قصص واقعية

وفي هذا الإطار تكشف مهى (إسم مستعار) لـ “هنا لبنان” عن تعرضها لبكتيريا خطيرة بعد أن حقنت وجهها بمادة الفيلر في أحد الصالونات في منطقة الضاحية، ليتبين لاحقاً أنّ الحقنة كانت السبب في انتقال البكتيريا.

أما مروان (إسم مستعار) فيحدث “هنا لبنان” عن مأساته بسبب الانتشار العشوائي لصالونات رسم الوشم في لبنان والتي أفقدته أعزّ الناس.

ويقول مروان: “بسبب إبرة لرسم الوشم في أحد الصالونات في منطقة إنطلياس خسرت أخي منذ 5 سنوات بعد أن أصيب بمرض الإيدز. ولأن عائلتي محافظة رفضت حينها التقدم بدعوى قضائية ضد صاحب الصالون”.

الدولة تتحرك

وبعد تداول خبر ازدياد عدد الإصابات بمرض الإيدز، داهم عناصر أمن الدولة عيادة لرسم الأوشام في مجمع الحمرا بلازا على الطريق العام بين زحلة والفرزل يديرها السوريّ (ب. ع.)، وبعد تفتيش العيادة عثر في داخلها على كمّيّة من المخدّرات.

وتجدر الإشارة إلى أن معظم زبائن هذه العيادة من المراهقين الذين كانوا يرتادونها لنقش الأوشام على أجسادهم وكان يروّج (ب. ع.) المخدّرات بينهم.

وبحسب مصادر أمنية سيشهد لبنان مداهمات مكثفة من قبل الأجهزة الأمنية خلال الأيام المقبلة بهدف التصدي لكل من يعرض صحة المواطنين للخطر.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us