في كواليس ساحة النجمة حديث خفي عن تمديد يُحضّر للنواب… الحجج كثيرة وعلى طبق من فضّة!


خاص 30 تموز, 2024

سيناريو التمديد يُحضّر على نار هادئة جداً، على الرغم من بعد المسافة بين اليوم وأيار 2026، لأنّ ما يجري من شلل في المؤسسات سيؤدي حتماً إلى التمديد في المجلس النيابي، وهذا يعني أنّ طبخة التمديد قائمة تحت حجج كثيرة وضعتها الظروف في لبنان، منها السياسية والنقدية والاقتصادية والمعيشية، ولربما الأمنية التي لا أحد يعرف إلى أين سيصل مداها الزمني


كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:

بما أنّ التمديد هو الحل الدائم لمعظم القضايا السياسية في لبنان، حتى بات المَخرج الوحيد الذي يتفق عليه الجميع، نظراً للمصالح الخاصة التي تنتج عنه، فهو الحل الوحيد الذي يقضي على المشاكل والانقسامات والنكايات، فيعود الكل رابحاً وفرحاً ومطمئناً على المستقبل، فيرافقه النصر من جديد إلى ساحة النجمة من دون اي تعب او تبذير للمال الانتخابي، ودعوات الناخبين إلى العشاء والغداء وفتح القصور، وتلفيق الأكاذيب بتحقيق المطالب وتأمين الوظائف وحضور الأفراح والأتراح لفترة معينة، وتقبّل التعازي إلى جانب أهل الفقيد خلال فترة الانتخابات النيابية، ومن ثم يختفي النائب ويقفل خطوطه الخلوية، والجواب الدائم “البيك مش موجود”، وإلى ما هنالك من مسرحيات خلال فترة الأربع سنوات.
هذا الحل الذي يتمناه جميع النواب من دون استثناء، أصبح الأمل الوحيد خصوصاً للنواب الذين وصلوا إلى الندوة البرلمانية بصعوبة، أي بالقليل من الأصوات نظراً لـ “الفذلكة” التي تنطبق على القانون الانتخابي الأخير، الذي أوصل بعض من لا يستحق هذا المنصب.
إلى ذلك ووفق معلومات “هنا لبنان” نقلاً عن نائب تغييري فضّل عدم ذكر إسمه، فإنّ سيناريو التمديد يُحضّر على نار هادئة جداً، على الرغم من بعد المسافة بين اليوم وأيار 2026، لأنّ ما يجري من شلل في المؤسسات سيؤدي حتماً إلى التمديد في المجلس النيابي وفق ما قال النائب، وهذا يعني أنّ طبخة التمديد قائمة تحت حجج كثيرة وضعتها الظروف في لبنان، منها السياسية والنقدية والاقتصادية والمعيشية، ولربما الأمنية التي لا أحد يعرف إلى أين سيصل مداها الزمني، بسبب التهديدات الإسرائيلية المتكرّرة والحرب الوشيكة بين إسرائيل وحزب الله، بالتزامن مع إنهيارات بالجملة وعلى الصعد كافة، أي أنّ الحجج ستقدّم على طبق من فضّة لنواب الأمة. ورائحة التمديد ستعبق قريباً في ساحة النجمة.

“موضة” ترضي الجميع والكل منتصر!
لا شك أنها “موضة” تتفق عليها الاطراف السياسية، في حال كانت تصبّ في مصالحها، وحين تكون خارج خانة تلك المصالح تبدأ النكايات وعمليات الطعن لدى المراجع الدستورية، وكما في أغلب الحلول التي تتوصّل في نهاية المطاف إلى طرح يرضي الأكثرية، عملية التمديد تتنقل بطريقة خفية لتحط رحالها في كواليس المجلس النيابي كما حصل في مرات سابقة. والكل لن يمانع بالتأكيد لا بل على العكس سيظهر التوافق وبسرعة لافتة، والحجج واقعية تساعد على تحقيق أمنية النواب التواقين للعودة إلى مقاعدهم، عبر مَخرج يبحثه بعض النواب لتقديم اقتراح قانون معجّل مكرر للتمديد لولاية جديدة.

تحضيرات من تحت الطاولة
إنطلاقاً من هنا لا يمكن إستبعاد ذلك بتاتاً، خصوصاً انّ من أخبرنا بما يجري في الخفاء هو نائب للمرة الاولى، وبالتأكيد يطمح للبقاء على الكرسي لدورة ثانية وثالثة ورابعة اي كمَن سبقه إلى تلك الندوة، على الرغم من أنّ الشعب توّاق إلى التغيير، لكن ليس على غرار التغيير الذي شهدناه منذ إنطلاقة المجلس الجديد، حيث الشعارات التي نادى بها التغييريون أصبحت حبراً على ورق، فيما ينتظر اللبنانيون إنتخابات نيابية جديدة لإسقاط كل مَن وعدهم بالإصلاح، وبمجلس نيابي مختلف من كل النواحي، وبممثلين عنهم يعبّرون عن طموحاتهم بعيداً عن المخاوف والهواجس من مستقبل مصيره غير معروف، فيما النتيجة تحضيرات من تحت الطاولة ستؤدي إلى تقارب النواب المتصارعين ما بين السلطة والمعارضة.

لإلغاء قانون التمديد من قبل المجلس الدستوري
في سياق مختلف يبقى الحل بإلغاء قانون التمديد للمجلس بشكل حاسم من قبل المجلس الدستوري، لأنّ أكثرية النواب الحالييّن أصبحوا عبئاً على لبنان وشعبه، وهم يفكرون أولاً بخسارتهم لمقاعدهم التي لا يمكنهم التخليّ عنها، كما انّ بعض القوى والتيارات السياسية تفضّل عدم إجراء هذه الانتخابات، مخافة الدخول في معركة إثبات الوجود، وهنالك أحزاب تهدف الى المحافظة على كتلتها النيابية المتعدّدة الطوائف، لذا تخاف من خوض تلك المعركة، وبعضها الآخر غير قادر على الفوز بمقاعد نيابية أخرى خارج دائرته، لذا يفضّلون التمديد لكنهم يخافون لفظ تلك الكلمة في العلن.
مع التذكير بأنّ بعض الافرقاء السياسيّين، لم ينسوا بعد إحصاءات نسب الاصوات التي نالوها في إنتخابات العام 2022، حين تلقوا الصدمات بسبب تدنيّ عدد الاصوات التي إقترعت لهم ففازوا على “الحفة”، فأتت النتائج مخيّبة للآمال، وأظهرت تبدّلاً في آراء الناخبين عموماً، الذين يعيشون الانهيارات اليومية بسبب فساد الطبقة الحاكمة وتوابعها.

سيُرشقون بالبيض في حال مدّدوا…
إلى ذلك ولدى سؤال أحد النواب الحزبيين المعارضين، عن سيناريو التمديد المحضّر من قبل البعض يجيب على الفور: “هذه المرة وبمجرد تفكيرهم بذلك فهذا يعني نهايتهم، لأنّ الشعب لا يمكن أن يرحمهم بعد كل ما يعاني منه في حال مدّدوا لأنفسهم، فالشعب اللبناني “قرف” من كل هذا الوضع، ولن يعيد تصويته الخاطئ لبعض النواب الحاليين.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us