لبنان في قلب الحرب
لبنان بات فعلاً في قلب معادلة الحرب، التي تعني أنّ إسرائيل مصممة على استعادة لغة الردع بعد هجوم السابع من تشرين، وهذا ما سيرتب التحضير لحرب طويلة، بكل ما تعنيه هذه الحرب من أكلاف بشرية واقتصادية مدمرة
كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:
يختلف اغتيال القيادي الأول في حزب الله فؤاد شكر، عن اغتيال القيادي في حماس صالح العاروري، ذلك على الرغم من أنّ الاستهداف في العمليتين، كان عمق المربع الأمني في الضاحية الجنوبية لبيروت.
اغتيال شكر، كان نتيجة خرق الخطوط الحمر، التي التزمت بها إسرائيل وحزب الله على السواء، منذ صباح 8 تشرين الأول تاريخ بدء حزب الله عملية المساندة لغزة، فما تلاها كان مجرد مناوشات عنيفة، لم تخرج إلا نادراً عن نطاق تسجيل عمليات اغتيال لحزب الله وحلفائه، سواء في بعلبك أو خارج منطقة الشريط الحدودي، لكن بقي كل ذلك مضبوطاً، بقرار في تل أبيب والضاحية، بعدم الانتقال إلى نموذج غزة، لكن ذلك أصبح مشكوكاً به، بعد عملية الضاحية، فالجميع ينتظر رد حزب الله، والرد الإسرائيلي، لا بل توالي الردود، التي ربما يعجز أي خط أحمر عن استيعابها.
يواكب المهندس الأميركي، انتقال المنطقة إلى الصراع المفتوح، وسط محاولات لكبح جماح الحرب، التي يتوقع أن لا تستثني معظم الجبهات. إيران التي تنسق مع الأميركيين مسعى لجم الحرب، قد لا تجد نفسها بمنأى عن الاشتراك بكل أذرعتها، في تحريك الوضع العسكري سواء في لبنان أو العراق أو اليمن، لكن ليس بالضرورة عبر جبهة الجولان المضبوطة من قبل النظام الهارب من المواجهة.
في مسعى المهندس الأميركي، يمكن القول أنّ السباق إلى التصعيد، يأخذ منحى تعجز الدبلوماسية عن اللحاق به، حتى أن اتصالات هوكشتاين الكثيفة بالثنائي، عجزت عن رسم حدود للتصعيد، فكانت عملية الضاحية، إعلاناً لفشل أميركي في ضبط الصراع، واعترافاً مسبقاً بأن إدارة بايدن التي تستعد لمغادرة البيت الأبيض، لم يعد لديها ما تقدمه أكثر من القدرة على توزيع المهدئات في المنطقة، التي تستعد لنهاية صيف لاهب وخريف تصعيدي.
في كلام للنائب السابق وليد جنبلاط، ردده أكثر من مرة في المجالس وفي وسائل الإعلام، يقول أن الحرب طويلة. والمعطيات التي تجمعت لديه، تفيد أن إسرائيل تستعد لشتاء حافل بالأحداث، لن ينتهي إلا بتكرار سيناريوهات مشابهة لما حصل في غزة.
من هذه الزاوية يمكن فهم موقف جنبلاط من حادثة مجدل شمس، ومن هذه الزاوية يمكن فهم ما يتم تحضيره للبنان والمنطقة، فلبنان بات فعلاً في قلب معادلة الحرب، التي تعني أنّ إسرائيل مصممة على استعادة لغة الردع بعد هجوم السابع من تشرين، وهذا ما سيرتب التحضير لحرب طويلة، بكل ما تعنيه هذه الحرب من أكلاف بشرية واقتصادية مدمرة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | لبنان على موعد مع أشهر صعبة | ترامب اللبناني |