“لا حرب”.. خطاب نصرالله ضمن قواعد الاشتباك


خاص 1 آب, 2024

خطاب نصرالله، لا يستفزنا، هو الخطاب الذي نطمح إليه، وهو إن خيّب أمل حاضنته، إلا أنّه طمأننا أنّ شبح الحرب الواسعة ما زال بعيداً نسبياً وأنّ مصيرنا ما زال معلقاً بين فلسطين وإيران

كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:

وأخيراً، وبعد يومين على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت القيادي في حزب الله فؤاد شكر في مبنى في حارة حريك في الضاحية الجنوبية، وبعد البيان الصادر عن الإعلام الحربي لحزب الله والذي وضع المواقف السياسية رهينة السيد، ها هو أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يخرج إلى قاعدته، معزياً، متحدثاً، هادئاً!

خطاب نصرالله، الذي أفضى إلى خلاصة ومفادها “مهما بلغت المجازر لا حل إلا بوقف العدوان على غزة”، وضع النقاط على الحروف، وقال لقاعدته لا تتفاءلوا فأيّ ردّ هو تحت سقف التفاوض، ولا خروج عن قواعد اللعبة!

ورغم كل التسريبات التي تنبأت بخطاب مدوٍّ على شاكلة “انظروا إلى البارجة وهي تحترق”، ورغم كل التأكيدات التي قالت إنّ نصرالله لن يمتثل للمجتمع الدولي، إلا أنّ ما شهدناه كان مغايراً، فالخطاب لم يكن على مستوى الاغتيالين، لا اغتيال فؤاد شكر في الضاحية ولا اغتيال القائد السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والانتظار كل هذا الوقت للنعي وللإعلان والتصريح لم يكن لردّ مفاجئ وإنّما للقول للبيئة الحاضنة لا تقلقوا فلدينا جيل من القياديين وإن استشهدت أيّ شخصية فالحزب لن ينتهي وهناك العديد من البدائل!

نصرالله، الذي توعد بردّ “بلا موعد”، ما زال حتى تاريخه ضمن قواعد الاشتباك، التي اخترقها الجيش الإسرائيلي مراراً.. وما زال يهدئ “مقاومته” بمورفين الكلام مبتعداً عن أيّ تصعيد غير مسبوق!

وعلى الرغم من الخطاب غير المتوقع لجهة “رزانته”، كان السيد حاسماً في الرد الإيراني على استهداف هنية في طهران، إذ جزم أنّ إيران لن تسكت وأنّه على الجيش الإسرائيلي أن يترقب، بقوله “أقول للإسرائيليين ستبكون كثيراً لأنكم لا تعلمون أي خطوط حمراء تجاوزتم”.

وعلى ما يبدو فإنّ نصرالله خرج بخطابه عن مبدأ وحدة الساحات، فهو لم يحمل راية الثأر لهنية، ولم يشر إليها تاركاً المهمة لحليفته إيران، ومتبرئاً من أيّ مسؤولية تترتب عليها إزاء هذا الاغتيال.

الخطاب الذي كان يجب أن يدفع إسرائيل كي تقف على قدم واحدة، انتهى، وغضب الشارع بدأ يتراجع منسوبه، والأمل بالثأر لم يعد إلا حلماً ستبدده عشرات الصواريخ التي لن تصيب إلّا أهدافاً واهية ومدروسة..

خطاب نصرالله، لا يستفزنا، هو الخطاب الذي نطمح إليه، وهو إن خيّب أمل حاضنته، إلا أنّه طمأننا أنّ شبح الحرب الواسعة ما زال بعيداً نسبياً وأنّ مصيرنا ما زال معلقاً بين فلسطين وإيران

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us