هل اقتربت الحرب المفتوحة؟


خاص 2 آب, 2024

على الرغم من الكلام الحامي الصادر في الساعات الأخيرة من لبنان وإيران وإسرائيل، يبدو واضحاً أن لا نيّة، خصوصاً لدى “الحزب” وإيران، للذهاب نحو حربٍ شاملة. وستبقى الحرب الدائرة في دائرة “ردّلي لردّلك”، وأيّ خرقٍ لقواعد الاشتباك سيبقى محدوداً

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

يستمرّ، منذ 7 و8 تشرين الأول، القلق من نشوب حربٍ مفتوحة تتخطّى ما بات يُعرف بـ “قواعد الاشتباك”. فهل اقتربت الحرب المفتوحة؟

على الرغم من الكلام الحامي الصادر في الساعات الأخيرة من لبنان وإيران وإسرائيل، يبدو واضحاً أن لا نيّة، خصوصاً لدى حزب الله وإيران، للذهاب نحو حربٍ شاملة.

ويتحدّث محلّلون قريبون من هذا المحور عن رغبة إسرائيلية بجرّ حزب الله إلى حرب، لحساباتٍ يملكها بنيامين نتنياهو الذي يخوض، أيضاً، حربه الخاصّة في الداخل الإسرائيلي، حيث قد يتحوّل، إذا ما تمكّن من استعادة الأسرى الإسرائيليّين بعد استهداف قيادات بارزة في حزب الله و”حماس”، إلى بطلٍ قومي تاريخي في إسرائيل.

ويملك محلّلون كثيرون ثقةً كبيرة بأنّ الحرب الدائرة ستبقى في دائرة “ردّلي لردّلك”، وأيّ خرقٍ لقواعد الاشتباك سيبقى محدوداً، لأنّ الفريقين، أي محور الممانعة وإٍسرائيل، يدرسان خطواتهما جيّداً. كما أنّ المحور يدرك جيّداً أنّ نتنياهو قد يُقدم على عملٍ مجنون يشعل المنطقة كلّها، إذا تلقّى ضربةً قويّة. لذا، لن يُستفزّ نتنياهو كثيراً.

فهذه الحرب، بالنسبة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، هي معركة وجوديّة قد يخرج منها بطلاً أو سجيناً مرذولاً إلى الأبد، ولذلك لن يوفّر وسيلةً للخروج منتصراً، وهو يستفيد من التوقيت المرتبط بالانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة، إذ بإمكانه أن يبتزّ الحزبين الديمقراطي والجمهوري لدعمه في أيّ خطوة يقوم بها.

وعلى الرغم من النفي الأميركي بأن تكون الولايات المتحدة الأميركيّة على علمٍ مسبق بعمليّة اغتيال اسماعيل هنيّة، فإنّ المؤكّد أنّ نتنياهو حصل على ضوءٍ أخضر أميركي بالتصعيد، وقد تكون عمليّة زرع العبوة في الغرفة التي اغتيل فيها هنيّة حصلت بالتعاون بين المخابرات الإسرائيليّة والأميركيّة. علماً أنّ عمليّات عدّة حصلت في السابق داخل الأراضي الإيرانيّة بالتنسيق بين الجهازَين اللذين يتبادلان المعلومات عن الداخل الإيراني.

في الخلاصة، لن نذهب، قريباً على الأقلّ، إلى حربِ شاملة، وستبقى المنطقة خاضعة لواقع “ردّلي لردّلك”. ننتظر حاليّاً الردّ على اغتيال فؤاد شكر واسماعيل هنيّة، وسننتظر ردوداً على اغتيالات أخرى لاحقاً، إلى أن يحين أوان التسوية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us