باسيل يسهل “التكويعة” مع القمع داخل التيار


خاص 5 آب, 2024

بعد التباعد الذي حصل مع “الحزب” عشية مغادرة عون القصر الرئاسي وتبنيه ترشيح سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية، “اضطر” باسيل الخاضع لعقوبات أميركية، أن يعود إلى تموضعه السياسي السابق وإلى خطاب مسيحي متشدد محاولاً استلحاق ما خسره في الانتخابات النيابية الأخيرة أمام القوات اللبنانية

كتب سعد كيوان لـ”هنا لبنان”:

فيما يعيش لبنان دوامة القلق بين الحرب أو الضربة الإسرائيلية شبه المؤكدة، يتخبط جبران باسيل صهر الجنرال ميشال عون ورئيس التيار العوني والحالم بشغل موقع رئيسي على الصعيد الوطني العام، في مأزق على أكثر من مستوى وصعيد. فبعد التباعد الذي حصل مع “حزب الله” عشية مغادرة عون القصر الرئاسي وقيام “الحزب” بتبني ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، “اضطر” باسيل، وهو الخاصع لعقوبات أميركية، أن يعود إلى تموضعه السياسي السابق ما قبل الدخول إلى السلطة (ما بعد اتفاق الدوحة 2008) وإلى خطاب مسيحي متشدد ومناور محاولاً استلحاق ما خسره في الانتخابات النيابية الأخيرة أمام القوات اللبنانية التي سجلت تقدماً لافتاً على الصعيد المسيحي (19 نائباً). إلا أنه لم يتمكن، ولا يريد على الأرجح، أن يصل إلى قطيعة نهائية مع حسن نصرالله الذي، رغم التباعد بينهما، ضمن له عدداً لا بأس به من المقاعد النيابية، في عكار وفي بيروت الثانية وفي زحلة وفي بعلبك وغيرها، والذي له مصلحة هو الآخر بعدم الطلاق الكامل لأنه يفقد بذلك حليفاً مسيحياً مهماً، ويصبح معزولاً مسيحياً، ولأنه يعلم أنّ فرنجية ليس بإمكانه أن يومن مثل هذا الغطاء.

في المقابل، ليس بإمكان باسيل على الصعيد الخارجي المراهنة على انفتاح أميركي نحوه إذ في حال عاد ترامب إلى البيت الأبيض، فإنّ العقوبات التي فرضها (أو فرضت) على باسيل في عهده لن يعيد النظر فيها. وفي الوقت عينه، إذا فازت الديموقراطية كامالا هاريس فلن تلجأ إلى التراجع عن العقوبات التي لم يلغها سلفها جو بايدن طيلة فترة حكمه. أي في الاحتمالين سيكون باسيل هو الخاسر.

لذلك يحاول رئيس التيار العوني التعويض محلياً لكي لا ينعزل هو الآخر محاولاً التموضع في الوسط عله يتمكن من نسج علاقات تؤدي إلى توافق مع أطراف أخرى وبالأخص استقطاب السنة الذين لا يزالون بدون مرجعية سياسية بعد انكفاء سعد الحريري. فجاءت زيارته قبل أيام إلى صيدا، المدينة السنية بامتياز، وجال على فعالياتها الدينية والسياسية ممهداً على الأرجح لتحالفات انتخابية من أجل استعادة ولو مقعد جزيني. والشيعة الذين لا يمكن التواصل معهم خارج الثنائي بري-نصرالله. وبما أنّ العلاقة مع نصرالله فاترة اليوم فلا يضير بري تكريس “مرجعيته” بأن يعود إليه باسيل الذي لا يختلف عنه كثيراً في نظرته للسياسة وكيفية التعاطي معها وممارستها. ألم يكن “بلطجياً” في السابق؟ وذلك ليس التوصيف الأول الذي أطلقه باسيل ضد بري وغيره من السياسيين، ثم عاد وتراجع عملياً عنه بحجة الحوار والتواصل مع الجميع والحفاظ على الوحدة الوطنية وغيرها من الشعارات والذرائع التي تسهل له التكويعة. ورغم الاتهامات والشتائم التي يطلقها من وقت لآخر على سمير جعجع فهو لا يجد حرجاً في التواصل معه لدرجة أنه ينتظر مند فترة موعداً للقاء وجعجع يرفض. وقد حاول مؤخراً تشكيل لقاء وسطي من “اللقاء الديموقراطي” (الجنبلاطيين) ونواب تكتل “الاعتدال الوطني” الشمالي لكنه لم ينجح. غير أن باسيل يتحرك كالبولدوزر على كل الجبهات، مستفيداً من دعم عمه عون الذي يبدو أنه يمنحه “كارت بلانش” ليس فقط في خطواته السياسية وتقلباته، وإنما بشكل خاص على الصعيد الداخلي والتنظيمي للتيار, إذ يتمتع بمطلق الصلاحية في إدارته له. وقبل أيام وخلال العشاء السنوي لهيئة التيار في المتن شن باسيل هجوماً عنيفاً على أخصامه بحضور عون المؤسس قائلاً: “الديموقراطية الزايدة قد تسببت بالفوضى داخل تيارنا، لقد شبعنا خيانة والأمور تخطت الحدود”. وكان هذا التحول يتطلب عملية تطهير في داخل التيار لدرجة أنه يتهم معارضيه بالخيانة ويمهد للتخلص منهم، وهي معركة بستعد لخوضها منذ فترة بفصل هولاء الذين باتوا مكشوفين، وتحديداً النائب آلان عون ابن شقيقة الجنرال الذي أعلن قرار فصله، كي يصبح التيار مطواعاً أكثر في يد باسيل !

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us