هل يكره “السيد حسن” بيروت؟!


خاص 5 آب, 2024

لم يخطئ وليم نون، هو فقط واجههم بحقيقتهم، ولو أنّ الأمر لا يحتاج إلى مواجهة! فهذه الحقيقة واضحة، هناك حقاً من يكره بيروت، وربما يكره لبنان كدولة وكيان مستقل!
هناك ببساطة من لا يرى بلبنان وطناً، بل امتداداً لإيديولوجيا يؤمن بها! فكيف له أن يحب وطناً لا يراه؟ وأن يخاف على عاصمة لا يتبناها!


كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:

منذ أمس، وحفلة الشتائم تلاحق وليم نون، جيش إلكتروني بأمّه وأبيه تفرّغ كي يهتك بوليم ويسخّف قضيته، ويتهمه بالتبعية السياسية وبالمتاجرة بدم الشهداء وحتى بالعمالة!
ولولا بعض الحياء، لذهب هؤلاء إلى حدّ اتهام وليم نون بتفجير المرفأ، وباغتيال فؤاد شكر، وربما باغتيال اسماعيل هنية في عمق طهران!
ولعلّ وليم، هو من سبّب الأزمة الاقتصادية، ومن أتى بوباء كورونا، ولنعد للوراء قليلاً، هو أيضاً السبب بما حصل في السابع من أيار، ولولاه لكان الشهيد رفيق الحريري حيّاً ولما خسرنا شهداء 14 آذار!
كل ما سبق سببه وليم نون!
هذا الشاب العشريني، الذي كان حتى يوم 4 آب 2020، يعيش حياة عادية، يتسكع مع الأصدقاء، يشاغب بين أحضان العائلة، يسهر في إحدى البارات، يشرب كأساً وإثنين وثلاثة، ويقهقه.
كان شاباً، يتكئ على كتف أخيه، ويعلم أنّ لديه سنداً في الحياة، اسمه جو. لم يكن يخشى شيئاً، ولم يكن من شيء ليسكت ضحكاته!
كل هذا كان حتى 4 آب، وتحديداً حتى التفجير! في لحظة تحوّل السند إلى أشلاء، وتحولت القهقهات إلى دموع مكبوتة، والكأس الذي كان “للزهزهة” بات لتسكين الآلام!

وليم نون، الشاب الذي دفن نصفه مع أخيه في 4 آب، ما زال يحاول الحياة متمسكاً بالحقيقة، بالعدالة، ومصوباً سهامه على من عرقل وما زال يعرقل التحقيق!
ولكن وليم بالنسبة لفريق من اللبنانيين ليس بضحية لتفجير لا ناقة له به ولا جمل، بل هو كشخص يستحق الرجم، وربما القتل، فكيف له أن يطالب بحقّ أخيه؟ وكيف لوقاحته أن تسمح له بأن يتطاول على السيد حسن؟ وأن يتهمه بكراهية بيروت؟ وأن يذكره بـ7 أيار؟!!
بـ7 أيار، فقط.. استفزّ وليم نون جمهور الثنائي، فخرج الأتباع عبر صفحاتهم ليرشقوه بما يملكون من حجارة!
ولكن لماذا هذا الصراخ من هذا الجمهور؟ لماذا تذكير وليم نون بـ7 أيار يزعجهم؟ أو ليس ذاك يومهم المجيد؟ أو ليس السيد حسن من اعتبره يوماً مجيداً؟؟ أليسوا هم أنفسهم من يحيون ذكرى السابع من أيار بالشماتة والتشفي والسخرية من استباحتهم لبيروت وأهلها؟!
لم يخطئ وليم نون، هو قال ما يفعلونه، هو فقط واجههم بحقيقتهم، ولو أنّ الأمر لا يحتاج إلى مواجهة! فهذه الحقيقة واضحة، فهناك حقاً من يكره بيروت، وربما يكره لبنان كدولة وكيان مستقل!
يكرهه كدولة لا تتبع لولاية الفقيه كدولة لا تريد أن تكون جزءاً من إيران ومفاهيمها وإيديولوجيتها!
هناك ببساطة من لا يرى بلبنان وطناً، بل امتداداً لإيديولوجيا يؤمن بها! فكيف له أن يحب وطناً لا يراه؟ وأن يخاف على عاصمة لا يتبناها!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us