سيناريو الحرب ما زال قائماً.. هل سيتأثر سعر صرف الدولار؟


خاص 6 آب, 2024

مع أنّ الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان بدأت منذ تشرين الأول 2023، إلا أنّ سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار لم يهتزّ، فمصرف لبنان ما زال قادراً في الوقت الراهن على السيطرة على سعر الصرف، خصوصاً أنه نجح العام الفائت بخفض الكتلة النقدية في السوق، وبجمع الدولار في إحتياطه، مما خلق نوعاً من التوازن المالي والنقدي


كتب أنطوان سعادة لـ”هنا لبنان”:

يعيش لبنان واللبنانيون حالة ترقب لما ستؤول إليه الفترة المقبلة من إنفجارات، غارات، ومسيرات. وبعد كل ضربة أو إغتيال يعمّ الخوف في نفوس المواطنين وتبدأ التكهنات والتحليلات السياسية والعسكرية لما سيكون الرد وما إذا كان لبنان سيدخل في حرب شاملة أم لا. هذه العوامل تركت بصماتها على الحركة الاقتصادية، ولا سيما حركة السياحة، والطيران، وحجوزات السفر، إنما سعر الصرف في السوق حافظ على إستقراره.
فقد بدأت الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان منذ تشرين الأول 2023، ولم يهتزّ سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار، وأكدت مصادر مصرف لبنان، أن المركزي لا يزال قادراً في الوقت الراهن السيطرة على سعر الصرف، خصوصاً أنه نجح العام الفائت بخفض الكتلة النقدية في السوق، وبجمع الدولار في إحتياطه، مما خلق نوعاً من التوازن المالي والنقدي.
وأضافت المصادر أنّ الضرر الكبير، نتيجة تصاعد التوترات، كان على الإقتصاد اللبناني ككل على أمل أن تهدأ الأمور.
لكن السؤال الأهم، هل سيبقى المصرف المركزي قادراً على ضبط الليرة في حال الحرب الشاملة؟

في السياق، أكد الخبير الاقتصادي د. محمود جباعي، في حديث لـ”هنا لبنان” أن مصرف لبنان لديه القدرة أن يحافظ على الاستقرار النقدي ولو توسعت رقعة الحرب، لأنه رفع موجودته الخارجية السائلة بقيمة مليار و700 مليون دولار منذ سنة حتى اليوم، وأصبح الإحتياطي أكثر من 10 مليارات و227 مليون دولار، وبالتالي هو قادر على استعمال هذه الزيادات عند الحاجة لضبط سعر الصرف، بالاضافة إلى أن التحويلات الخارجية والتعاميم المعتمدة من حاكم مصرف لبنان بالإنابة د. وسيم منصوري تغذي الاحتياطي أكثر فأكثر.
وأضاف جباعي أنّ ضبط الكتلة النقدية في السوق، نتيجة السياسة المعتمدة بين مصرف لبنان ووزارة المال، أنتج إدارة مالية سليمة، وجعلت المركزي، المتحكم الأوحد في سعر الصرف، وهو قادر على شراء الكتلة النقدية بقيمة 650 مليون دولار كحد أقصى في حال إستلزم الأمر، كما أن القوى الأمنية ستلاحق كل من يحاول المضاربة على الليرة بالتعاون مع إدارة المصرف. وطمأن جباعي إلى أنه رغم كل التوترات سعر الصرف سيبقى مستقراً.
من جهة اخرى وبحسب الخبير الإقتصادي د. فؤاد زمكحل فهناك ٣ أسباب أساسية وراء هذا الاستقرار.
أولاً: توقف مصرف لبنان عن التدخل في السوق بشكل مباشر عبر ضخ وسحب الليرة.
ثانياً: تم ضبط المنصات الإلكترونية المضاربة للعملة المحلية.
ثالثاً وأخيراً سحب منصوري الكتلة النقدي من الليرة في السوق وبالتالي الاقتصاد اللبناني أصبح مدولر بإمتياز.
وأضاف زمكحل أنه في حال توسعت رقعة الحرب حكماً ستترتب ضغوطات كبيرة على القطاع المصرفي ومصرف لبنان، ومن الممكن أن تؤثر سلباً على الدولار إنما حالياً السوق المحلي مستقر.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us