في حادثة مؤلمة.. هكذا سقطتا في حفرة المصعد!
حضرت سيدتان لحضور حفل عشاء في منطقة كرم الزيتون، والتقتا على باب المصعد في الطابق الأرضي، ولدى دخولهما إليه معاً للصعود إلى الطابق الثاني، لم تنتبها إلى عدم وجود الكابين فوقعتا في الحفرة التي تمتد حتى الطابق الخامس السفلي، وبعد فقدان الاتصال بهما حضرت القوى الأمنية وعمّال من شركة الصيانة وتمّ العثور على جثتي المرحومتين
كتبت سمر يموت لـ “هنا لبنان”:
حادثة مؤلمة أودت بحياة سيدتين كانتا تتوجّهان لحضور حفل عشاء في محلّة كرم الزيتون، حيث سقطتا في حفرة المصعد دون أن تنتبها إلى عدم وجود الكابين بداخله فقضتا على الفور.
وكان المصعد الكهربائي الكائن في إحدى بنايات محلة كرم الزيتون قد علق وبداخل الكابين العائد له السيدة “د.أ” إحدى سكان البناية، وقد اتصلت الأخيرة بالناطور “هاني.ن” (مواليد 1984،سوري) لإخراجها من المصعد، والذي توجّه بدوره إلى غرفة المصعد الموجود على سطح البناء وقام كعادته بمناورة يدويّة تتمثل بقطع الكهرباء وفك الفرامل من أجل رفع المصعد بشكل يجعل الكابين موازياً للباب، وهذا ما حصل حيث وصل الكابين بموازاة باب المصعد وخرجت السيدة العالقة بداخله من دون أن ينتبه الناطور لمتابعة الكابين صعوده إلى الأعلى ما أدى إلى بقاء قفل باب المصعد مفتوحاً.
في مساء اليوم عينه، حضرت السيدتان “م.ح” “ت.ت” تباعاً، لحضور حفل عشاء تقيمه السيدة “ك.أ” في الطابق الثاني، والتقتا على باب المصعد في الطابق الأرضي، ولدى دخولهما إليه معاً، لم تنتبها إلى عدم وجود الكابين فوقعتا في الحفرة التي تمتد حتى الطابق الخامس السفلي، وبعد فقدان الاتصال بهما حضرت القوى الأمنية وعمّال من شركة الصيانة التي ركبت المصعد وتمّ العثور على جثتي المرحومتين.
التحقيقات بيّنت أنّ المصعد هو قديم الطراز وأنّ أيًّا من أبوابه لا يفتح قفله إلا بموازاة الكابين، والذي يعود ويقفل عند عدم موازاة الكابين مع الباب، وأنه في حالة القضية الراهنة، تبين أن الناطور وبعدما قام بالمناورة اليدوية المذكورة، أقدم على متابعة رفع الكابين العائد للمصعد قبل غلق الباب ما أدى إلى تسكير القفل في الهواء ومنع باب المصعد من الإقفال، ما أدى إلى التسبّب بوفاة المرحومتين نتيجة بقاء الباب مفتوحاً من دون أن يكون كابين المصعد بموازاته أي أنه بقي مفتوحاً على فراغ.
من خلال الكشف الفني الذي أجراه الخبير المكلّف من قبل قاضي الأمور المستعجلة، تبين وجود إهمال من قبل شركة الصيانة والتي لم تراعِ معايير السلامة المفترض بها مراعاتها، إنطلاقاً من نوعية القفل الواجب استخدامه في المصاعد إضافة إلى عدم وجود “يو بي أس”، فضلاً عن ثبوت وجود “برادة حديد” ما يعني وجود “تزحيط” في كابل المصعد وأنه بدلاً من معالجته بشكل صحيح تمّ وضع أحجار من الخفّان على كابين المصعد وأن ذلك من شأنه أن يؤثّر على دقّة العلامات الصفر التي يتم وضعها على هيكل آلة المصعد، والتي يتم الركون إليها عند تنفيذ المناورات اليدوية من أجل موازاة الباب مع الكابين، وأشار الخبير أن مشكلة الباب هي ميكانيكية وليست كهربائية.
وبعد مرور عام على الحادثة، أصدر قاضي التحقيق في بيروت وائل صادق، قراره الظني، بحيث اعتبر أنّ وفاة المرحومتين ناجمة عن إهمال مشترك من قبل الناطور والشركة المدعى عليها، والتي وبدلاً من أن تحترم معايير السلامة العامة عمدت إلى اتخاذ تدابير غير مهنية لتمكين الأشخاص من استخدام المصعد من دون وضع حلول جذرية كان من شأنها أن تؤدي إلى تفادي حادثة سقوط المرحومتين.
وخلص القاضي صادق إلى الظن بالناطور “هاني.ن” بجنحة المادة 564 عقوبات وشركة المصاعد بالمادة عينها معطوفة على المادة 210 منه.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أطفال لبنان يعيشون كابوس الحرب ويُرعبهم صوت “أدرعي” | سجناء لبنان ينزحون أيضاً: قلقون على حياتهم وذويهم | سجناء “رومية” يصعّدون تجاه الأوضاع اللاإنسانية |