ظروف سوريا أفضل
ظروف سوريا التي يقال أنها تمنعها من المشاركة في الحرب وهي أفضل من ظروف لبنان وفي أسوأ الأحوال هي ظروف مشابهة للظروف اللبنانية، ولكن في سوريا قدرة للنظام على رفض فتح جبهات مع إسرائيل مستفيداً من حاجة محور الممانعة له بينما هذه القدرة معدومة لدى السلطة في لبنان لأن المحور لا حاجة له بها لا في الحرب ولا في السلم
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
ليست المرة الأولى التي يقول فيها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنّ ظروف سوريا تمنعها من الإنخراط في الحرب الدائرة مع إسرائيل منذ ٧ تشرين الأول الماضي، وبما أنّ لبنان انخرط بقرار من حزب الله في الحرب فهذا يعني أنّ السيد نصرالله يعتبر ظروف لبنان أفضل من ظروف سوريا فهل هذا الأمر صحيح فعلاً؟
نبدأ المقارنة من الظروف السياسية الداخلية، ففي سوريا رئيس للجمهورية وحكومة فعلية بينما في لبنان شغور في منصب رئاسة الجمهورية وحكومة تصريف أعمال يقاطع اجتماعاتها عدد من وزرائها وقراراتها موضع جدل.
في سوريا وضع إقتصادي صعب جراء الحرب التي قسمت البلاد وجراء فرض عقوبات أميركية عليها وفق قانون قيصر وجراء الفساد الذي يضرب البلاد ويساوي الدولار الأميركي حالياً ١٤ ألف و٧٠٠ ليرة سورية.
أما في لبنان فيساوي الدولار أضعاف ما يساوي في سوريا وهو ٨٩ ألف و٥٠٠ ليرة لبنانية وسط وضع إقتصادي سيئ أيضاً، فالغلاء ضرب كل القطاعات وكذلك الركود وحل الغلاء في أسعار كل السلع والخدمات واحتجزت أموال المودعين في المصارف.
في سوريا الجولان محتل من قبل إسرائيل منذ العام ١٩٦٧ ولم تنشأ مقاومة لتحريره، بينما لبنان شهد حروباً بين المقاومة إسرائيل لتحرير الأرض في الأعوام ٩٣ و ٩٦ و ٢٠٠٦ و٢٠٢٣ ولاتزال مزراع شبعا وتلال كفرشوبا محتلة وتعلن المقاومة أنها ستحررها.
في سوريا جيش جرار يمتلك مختلف أنواع الأسلحة النوعية وغير النوعية ويتولى الخبراء الروس تدريبه علناً، كما تتولى الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسليحه أيضاً ورفده بجماعات مسلحة من بلدان مختلفة، ولكنه لا يرد على الهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ سنوات في عمق سوريا وبشكل شبه يومي.
بينما في لبنان هناك من يدعي أنّ الجيش عاجز عن حماية لبنان وليس لديه الأسلحة النوعية لذلك يفترض تواجد المقاومة.
في سوريا تأتي ناقلات النفط الإيرانية حاملة المشتقات النفطية للسوريين ولحزب الله، وتأتي البضائع أيضاً من دول مختلفة رغم قانون قيصر إضافة إلى سكة التهريب الفاعلة، وإن حصلت الحرب الشاملة على لبنان فسنكون تحت الحصار بينما ستكون سوريا محيدة كما هي اليوم ولن تكون حينها أوضاع المرافئ والمطار والقطاع الصحي وقطاع المحروقات والمياه والكهرباء وغيرها أفضل مما هي عليه في سوريا.
قد يقول البعض إنّ في سوريا حرباً وأن الجيش السوري والمساندين له مشغولون على تلك الجبهات، ولكن السلطات السورية وداعميها أعلنوا أكثر من مرة أنهم انتصروا على الإرهاب ولن يغير في واقع سوريا أن تم نقل مئات من المقاتلين إلى جبهة الجولان وفتحوا جبهة مساندة هناك كما هو حاصل في لبنان.
هذه بعض من ظروف سوريا التي يقال أنها تمنعها من المشاركة في الحرب وهي أفضل من ظروف لبنان وفي أسوأ الأحوال هي ظروف مشابهة للظروف اللبنانية، ولكن في سوريا قدرة للنظام على رفض فتح جبهات مع إسرائيل مستفيداً من حاجة محور الممانعة له بينما هذه القدرة معدومة لدى السلطة في لبنان لأن المحور لا حاجة له بها لا في الحرب ولا في السلم.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل | رابطة الدم في الجيش أقوى من كل الروابط |