خسائر فادحة تلحق بالقطاع السياحي نتيجة التطورات.. والأشقر: تحدينا الحرب ولكن الوضع يتدهور


خاص 12 آب, 2024

القطاع السياحي في لبنان أصيب أكثر من مرة بالعمق، وعاد ونفض عنه غبار الأزمات وها هو على استعداد لذلك لألوف المرات إنما قبل فوات الأوان، لأنّ ما من أحد راغب في نعيه

كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:

عندما تم إطلاق الموسم السياحي في البلاد للعام ٢٠٢٤ تحت عنوان “مشوار رايحين مشوار”، تحدت القطاعات السياحية بأكملها الظروف القاهرة على المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية، وقررت المضي لإنجاح هذا الموسم. كل ذلك كان قبل التصعيد الأمني ووصوله إلى حد الحديث عن حرب شاملة لا تحمد عقباها.

أما المغتربون فتمسكوا بشعار الحملة قولاً وفعلاً، وحضروا إلى لقاء الأحباء، ربما خاطر البعض لكن الحنين إلى الوطن والعائلة يستأهل المخاطرة.. كانت الصورة في تلك الأثناء رمادية، وما هي الا فترة قصيرة حتى باتت المعطيات على الأرض وتفجير الضاحية الجنوبية تطغى على أي مشهد، وصار الحديث يتركز على موعد الضربة وعلى جملة توقعات سلبية. هذا السيناريو دفع بعدد من المغتربين إلى قطع إجازته ومغادرة البلاد، ولكن في المقلب الآخر قرر البعض البقاء وصرف النظر عن أي تهويل من هنا أو حرب نفسية من هناك. أما على الأرض، فإنّ الموسم السياحي تكبد خسائر فادحة، والقطاعات السياحية بأغلبها تأثرت بشكل سلبي. ألغيت مهرجانات وحفلات، لكن هناك مهرجانات بقيت صامدة على قاعدة أنّ الشعب اللبناني محب للفرح.

ومهما يكن من أمر، فإنّ التطورات الأمنية ضربت هذا القطاع الذي لم يرد المعنيون به نعيه، لكنهم كشفوا عن خسائر كبرى وأخرى على الطريق إذا تفاقمت هذه التطورات وصولاً إلى الحرب. إلى ذلك، تراجع عمل الفنادق إلى نسبة ٦٠ في المئة أو أكثر.

ويقول رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر لموقع “هنا لبنان” أنّ القطاع السياحي يمر بخسائر فادحة وبالتحديد قطاع الفنادق، فصحيح أنّ القطاع بالمجمل لا يموت إنما الوضع سيئ وتحديداً منذ تشرين الأول الفائت، وعلى الرغم من معرفتنا أنّ موسم الصيف هذا العام صعب إنما تمكنا من خلق جو إيجابي وتحدينا الحرب، وبصراحة حال الوضع دون تحقيق طموحاتنا، متوقفاً عند الأزمة المالية التي انعكست سلباً على الموسم السياحي، كما أنّ هناك ممن اختار وجهات أخرى فقرر لبنانيون السفر إلى قبرص واليونان وتركيا.

ويرى الأشقر أنّ الظروف الراهنة دفعت إلى تدهور الوضع وليس من مبالغة في توصيف الوضع بالسيئ جداً، ويشير إلى أنّ المغتربين الذين حجزوا لقضاء عطلتهم بين الأهل والأصدقاء لشهرين مكثوا لفترة ١٥ يوماً فقط وغادروا البلاد سريعاً.

أما بالنسبة إلى حجم الخسائر أو وجود أرقام محددة في هذا المجال، فيؤكد أنّ ما من أرقام لأنّ المسألة تتصل بوجهة نظر والأرقام تأتي من وزارتي المال والاقتصاد ومن المصرف المركزي والمعنيين، لكن مما لا شك فيه أنّ هناك تراجعاً في عمل القطاعات وذلك من خلال العينات، فقطاع المطاعم تراجع بنسبة ٤٠ في المئة في المداخيل وحتى أنّ نسبة التشغيل ليست جيدة وهناك تراجع كبير في عمل الفنادق، أما موضوع المهرجانات فذاك أمر آخر يعود إلى اللبناني الذي يحب الحياة.

ويحذر من أن يقود تأزم الوضع الأمني إلى اتخاذ أصحاب القطاعات إجراءات سلبية كالإقفال وصرف الموظفين، وكل ذلك من شأنه أن يؤثر على الاقتصاد الوطني. واذ يعتبر أن حضور المغتربين حرك القطاع السياحي لكن النسبة لم تكن كافية فقد حكمت الظروف بمغادرة البعض منهم سريعاً دون إغفال كمية التهويل التي بثت، كما أنّ البعض منهم زار عائلته واكتفى بذلك.

وتمنى الأشقر في الختام ألّا يتعرّض لبنان لأي أذى وأن تمرّ الأيام على اللبنانيين بخير.

القطاع السياحي في لبنان أصيب أكثر من مرة بالعمق، وعاد ونفض عنه غبار الأزمات وها هو على استعداد لذلك لألوف المرات إنما قبل فوات الأوان، لأنّ ما من أحد راغب في نعيه..

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us