ميقاتي: مهمة احتواء الانفجار


خاص 14 آب, 2024

يركب ميقاتي قارباً صغيراً، يسير فيه في اتجاه معاكس لتسونامي 7 تشرين، يجذف بمجذافين خشبيين، لا ييأس، يحاول التقاط الفرص، وآخرها قدوم هوكشتاين قبل هبوب الإعصار، أما البقية فهي في عناية الله، وما سيقرره “الحزب”

كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:

يستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، موفد الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين ظهراً على مائدة الغداء، في مهمة تشبه مهمات ما قبل الانفجار.

المجيء المفاجئ لهوكشتاين إلى تل ابيب ثم بيروت، يتخذ شكل دبلوماسية الطوارئ، التي تهدف الولايات المتحدة الأميركية من ورائها، لتعطيل لغة الحرب، ولجم إسرائيل عن القيام برد فعل عنيف، في حال قامت إيران أو حزب الله بتوجيه ضربة صاروخية، ومن هذه الزاوية، تتقاطع واشنطن مع لبنان الرسمي، الذي يمثله ميقاتي ورئيس المجلس نبيه بري، اللذان يحتالان على حزب الله، بالقدر الذي يسمح به الاحتيال، لإيجاد قاعدة تفاوض، تؤسس لتأجيل أو منع الحرب.

قام ميقاتي بثلاث خطوات غير محسوبة، وربما مفاجئة، وكلها انطلقت من قلب مفهوم التنسيق مع حزب الله، لكنها كانت خطوات في الاتجاه المعاكس.

تمثلت الخطوة الأولى بالإعلان من قبل رئيس الحكومة، عن رفض استهداف المدنيين في حرب المساندة، ومن الطرفين، لكن المقصود الى جانب المدنيين اللبنانيين، المدنيين الإسرائيليين، وكان ذلك موقف تسمح به المعادلة الصعبة، التي وضع حزب الله لبنان فيها، والتي لم يجد ساكن السرايا، الكثير من النوافذ في هذه المعادلة لاختراقها، إلا بعض الهوامش على أهميتها.

أما الخطوة الثانية فتمثلت بموقف هو الأوضح، لم يتسنَّ لميقاتي استكماله، ذلك بعد عودته من الإليزيه، حين أعلن عن ضرورة فصل ملف لبنان عن ملف غزة، وقد اصطدم ذاك الإعلان مرة جديدة بحزب الله، الذي بنى كل معادلة حرب المساندة، على ربط ملف لبنان بملف غزة. كانت محاولة في الاتجاه المعاكس، لم تتسن لها فرصة الحياة.

يمكن وصف الخطوة الثالثة الطازجة، التي تجري فصولها اليوم ظهراً على طاولة الغداء، بأنها المحاولة الأجرأ. لقد استفاق حزب الله من غفوة الترسيم البحري، فوجد أن آموس هوكشتاين هو ضابط إسرائيلي مشبوه، وحذرت وسائل الإعلام الناطقة باسمه ميقاتي وبري من استقباله، واتهمته بأنه شريك في مؤامرة تطمينية، بأن إسرائيل لن تستهدف الضاحية رداً على حادثة مجدل شمس، فإذا بها تستهدف الضاحية وتغتال القائد العسكري الأول فؤاد شكر،وتغتال معه صورة هوكشتاين المفاوض، لتستبدل الأمر بحقيقة هوكشتاين المراوغ المتآمر.

نال كل من بري وميقاتي، نصيباً وافراً من التشكيك، بتهمة نقل رسائل هوكشتاين التطمينية، لكن ميقاتي جزم أمام زواره، بأنه لم ينقل أية رسائل بهذا الخصوص، مبرئاً نفسه من تهمة أراد الحزب إلصاقها بمن هب ودب من الأطراف.

لكن الأهم أن ميقاتي قاوم كل الضغوط من أجل عدم تحديد موعد للمفاوض الأميركي، فهو سيستضيفه اليوم، في لحظة حاسمة تسبق الانفراج أو الانفجار.

يركب ميقاتي قارباً صغيراً، يسير فيه في اتجاه معاكس لتسونامي 7 تشرين، يجذف بمجذافين خشبيين، لا ييأس، يحاول التقاط الفرص، وآخرها قدوم هوكشتاين قبل هبوب الإعصار، أما البقية فهي في عناية الله،وما سيقرره حزب الله.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us