“الحزب” وهوكشتاين الذي أصبح ضابطاً إسرائيلياً


خاص 15 آب, 2024

هل سيضطر نصرالله إلى الاعتراف بـ “لو كنت أعلم…” كما فعل في المرة السابقة خلال حرب تموز 2006؟ الأرجح أنه سيحاول التنصل هذه المرة من مهمة هوكشتاين لأنه مضطر للقبول بما تقبل به حركة “حماس” كما أعلن نصرالله شخصياً في خطابه قبل الأخير، وسينكشف أكثر أمام اللبنانيين بخوضه حرباً عبثية فقط من أجل تنفيذ الدور الموكل إليه من قبل إيران

كتب سعد كيوان لـ”هنا لبنان”:

وصل إلى بيروت المبعوث الشخصي للرئيس الأميركي آموس هوكشتاين قادماً على ما يبدو من إسرائيل لاستئناف مهمته على الحدود بين البلدين بعد انقطاع طويل دام نحو شهرين بسبب اشتداد الحرب على الفلسطينيين في غزة وتعنت نتنياهو الذي ارتكب مجزرته الأخيرة ضد المدنيين في مدرسة “التابعين” السبت الماضي والتي ذهب ضحيتها أكثر من مئة شخص. فهل الهدف منع حدوث أي إمكانية للاتفاق على وقف إطلاق النار؟

ومع ذلك قدم هوكشتاين، الذي كان قد توصل في زيارته الأخيرة مع رئيس المجلس ورئيس حركة أمل نبيه بري إلى اتفاق بقي تنفيذه مشروطاً بوقف إطلاق النار في غزة. وبري بطبيعة الحال يفاوض بالتفاهم والتوافق مع حسن نصرالله وعملياً باسم الحكومة ورئيسها الذين لا يحلون ولا يربطون. وهذا الاتفاق أكده أكثر من طرف سياسي علاقته جيدة برئيس المجلس. وقيل يومها إنه بقي عدة نقاط من الثلاث عشرة نقطة الحدودية المختلف عليها في تثبيت النقاط على الحدود بين لبنان وإسرائيل لم يتم التفاهم عليها. وسيستانف هوكشتاين بطبيعة الحال لقاءاته مع بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذين يقومون بدور الوسيط وينقلون إليه عملياً رسائل “حزب الله” الذي قرر إدخال لبنان في “حرب المشاغلة” مع نتنياهو التي كلفت لبنان حتى الآن أكثر من 500 قتيل ودمرت الجنوب وتسببت بنزوح أكثر من مئة ألف جنوبي يبحث الآن أين يمكن إيواؤهم ومن يأويهم من اللبنانيين في المناطق الأخرى.

فهل سيضطر نصرالله إلى الاعتراف بـ “لو كنت أعلم…” كما فعل في المرة السابقة خلال حرب تموز 2006؟ الأرجح أنه سيحاول التنصل هذه المرة من مهمة هوكشتاين لأنه مضطر للقبول بما تقبل به حركة “حماس” كما أعلن نصرالله شخصيا في خطابه قبل الأخير، وسينكشف أكثر أمام اللبنانيين بخوضه حرباً عبثية فقط من أجل تنفيذ الدور الموكل إليه من قبل إيران. ولهذه الأسباب ربما شنّت جريدة الأخبار التابعة لـ “حزب الله” هجوماً هستيرياً على هوكشتاين واصفة إياه بـ “الضابط الإسرائيلي” الذي لم يكن كذلك عند إتمامه الصفقة الأولى التي حصلت في خريف العام 2021 بالتمام والكمال والتنسيق بين “حزب الله” وميشال عون الذي كان لا يزال رئيساً يومها حول ترسيم الحدود البحرية، والتنازل عن حقل كاريش لإسرائيل.

وهاجمت الأخبار بعض “المسؤولين الذين يتبجحون بأنهم على صداقة مع هوكشتاين الذي يعرف ملفاتنا جيداً”. والمقصود هنا نايب رئيس المجلس النيابي الحالي والعوني “السابق” النائب الياس بوصعب، وذلك بعد فصله مؤخراً من التيار، ولكنه كان مكلفاً المشاركة في طبخة الترسيم البحري. فهل التلطيش عليه لأنه أصبح خارج التيار العوني؟ وما هو موقف رئيس التيار جبران باسيل اليوم من مهمة هوكشتاين؟

واتهمت الصحيفة المبعوث الأميركي أنه كان شريكاً في العملية السياسية التي رافقت العملية الأمنية والعسكرية التي أدت إلى اغتيال فواد شكر، علمًا أنها حصلت قبل أسبوعين. فهل قدم هوكشتاين إلى لبنان قبل شهرين للمشاركة في التخطيط مسبقاً لاغتيال شكر ولم يكتشف “حزب الله” هذه الخطة؟
ورأت أن الحشد العسكري الأميركي في المنطقة من بوارج حربية وطائرات مقاتلة كان سبق التحضير لاغتيال شكر (!)، وأنّ اجتماع 15 آب غداً الخميس يشكل برأيها الطعم الذي يهدف إلى تاخير رد “حزب الله” أو جعله رمزياً. علماً أنّ المعلومات تفيد أنّ المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران لم تتوقف حتى بعد اغتيال إسماعيل هنية. فلماذا لم يرد “حزب الله” حتى الآن ويستبق هذه الخطط؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us