لو عرف أبو الغيط
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
يبدو أن أحمد أبو الغيط لا يعرف العماد ميشال عون تمام المعرفة. التقى الرجلان عقب “جريمة” مرفأ بيروت حيث قدّم أمين عام الجامعة العربية التعازي بالضحايا وشدد على “المساندة المطلقة” واستعداد الجامعة “للمساعدة والدعم بما هو متاح لدينا ونحن لدينا قدرات معنوية تجميعية للحشد العربي”.
كما أنه لا يعرف السياسيين اللبنانيين ولا مرشد الجمهورية الأعلى بشكل دقيق.
ولا يعرف أبو الغيط أهمية الوقت بالنسبة إلى مسؤولينا. الوقت صفر، خصوصاً أننا نعيش في جهنم وما حاجتنا حيث نحن إلى ساعات سويسرية!.
لو عرف أبو الغيط ما يجب أن يعرفه لمنع صدور دعوة جميع “الفرقاء السياسيين في لبنان إلى إعلاء المصلحة الوطنية، والعمل بشكل سريع على إنهاء حالة الانسداد السياسي”. المصلحة الوطنية حمّالة أوجه في وطن الأرز والتبغ والحشيشة والبخور.
ولو عرف لما استعجل وأبدى أستعداد الجامعة لـ”القيام بأي شيء يُطلب منها لرأب الصدع الحالي في لبنان، وصولاً إلى معادلة متوافق عليها تمكّن الرئيس المكلف من تشكيل حكومته دون تعطيل وفق المبادرة الفرنسية”.
فرئيس الجمهورية اللبنانية، هو صاحب مقولة ” يستطيع العالم أن يسحقني ولكنه لن يأخذ توقيعي.” في العام 1990.
فليسلْ سعادة الأمين العام لخضر الإبراهيمي عن عناد الجنرال. عناد في الحق طبعاً. وحقّه الدستوري اليوم أن يسمّي 6 وزراء مسيحيين ووزيراً حليفاً ( طاشناقي الهوى، أرمني الطائفة) في حكومة من 18 وزيراً وأن يحصل على حقائب الدفاع والعدل والداخلية ولو اجتمعت 210 دول مع جبهة البوليساريو وناشدته و”باست ” يده و”زاف” بنطلونه ورجته أن يقبل بخمس.
فليدرس أبو الغيط طبيعة تماسيح النيل جيداً، وتماسيح أفريقيا، وليأتِ إلينا ويمضي اسبوعاُ كي يتأكد أن الممسكين بقرار الناس في لبنان، هم تماسيح من صنف فريد. إيمانويل ماكرون اختبر نماذج منهم.
لو استخلص أبو الغيط العبر من تجارب مبعوثي الجامعة إلى بيروت من أيام محمد الخولي في سبعينيات القرن الماضي، إلى أيام حسام زكي مروراً بجهود الديبلوماسي الجزائري لخضر الإبراهيمي لتريث في القيام بما “يُطلب” منه.
لو “غوغل” أبو الغيط، تاريخ لبنان مع القمم العربية، منذ قمة الرياض المصغرة في العام 1976 التي بحثت أزمة لبنان، وقمة القاهرة التي أنشأت قوات الردع العربية وشرّعت وجودها، قبل أن تتحوّل قوة وصاية سورية وقوة إذلال واحتلال.. مروراً بقمم الجزائر وفاس والخرطوم (2006) التي شهدت مبارزة بين رئيس الجمهورية إميل لحود ورئيس حكومته فؤاد السنيورة حول وكالة “حزبُ الله” الحصرية في مقاومة العدو الصهيوني وصولا إلى قمة العزم والتضامن في تونس”(2019)” على عهده.
مشكورة الجامعة العربية على لطفها وموآنستها لنا في مُصابنا الجلل. عسى ألا تُفجعون بمنظومة أو بحكومة، ويكون لبنان آخر أحزانكم.
مواضيع مماثلة للكاتب:
شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم | الحكواتي الجديد |