الجنوب تحت القصف… ووزير الأشغال يؤهّل الأوتوسترادات رغم الدمار المستمر
وسط الحرب الدائرة جنوباً، أطلق وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية ورشة لتأهيل وصيانة الأوتسترادات في الجنوب، ما كشف عن عورة العمل الرسمي في لبنان إذ جاء المشروع في توقيت غير مناسب، فهل المقصود من هذه المناقصة التحضير لمرحلة ما بعد الحرب، أم أنها من ضمن خطة إعادة إعمار الجنوب والتعويض على الأهالي؟
كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:
في ظل الحرب الدائرة جنوباً ووسط هيمنة التساؤلات حول إمكانية نشوب حرب شاملة بين “حزب الله” وإسرائيل، أطلق وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية ورشة لتأهيل وصيانة الأوتسترادات في الجنوب، ما كشف عن عورة العمل الرسمي في لبنان إذ جاء المشروع في توقيت غير مناسب، فهل المقصود من هذه المناقصة التحضير لمرحلة ما بعد الحرب، أم أنها من ضمن خطة إعادة إعمار الجنوب والتعويض على الأهالي؟
“هنا لبنان” حمل التساؤل عن جدوى هذه المناقصة، فيما الحرب لا تزال دائرة في الجنوب، إلى مدير عام وزارة الأشغال العامة والنقل، لكنه لم يلقَ تجاوباً، فقد رفض التعليق على الموضوع.
ولكن هذه الخطة وبحسب تصريحات الوزير حمية السابقة أتت من ضمن المشاريع الإنمائية التي تعنى بها الوزارة ولا سيما ملف صيانة الطرقات حيث وضعت في سلم أولوياتها تأهيل وصيانة الأوتوسترادات الدولية في مختلف المناطق اللبنانية.
وفي تفاصيل هذا المشروع، أنفقت الدولة اللبنانية عبر مجلس الإنماء والإعمار 11 مليون دولار تقريبًا وتحديداً بعد أزمة 2019 وتدهور سعر صرف العملة الوطنية، وقد بقي من المبلغ المرصود 7 ملايين دولار تم تحويلها من موازنة وزارة الأشغال العامة والنقل إلى مجلس الإنماء والإعمار كي يبدأ بتعبيد وشق الطريق الممتدة من الشبريحا إلى البرج الشمالي. فهل أتى توقيت المناقصة في محلّه؟
وفي حين أوضحت مصادر خاصة لـ “هنا لبنان” أنّ هذه المناقصة أتت من ضمن سلسلة إجراءات تقوم بها وزارة الأشغال والنقل العام وفقاً لقانون الشراء العام، يؤكد المحلل السياسي والاقتصادي طوني بولس أنّ هذه “المناقصة ما هي إلا محاولة للمحاصصة وتمرير الصفقات من قبل وزير الأشغال، مشيراً إلى أنّ للوزير تاريخ حافل بالصفقات المشبوهة، مذكراً بمشروعه السابق والهادف إلى توسيع المطار والذي تبين لاحقاً أنه مخالف للقوانين وسرقة موصوفة باسمها”.
ويتابع: “اليوم تحاول وزارة الأشغال والنقل العام مجدداً من خلال ما تبقى من أموال محصّلة من جيب المواطن تحقيق أهداف سياسية ترضي حزب الله، لافتاً إلى أنّ حمية يحاول أن يبين للمواطنين وتحديداً لأهالي الجنوب بأنّ أموال الوزارة مخصصة لخدمتهم، إلا أنّ هذا الأسلوب ما هو إلا بهدف رفع معنويات “حزب الله” والتأكيد على صموده” .
ويضيف بولس: “ما يحصل اليوم عملية لاستغلال الوضع الحالي لتهريب الصفقات المعلبة مسبقاً والمعروفة المصير، ويمكننا اعتبار أموال هذه الصفقة خوّة يدفعها المواطن لصالح حزب الله، علماً أن معظم أهالي الجنوب أصبحوا خارجه”.
ويلفت إلى أن “لطرقات المتن وجبل لبنان الأولوية في المشاريع الانمائية خصوصاً وأنها تفتقر منذ سنوات للحد الأدنى من الصيانة والسلامة المرورية، لأن وزراء حزب الله وحركة أمل يحاولون دائماً تخصيص كل الموازنات لمناطقهم بغية تشريع سرقتها”.
كما يشير إلى “موضوع التعيينات في وزارة الأشغال والنقل موضحاً أن معظم المدراء العامّين في الوزارة هم من الطائفة الشيعية”.
ويختم بولس حديثه بالتشديد على أن “وزراء حزب الله ساهموا بتخريب كل الوزارات التي شغلوها وحولوها إلى محاصصة وهو نهج تعودوا على اتباعه لنهب الوزارات وسرقة أموالها”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |