خلافات التيار ليست سياسية


خاص 16 آب, 2024

المعارضة لمحور الممانعة لن تستفيد مما يجري داخل التيار الوطني الحر حالياً، وإن كان من استفادة متوقعة فقد تكون في الإنتخابات النيابية المقبلة إذا حصلت في كسب معارضين لبعض مقاعد التيار النيابية في بعض الدوائر، وهذا الأمر يدركه النائب باسيل وحلفاؤه في المحور ولذلك فالمطلوب منذ اليوم أن تبقى مقاعد النواب التياريين المبعدين من حصة المشروع الممانع ولا فرق إن كانت بيد التيار أو غيره من الممانعين

كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

ليست الخيارات السياسية لمن خرجوا وأخرجوا من التيار الوطني الحر بعيدة عن الخيارات السياسية للتيار ومن بقي في عداده، وبمعنى أوضح فإنّ هؤلاء لم ولن يذهبوا إلى خيارات سياسية تناقض مسار التيار في محور الممانعة الذي انتمى إليه منذ تفاهم ٦ شباط ٢٠٠٦ ولن يخرج منه رغم كل ما يُحكى عن خلافات بين التيار وحزب الله.

في البيانات التي صدرت عن التيار الوطني الحر من جهة وفي الكلام الذي صدر عن من يسميهم التيار “بالخوارج” لم يجرِ التطرق إلى خلاف سياسي واحد باستثناء أنّ بعض هؤلاء من النواب صوّتوا لصالح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في آخر جلسة انتخابية منذ سنة وشهرين بدلاً من التصويت لجهاد أزعور، علماً أنّ خلاف التيار وتحديدًا رئيسه النائب جبران باسيل مع فرنجية ليس خلافاً على خيارات سياسية بل هو خلاف على من تحق له رئاسة الجمهورية، فرئيس التيار الذي أعلن أكثر من مرة أنّ لديه أكبر كتلة نيابية يعتبر الرئاسة حقاً مكرساً له ولكنه يتنازل هذه المرة وبالتالي فإنّ من يتنازل يحق له أن يسمي البديل لا أن يُفرض عليه هذا البديل، ما يعني أنّ الخلاف مع الذين صوّتوا لفرنجية أصبح خلافاً شخصياً وأُلبس لباس عدم الإلتزام بالقرارات الحزبية.

في هذه الحال يفترض أن يكون النقاش داخل التيار إن طبقت الديمقراطية التي يُقال إنه يتحلى بها حول الخيارات السياسية وليس حول الأشخاص طالما أنّ الجميع يدورون في فلك سياسي واحد، والأهم بالنسبة للتيار الوطني الحر هو أن يحقق هذا الفلك أي محور الممانعة أهدافه، فهل فرنجية لا يحقق هذه الأهداف ليستأهل من انتخبه الإبعاد عن التيار؟

بين الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل نقاط التقاء واسعة، فالرجلان مؤيدان لحزب الله وسلاحه ولعلاقته الوجودية وولائه للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولا يعارضان الحرب مع إسرائيل رغم أنّ باسيل يتحدث أحياناً بلغة مختلفة، كما أنهما يؤيدان الرئيس السوري بشار الأسد ولا خلاف معه أبداً، كما أنهما يخاصمان الأطراف السياسية ذاتها وفي مقدمها القوات اللبنانية، وقد أظهرت التطورات والأحداث أنّ الخصومة مع الرئيس نبيه بري و التي حاول التيار تسويقها في الرأي العام، لم تكن خصومة جدية لأنها سقطت في التحالفات الإنتخابية وغيرها من التحركات والمواقف وبالتالي لم تكن سوى تكتيكاً معتمداً في حرب داخل الصف الواحد ليست في صلب التوجه السياسي الواحد للطرفين.

إنّ كل ما سبق يؤكد أنّ المعارضة لمحور الممانعة لن تستفيد مما يجري داخل التيار الوطني الحر حالياً، وإن كان من استفادة متوقعة فقد تكون في الإنتخابات النيابية المقبلة إذا حصلت في كسب معارضين لبعض مقاعد التيار النيابية في بعض الدوائر،زوهذا الأمر يدركه النائب باسيل وحلفاؤه في المحور ولذلك فالمطلوب منذ اليوم أن تبقى مقاعد النواب التياريين المبعدين من حصة المشروع الممانع ولا فرق إن كانت بيد التيار أو غيره من الممانعين.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us