دبلوماسي لـ “هنا لبنان”: الرئيس الإيراني قُتل وطهران سكتت لهذا السبب
هناك وهم حاولت إيران تكريسه كواقعٍ فنجحت في الشكل وفشلت في المضمون، والدليل على ذلك أنّها توعّدت مراراً بالردّ المباشر على اغتيال هنيّة، من دون أن تتمكّن من تنفيذ تهديدها. وقد لا تفعل أبداً!
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
كأنّنا نشهد سباقاً بين ردّ إيران وحزب الله الذي توعّدا به ضدّ إسرائيل، والهدنة التي يُعمَل عليها على أكثر من صعيد، خصوصاً في الدوحة.
وكشف مصدر دبلوماسي لـ “هنا لبنان” عمّا أسماه “الوهم الإيراني” الذي لم يبدأ بعجز إيران، حتى الآن، عن توجيه ضربة قاسية لإسرائيل ردّاً على اغتيال إسماعيل هنيّة، ولا بردّها الخجول على استهداف مبنى قنصليّتها في دمشق.
وقال مصدر دبلوماسي عربي مقيم في لندن إنّ “العجز الإيراني ظهر بوضوح عند التعتيم على وفاة الرئيس الإيراني السابق ابراهيم رئيسي الذي لم تكن وفاته حادثاً بل اغتيالاً متعمّداً جرى تجاوزه تجنّباً للتورّط في أيّ ردّ ستدفع ثمنه إيران عسكريّاً ودبلوماسيّاً، إذ ستُقطَع حينها خيوط التواصل بينها وبين الولايات المتحدة الأميركيّة، وهو ما لا يناسب طهران في الوقت الراهن”.
وذكّر المصدر أيضاً بضرباتٍ مباشرة تلقّتها إيران على أرضها، بتخطيطٍ من المخابرات الأميركيّة، ومع ذلك انكفأت عن الردّ، لعلمها بأنّ أميركا تملك أسلحةً كثيرة يمكن أن تستخدمها، من بينها التحريض في الداخل الإيراني من باب الحريّات الفرديّة، كما حصل بعد اغتيال مهسا أميني.
وقال: “ألا يجدر بنا السؤال عن سبب انتشار التظاهرات في إيران ضدّ السلطة، ثمّ تراجعها فجأةً؟ وهل من ثمنٍ دفعته طهران لواشنطن مقابل التهدئة؟”.
وختم المصدر: “لا يجوز التفريط أبداً بما تملكه إيران من قوّة، ومن أوراقٍ يمكنها أن تستخدمها، أقواها ربما حزب الله. ولكن، في الوقت عينه، هناك وهم حاولت إيران تكريسه كواقعٍ فنجحت في الشكل وفشلت في المضمون، والدليل على ذلك أنّها توعّدت مراراً بالردّ المباشر على اغتيال هنيّة، من دون أن تتمكّن من تنفيذ تهديدها. وقد لا تفعل أبداً”.
ينتهي الحوار مع الدبلوماسي العربي، بإشارة: “تابعوا ما يحصل في الدوحة، والدور القطري والمصري المعلن. وتابعوا، خصوصاً، الدور الإماراتي غير المعلن. هناك أمرٌ كبير يتمّ التحضير له، وقد يظهر تباعاً”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |