القطاع التعليمي في لبنان عالق بين “الردّين” و”المفاوضات”


خاص 19 آب, 2024

عادت الحرب “الفلسطينية- الاسرائيلية” والحرب على جنوب لبنان لتذكر اللبنانيين بفرضية العودة إلى التعليم عن بعد، فهل الطاقم التعليمي في لبنان من إدارات المدارس ومعلمين وطلاب وأهالٍ قادر على العودة إلى التعليم عن بعد؟

كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:

بعد مرور حوالي الأربعة سنوات على تجربة معظم دول العالم لنظام “التعليم عن بعد”، أي التعليم Online والذي كان يعتبر أحدى الترتيبات التي فرضها تفشي وباء كورونا في أنحاء العالم كله، اعتمد لبنان كباقي الدول على هذا النظام التعليمي، وتماشى مع الترتيبات الضرورية لاستكمال العام الدراسي. ولكن هذه الخطوة كانت تحدياً صعباً للأهل والطلاب والمعلمون لأسباب عديدة، منها انقطاع التيار الكهربائي المستمر في لبنان، ضعف خدمة الإنترنت وعدم تحضير الطاقم التعليمي مسبقاً لمثل هذه الخطوة. إلاّ أننا اليوم وبعدما تخطينا وباء كورونا وتداعياته السلبية وخطورته على الصحة، وأصبح وباءً اجتماعياً عادت الحرب “الفلسطينية- الاسرائيلية” والحرب على جنوب لبنان لتذكر اللبنانيين من فرضية العودة الى التعليم عن بعد، خصوصاً وأن الأجواء الاقليمية لا تزال متشنّجة والعالم يترقب “الرّدين” و”المفاوضات” لوقف أو لاستمرار الحرب على غزة.

فهل الطاقم التعليمي في لبنان من إدارات المدارس ومعلمين وطلاب وأهالي قادرين على العودة الى التعليم عن بعد؟

المسؤول التربوي في إحدى المدارس الكاثوليكية الأب أنطوان قزي قال في حديث لـ”هنا لبنان” أنه لم يحكى حتى اللحظة عن امكانية العودة الى التعليم عن بعد، ولكن مع بداية السنة الماضية وبعد تطورات أحداث 7 تشرين 2023 تم الحديث في العديد من خطط الإجلاء، وإمكانية العودة للتعليم الـ”Online”، لافة الى ان كل الأمور مرتبطة بالحالة النفسية لدى الاساتذة والطلاب اذا اندلعت الحرب الشاملة على لبنان. وأضاف أن الأمور تتعلق أيضاً بفرضية اذا كان سوف يبقى هناك شبكة تواصل كي يستطيع الاساتذة والطلاب أن يتواصلوا عبر الانترنت.

أمّا عن فرضية تراجع المستوى التعليمي في لبنان اذا اعتمدنا التعليم عن بعد مجدداً، اعتبر الأب قزي انه من الطبيعي ان يتراجع المستوى التعليمي، قائلاً أننا ندفع ثمن هذه الخطوة لانها أتت مفاجئة، وثقافة التعليم عن بعد لم تكن موجودة لدى الطاقم التعليمي، مؤكداً انه لم يتم حتى اللحظة الحديث في هذا الموضوع.

ورأى أنه في طبيعة الحال موضوع الحرب الشاملة على لبنان يفرض نفسه، فاذا اندلعت الحرب سنذهب تلقائياً الى التعليم عن بعد، في حال بقيت شبكات التواصل مستمرة، مشدداً من جديد على أن الأمور تتعلّق أيضاً بالحالة النفسية للاساتذة والطلاب. كما وأكد أن المدارس في حالة ترقب للاوضاع الامنية في البلد وتنتظر آخر التطورات الميدانية والاقليمية لتحديد مصير العام الدراسي الجديد.

في حال اندلاع الحرب، سيخوض الطلّاب في لبنان سنة أكاديمية مختلفة جداً، سنة صعبة وتحدٍ كبير ممّا يمكن أن تؤثر على جودة التعلُّم. كما وأنّ التطور التكنولوجي يشكل اليوم حجر عثرة أمام التعلُّم عبر الإنترنت في لبنان، فشبكات الاتّصالات والبنى التحتية للإنترنت ما زالت لا تلبّي احتياجات الكثير من المناطق اللبنانية ولا سيّما الجبلية واليوم الجنوبية منها. فهل نحن مستعدون أن نخوض تجربة التعليم عن بعد لسنة 2024-2025؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us