البيض اللبناني “يسرح ويمرح” في سوريا والمواطن مهدّد بفقدانه!
علت مؤخراً صرخات التجار بعد أن تراجع تسليمهم للبيض بنسبة 50%، بحجة عدم نجاح الإنتاج أو شحه من مصادره الرئيسية، إلا أن السبب الحقيقي وراء ذلك هو تهريب البيض من لبنان إلى سوريا، كما ثار غضب القيمين على القطاع في سوريا بسبب انتشار البيض المهرّب داخل أسواقهم مهدداً الإنتاج المحلي بخسائر كبيرة
كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:
مرة جديدة، تنشط عمليات التهريب على خط لبنان-سوريا، فبعد المحروقات والطحين والدواء، يأتي دور “البيض”. فقد علت مؤخراً صرخات التجار بعد أن تراجع تسليمهم للبيض بنسبة 50%، بحجة عدم نجاح الإنتاج أو شحه من مصادره الرئيسية، إلا أن السبب الحقيقي وراء ذلك هو “تهريب البيض من لبنان إلى سوريا”.
هذا الأمر انسحب أيضاً على القيمين على القطاع في سوريا وأثار غضبهم بسبب انتشار البيض المهرّب من لبنان داخل أسواقهم، مهدداً بتعرض الإنتاج المحلي لخسائر كبيرة على الرغم من انعكاس ذلك الانخفاض إيجاباً على جيوب المواطنين السوريين.
والتهريب بين لبنان وسوريا عبر المعابر البرية غير الشرعية آفة متجذرة تعود لسبعينيات القرن الماضي، وقد عجزت كل الحكومات المتعاقبة على وضع حدّ له، ما ساعد “مافيا التهريب” على توسيع قاعدة عملهم ليطال “كل شيء”، حيث يتم تهريب السلع والمحروقات والأدوية فضلاً عن البشر، ما يؤدي إلى خسائر كبيرة في الاقتصاد اللبناني ويهدد أمن ومستقبل البلاد.
ويمتد على طول الحدود البرية مع سوريا 136 معبراً غير شرعياً، ويطلق على كل معبر اسم المهرب ونوع التهريب والبضائع التي يهرّبها، في ظل ضعف إمكانيات الدولة وعجزها عن مكافحة هذه الظاهرة.
ووفق المعلومات، تم تهريب أطنان من البيض اللبناني إلى سوريا خلال الأسابيع الماضية عن طريق المعابر غير الشرعية، فتهريب البيض يدرّ أموالاً طائلة وأرباحاً سريعة، لذلك عمد بعض أصحاب المزارع إلى تصريف إنتاجهم داخل الأراضي السورية بعد إدخاله بطريقة غير شرعية، فهناك هم قادرون على بيع البيض اللبناني بأسعار تنافسية، في ظل ارتفاع سعر البيض السوري.
ولم يقف جشع وطمع التجار عند هذا الحد بل إنّ بعضهم قرر بيع كل إنتاج البيض في سوريا وتحديداً المناطق التي يصعب فيها تأمين هذا المنتج الغذائي أو يتم بيعه بأسعار مضاعفة، ما شجع التجار على توقيف التوريد إلى الأسواق اللبنانية وفتح شهيتهم أكثر على التهريب.
كما تشير المعلومات إلى أنه من المتوقع أن يرتفع سعر كرتونة البيض في لبنان بحدود الـ 40% بسبب عمليات التهريب مع فقدان هذا المنتج الغذائي الأساسي من السوق اللبناني في حال لم يتم وضع حد لعمليات التهريب. وقد ارتفع أمس سعر كرتونة البيض من 350 ألف إلى 400 ألف.
وللوقوف عند تفاصيل الموضوع اتصل موقع “هنا لبنان” بنقيب الدواجن وليم بطرس والذي بدوره استهجن كل ما يتم تداوله من معلومات حول الموضوع، مؤكداً أن الأمور لا تزال تحت السيطرة والأسعار حتى الآن على حالها حيث تصل كلفة صندوق البيض إلى 42 دولار تقريباً كما وأن الحديث عن انقطاع البيض غير دقيق، والمنتج متوافر في جميع المتاجر والسوبرماركت.
بين قلق التجار وتطمينات النقيب لا يمكننا القول في بلد يعمّه الفساد والمفسدون إلا “ما في دخان من دون النار” والأسابيع المقبلة كفيلة بكشف الأمور ومعرفة مصير “كرتونة البيض” وما إن استطاع المواطن اللبناني الحصول عليها.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في اليوم التالي للحرب.. شقق سكنية بأسعار مغرية في الضاحية الجنوبية! | “فساد ما بعده فساد”.. “سماسرة” داخل المكاتب في المرافق الحكومية! | مرسوم دعم متقاعدي الخاص في الجريدة الرسمية…هل تلتزم المدارس؟ |