قال كلمته ومشى داخل التيار.. كنعان: التشويش لن يلغي المحاولة والمسؤولية
قريبة هي المسافة الجغرافية التي تفصل بين مكان سكن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وبين مكان سكن أمين سر تكتل لبنان القوي النائب إبراهيم كنعان، ولكن المسافة داخل التيار الوطني الحر بين الرجلين بعيدة جداً من دون أن تؤدي إلى خروج كنعان بقرار ذاتي، ومن دون أن تؤدي إلى قرار من التيار بإخراج كنعان
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
ما يجري داخل التيار الوطني الحر لا يزال محور اهتمام في الرأي العام اللبناني ولا سيما المسيحي، ولا تزال قيادة التيار تصر على أنّ الذين خرجوا و أخرجوا خالفوا النظام والخيارات السياسية للتيار، وينصب الإهتمام بشكل خاص حالياً على قضية النائب إبراهيم كنعان الذي يترقب الجميع ما سيؤول إليه وضعه في التيار وما ستكون تأثيرات هذا الوضع لا سيما وأن الرجل له حضور سياسي وعملي فهو مثلاً أمين سر تكتل لبنان القوي ورئيس لجنة المال والموازنة، وهو أحد مهندسي تفاهم معراب الذي أوصل العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة وهو معد كتاب الإبراء المستحيل الذي كان بمثابة كتاب مقدس لدى التيار.
قريبة هي المسافة الجغرافية التي تفصل بين مكان سكن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وبين مكان سكن أمين سر تكتل لبنان القوي النائب إبراهيم كنعان، ولكن المسافة داخل التيار الوطني الحر بين الرجلين بعيدة جدا من دون أن تؤدي إلى خروج كنعان بقرار ذاتي، ومن دون أن تؤدي إلى قرار من التيار بإخراج كنعان.
ينقل زوار النائب كنعان عنه استغرابه لردة فعل التيار على المؤتمر الصحفي الذي عقده، وهو لم يشتم فيه أحداً ولم يفتر على أحد، وأنّ جل ما قام به هو توضيح موقفه من التطورات بعد ما تناولته وتتناوله يومياً المقالات والتحاليل إضافة إلى إطلاقه الدعوة لمن يريد للم الشمل في التيار وفق خارطة طريق لا تنتقص من دور المسؤولين في التيار وتساهم في تصحيح الأخطاء من قبل كل من ارتكبها، علماً أنّ النائب كنعان لم يكن هو من أثار مسألة ما يجري في التيار حتى في عز الوساطات التي كان يقوم بها بين النائب جبران باسيل من جهة والنائب آلان عون من جهة ثانية وأنه لولا صدور القرار بفصل بو صعب وعون ولولا استقالة النائب سيمون أبي رميا وتوجه الأنظار إليه، لما كان تحدث بالموضوع، إلا أنه وبعد كل ما حصل أصبح لزاماً عليه التحرك لمخاطبة الرأي العام وباتجاه رأب الصدع.
ولفت زوار كنعان إلى أنه لا يحبّذ الخروج من التيار ، معرباً عن اعتقاده بأنّ هناك من يعيد الحسابات حالياً داخل التيار من أجل إيجاد الصيغة المناسبة لكيفية لملمة ما حصل معه ولا سيما لجهة إنكار حقه في التحدث لوسائل الإعلام عما يجري داخل التيار، إذ كيف يُنكر عليه هذا الحق وفي الوقت ذاته تطل نائبة رئيس التيار متحدثة عن شؤون وشجون ما يحدث في التيار بالإضافة إلى رئيس التيار وعدد من معاونيه.
كل هذا الواقع يشرحه النائب كنعان بإسهاب لزواره وهم من أبناء التيار الوطني الحر من مختلف المناطق اللبنانية وليس من المتن الشمالي فقط، والأكثرية الساحقة منهم توافقه الرأي وتستغرب التصرفات الحاصلة تجاهه،معربين عن اعتقادهم بأن هناك بالتأكيد من لم يفهم الرسالة التي أراد كنعان إيصالها ربما لغاية في نفس يعقوب أو لعدم إدراك لا سيما عندما توجه إلى الرئيس عون قائلاً “مش أنا بقلو هوي بقلي ” وهي عبارة تنم عما يكنه الرجل من احترام لرئيس الجمهورية السابق.
في الخلاصة يرفض كنعان الحديث عن أي خطوات مقبلة فهو قال كلمته ومشى داخل التيار وليس خارجه والكرة اليوم ليست في ملعبه لذلك فهو ينتظر وفي الوقت ذاته تدور في خاطره خطوات سياسية مستقبلية قد يلجأ إليها مع رفاق في التيار في حال كان هناك قرار بإخراجه رغم أنه يدرك صعوبة هكذا خطوة على من يفكر بها.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل | رابطة الدم في الجيش أقوى من كل الروابط |