ملك الإستعراض
يحرص الوزير كأحد ممثلي الحزب المجاهد في سبيل فلسطين على صورته المنفتحة وتسريحته المودرن وإطلالاته بالسبور شيك معظم الأحيان، خصوصاً عندما يجول في مناطق لبنانية تدين بالولاء لـ “لبنان أولاً”.. وحتى في عتمة مطار مطار رفيق الحريري الدولي تلمح وجه صاحب المعالي يفيض تفاؤلاً ونوراً وأملا بعودة التيار “إذا مش بكرا البعدو أكيد”
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
لا يفوت وزير الأشغال والنقل علي حميّة مناسبة لإظهار تميّزه عن زملائه “التنابل” إلّا وفعل. الأربعاء ( 21 آب ) موعد إطلاق أعمال صيانة وتأهيل على الأوتستراد الساحلي من حالات إلى العبدة وذلك لا يتم إلّا بهمروجة إعلامية وسياسية كيف لا وصاحب المعالي يشرف شخصياً على معالجة الإنهيار الحاصل على أوتستراد شكا، بعد النفق باتجاه بيروت، في كانون الثاني 2019! يستأهل الأمر رفع نصب تذكاري لصاحب الأيدي السمراء أو أقله حفر اسمه بأحرف من باطون. بدلاً من تقديم بيان اعتذار من المواطنين الشماليين عن التأخير خمسة أعوام ونصف وعن التقصير الحكومي وبدلاً من الشروع بالعمل من دون طنّة ورنّة باعتبار أي عمل تقوم به “الأشغال” و”الطاقة” و”الصحّة” هو واجب وليس منّة، أبى الوزير إلّا أن يواكبه رهط من النواب وباقة من المسؤولين والمصفّقين ومحبي التصوير التلفزيوني يوم أطلق العمل.
يحرص الوزير كأحد ممثلي الحزب المجاهد في سبيل فلسطين على صورته المنفتحة وتسريحته المودرن وإطلالاته بالسبور شيك معظم الأحيان، خصوصاً عندما يجول في مناطق لبنانية تدين بالولاء لـ “لبنان أولاً”، فحضور معاليه مثلاً للإشراف على إزالة صخرة تهدد الطريق العام في بكفيا أخذ ضجّة أكثر من مهرجان الدرّاق في البلدة. وشكّل نزول الباصات الفرنسية على البر اللبناني ونزوله معها والبدء بالمسار التجريبي والمباشرة بالعمل على بعض الخطوط مناسبات مهرجانية ما كان ينقصها إلّا وصلة عزف على المجوز والطبل وتوزيع بقلاوة و”شرابات”. في أيار 2022 وصلت الباصات…يومها “فقع” معاليه خطاباً رناناً أمام شباب وصبايا الإعلام دعا فيه الدول إلى الإستثمار بالسكك الحديدية. أخذته الحماسة. ويذكر المؤرّخون أن تسيير مجموعة محدودة من الحافلات إستغرق نحو سنتين وثلاثة أشهر وهي لاقت فور نزولها إلى سوق العمل ترحيباً خاصاً من رجال عصابات الفانات.
لا يترك حميّة آعمال وزارته تحكي عن نفسها بنفسها، بل يصرّ على المقاقاة في طول البلاد وعرضها كلما باض بيضة، وكلّما رفع حائط دعم وكلما سد حفرة عرضية على أوتوستراد العبدة.
في عتمة مطار مطار رفيق الحريري الدولي تلمح وجه صاحب المعالي يفيض تفاؤلاً ونوراً وأملا بعودة التيار “إذا مش بكرا البعدو أكيد”.
في استهداف التلغراف البريطانية لسمعة المطار الطيبة تصدى الوزير اللبناني / الفرنسي للشائعات داحضاً الأخبار المفبركة واعداً برفع دعوى على الصحيفة المتجنية. يا واعداً وعد.
أما نفق المطار (خلدة / الكوكودي) فمدين بالكثير الكثير للوزير حمية. في عهده شعشع وشهد طوفانات موسمية مباركة.
لا مبالغة في القول أن وزير الأشغال العامة والنقل هو رجل المطار الأول، ورجل الزفت الأول، ورجل البوكلاندات الأول ورجل المرافئ الأول ورجل النقل العام الأول ورجل الجسور المفتوحة الأوّل ورجل الثلج الأول وملك الإستعراض صيفاً وشتاءً، 24 على 24.
مواضيع مماثلة للكاتب:
الحكواتي الجديد | لو سلّحت “أمريكا” الجيش | كابتن قاليباف: تبّاً لك |