“الحزب” يرد على هامش اتفاق إيراني – أميركي”؟


خاص 26 آب, 2024

لماذا التركيز على لبنان وهل من تحول في المخطط الإسرائيلي؟ فبعدما قام “الحزب” بإطلاق 320 صاروخ على إسرائيل رداً على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، إسرائيل تقول إنها كشفت نواياه وقامت بعشرات الغارات الاستباقية ضده بناء على معلومات استخباراتية، وتوكد أنه لم يحقق أياً من أهدافه فيما يعلن الحزب في بيان أنه أنجز الرد بنجاح


كتب سعد كيوان لـ”هنا لبنان”:

فيما يستمر جو بايدن بالضغط على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يستمر بنيامين نتنياهو بالمراوغة متظاهراً بالموافقة لكسب الوقت حتى تشرين الثاني المقبل. كما ما زالت المواجهة مع حركة “حماس” مستمرة طبعاً في غزة حتى يحقق نتنياهو الشعار الذي رفعه بإصرار إثر هجوم 7 تشرين الأول الماضي أي القضاء على “حماس”، وفي اليومين الأخيرين سقط نحو 60 فلسطينياً يضافون إلى 40 ألفاً لاقوا حتفهم خلال عشرة أشهر ونصف من المواجهات التي خلفت عشرات الآلاف من المصابين والمعوقين، ناهيك عن الخراب والدمار الذي خلفته الوحشية الإسرائيلية في القطاع الذي يحتاج أقله إلى عشر سنوات لإعادة إعماره.

بالمقابل، تحول التركيز في الأيام الأخيرة على جنوب لبنان كما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي قال أنّ التركيز بدأ يتحول من الجنوب إلى الشمال مضيفاً إنّ “إسرائيل مستعدة لتوسيع العمليات في لبنان إذا لزم الأمر”. وراحت الهجمات تطال العمق وتتوسع وتستهدف البقاع في ثلاث غارات إحداها طالت مخزن ذخيرة وسلاح يعود لـ “حزب الله”، كما تتواصل الاغتيالات بشكل شبه يومي لقيادات ميدانية في الحزب. فلماذا التركيز على لبنان وهل من تحول في المخطط الإسرائيلي؟ فبعدما قام “الحزب” بإطلاق 320 صاروخاً على إسرائيل رداً على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، إسرائيل تقول إنها كشفت نواياه وقامت بعشرات الغارات الاستباقية ضده بناء على معلومات استخباراتية، وتوكد أنه لم يحقق أياً من أهدافه فيما يعلن الحزب في بيان أنه أنجز الرد بنجاح.

غير أنّ الاثنين يؤكدان أنهما لا يريدان الحرب ولا يسعيان إليها إذ أنّ التبادل لم يخرج عن المناطق التي يتم عادة قصفها سواء لبنانياً أو إسرائيلياً. علماً أن إيران لم ترد حتى الآن على اغتيال رئيس حركة “حماس” إسماعيل هنية، إذ أنّ شكر هو لبناني فيما هنية ليس إيرانياً. فهل تكتفي القيادة الإيرانية برد “حزب الله”؟ في حين أنّ المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار تستمر في القاهرة مع وصول وفد من “حماس” وصل إلى القاهرة ليتابع عن كثب مع الوفد المصري مسار الهدنة. ومصيرها. فيما الوفد الإسرائيلي عاد للمشاركة في المفاوضات. كما أن البنتاغون أعلن انه على علم بما جرى بين بيروت وتل أبيب فهل لأن ما يتسرب عن صفقة تتم مع واشنطن، التي لم تنقطع اتصالاتها غير المعلنة مع طهران، تقوم على عدم الرد على اغتيال هنية مقابل هدنة في غزة، فيما تستمر المواجهة مع “حزب الله” في الجنوب والجولان. وقد اقترحت واشنطن انسحاب إسرائيل من خمس نقاط من خط فيلادلفيا في المرحلة الأولى على أن يلحقها انسحاب كامل من النقطتين الحدوديتين في المرحلة الثانية. وهذا على ما يبدو توافق عليه القاهرةً التي يشكل المعبر حداً فاصلاً بينها وبين إسرائيل (غزة). علماً أن روسيا أرسلت في الأسبوع الماضي مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجنرال شويغو إلى طهران من أجل إقناعها بعدم فتح جبهة الجولان وتوريط النظام السوري في المواجهة مع إسرائيل التي لا تتوانى عن توجيه ضربات شبه يومية للجيش السوري والميليشيات الإيرانية الداعمة له.

وهذا برأي نتنياهو يعتبر مكسباً لما ارتكبه من فظائع في غزة التي تشكل بدون شك إضعافاً لقدرة “حماس” على الاستمرار في المواجهة نتيجة الضربات التي تلقتها والتصفيات لقيادات عسكرية وكوادر ميدانية وحاجة فلسطينيي غزة إلى التقاط أنفاسهم. هكذا بإمكان نتنياهو أن يتفرغ للضغط على “حزب الله” الذي لا “يشاغل” إسرائيل كما يسوق وإنما يرد فقط على الضربات التي يتلقاها. مع ذلك بلغ عدد القتلى في الجنوب ما يزيد عن 600 قتيل أكثر من نصفهم من قياديي ومسؤولي الحزب ونزوح أكثر من 100 ألف جنوبي، مقابل مقتل 46 جندي إسرائيلي. أما الولايات المتحدة فهي تسعى لإصدار قرار عن مجلس الأمن ينص على نشر قوات مصرية- إماراتية ودولية فيها ربما تحت الفصل السابع وتمكين نتنياهو من إنجاز عملية إطلاق الرهائن والأسرى الإسرائيليين الذيًن يشكلون العبء الأثقل في الداخل نتيجة ضغط الأهالي والشارع. وبعد ذلك بشهر أو شهرين يفكر نتنياهو باستئناف القتال من جديد على أمل أن يكون دونالد ترامب قد فاز في الرئاسة الاميركية !

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us