تأهيل المطارات العسكرية أمام نقاش جديد.. وحرب يدعو لتقديم مصلحة البلد
سبق لنواب المعارضة ونواب الشمال وعكار أن أثاروا موضوع افتتاح مطارات بديلة حتى ما قبل التصعيد الراهن، وقرروا الضغط في سبيل تحقيق هذا المطلب لأكثر من سبب إنمائي واقتصادي ، لكنه بقي من دون تحقيق رغم تأكيدات المعنيين أن لا عوائق لوجستية، ما يعزز التأكيد أنّ القرار سياسي بامتياز
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:
عاد مطلب تأهيل وتشغيل مطارات لبنان ومن بينها مطار الرئيس رينيه معوض في القليعات إلى الواجهة من جديد بعدما رفعت المعارضة الصوت في ظل الكلام المتكرر عن تهديدات تطال مطار رفيق الحريري الدولي، من جرّاءِ تطورات الوضع. وهذه المطالبة ليست جديدة، فقد سبق لنواب المعارضة كما لنواب الشمال وعكار أن أثاروا الموضوع حتى ما قبل التصعيد الراهن ومنذ زمن، وقرروا الضّغط في سبيل تحقيق هذا المطلب لأكثر من سبب إنمائي واقتصادي، لكنه بقي من دون تحقيق على الرغم من تأكيدات المعنيين أن لا عوائق لوجستية من إعادة تشغيل هذا المطار أو غيره. كل ذلك يعزز التأكيد أنّ القرار سياسي بامتياز، فلو كانت هناك نية لعودته على سكة العمل، لكان برز ذلك، إنّما العائق سياسي أو تحت ذريعة “التقسيم”.
ما قبل اشتعال جبهة الجنوب، أخذت لجنة الأشغال النيابية وتحديداً النائب سجيع عطية الملف على عاتقه وفق ما ظهر، وقرر تزخيم الاتصالات واللقاءات من أجل إعادة تشغيل مطار القليعات تحديداً، لكن المسألة لم تكن سهلة بإقرار عطية نفسه مع العلم أنه لا يزال على تأكيده أنّ الملف جاهز ومكتمل على طاولة وزير الأشغال وإن الهواجس لدى الفريق السياسي الممانع تحول دون العمل على تنفيذه.
أما على صعيد القانوني، فتحرك المحامي الأستاذ مجد حرب من خلال اقتراح قانون تأهيل المطارات العسكرية في القليعات وحامات ورياق لتحويلها إلى مطارات مختلطة للخدمات العسكرية والمدنية أو أن تكون مشتركة في بعض المجالات لاستقبال الركاب والبضائع. وللغاية جال حرب على الكتل النيابية من أجل تأمين أكبر دعم لهذا الاقتراح.
وهنا يشير نائب كتلة تجدد اللواء أشرف ريفي في تصريح لموقع “هنا لبنان” إلى أنّ مطالبة المعارضة بتشغيل هذه المطارات جدي ولا يزال هذا الملف من ضمن الأولويات المطروحة ولم يسقط نقاشه وإن المحامي حرب أعدّ مشروعاَ متكاملاَ في هذا المجال ونال تأييد كتلة تجدد كما كتل أخرى. كما أوضح وجود تأييد نيابي عام للاقتراح وأنّ هناك كتلاَ وقعت على الاقتراح وأخرى في صدد القيام بذلك، ويعلن أنّ الأهم من كل هذه التواقيع هو التصويت عليه في مجلس النواب، فهذا الاقتراح مقدم تحت عنوان اقتراح معجل مكرر في مادة واحدة ويتم التصويت عليه في أول جلسة للمجلس.
ويلفت إلى أنّ الاقتراح نصّ على مهلة زمنية وهي ثلاثة أشهر لإقامة الدراسة والتنفيذ يبدأ فوراَ والتمويل من خلال الاحتياطي في مصرف لبنان، مركزاَ على أهمية السير بهذا الأمر من النواحي الأمنية والسياسية والاقتصادية وإنّ هناك أراضٍ تضمّ مساحات من أجل عمل هذه المطارات.
ويقول: كأنّنا نملك منجماً للذهب ولا نستخدمه، فبإمكان هذه المطارات خلق وظائف ولاسيما لبعض المناطق التي يحتاج أبناؤها إلى ذلك، ويفيد أنّ هناك حاجة لصدور القرار من مجلس النواب ، فرئيس الحكومة أكد في وقت سابق أنّ القرار ليس عنده وأنه قرار سياسي وتقسيمي، وليس من مصلحة مجلس الوزراء إصداره بالتالي، ويدعو الكتل النيابية إلى وضع خلافاتها جانباً والتوقيع على هذا الاقتراح والتصويت عليه لاحقاً في مجلس النواب لمصلحة البلد، والنظر إلى الصورة العامة من الموضوع وعدم القول لا أريد مواجهة مع حزب الله أو غيره بل التأكيد على أهميته لأنّ الرأي العام هو من يراقب ويرى أين تكمن المصلحة العامة.
وتوجه إلى المحللين الذين يؤكدون أن لا إمكانية لتشغيل هذا المطار أو ذاك بالقول أنّ هناك دراسات من صفحات وصفحات تؤكد عكس ذلك وبإمكان من يريد أن يتواصل معي لهذه الغاية.
ملف إعادة تشغيل مطارات القليعات وحامات ورياق يتوقع له أن يتفاعل في المرحلة المقبلة على ضوء تحرك قانوني ونيابي ودائما في سياق تعزيز مصلحة البلاد.