مبادرة كنعان لترتيب البيت البرتقالي لم تلقَ التجاوب… ماذا عن جديد المفصولين والمعارضين؟


خاص 28 آب, 2024

لا يستبعد المراقبون إقالة أو إستقالة النائب كنعان، والهدف إمساك باسيل بالتيار من كل حدب وصوب، مع غياب كلي للممانعين والرافضين الذين باتوا يشكلون صقوراً بنظر باسيل، فيما هو يفضّل الحمائم الذين لا يوجعون الرأس، أي لا يناقشون ولا يخرجون من عباءته، لذا ردّ على مؤتمر كنعان بعد دقائق، رافضاً مبادرته تحت حجة أنه تناول شؤون التيار في العلن

كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:

ما يحصل في أروقة التيار الوطني الحر من رفض للسياسة الداخلية للنائب جبران باسيل، وتفرّده بحكم التيار بطريقة ديكتاتورية، ليس وليد اليوم بل ظهر منذ تشكيل “حكماء التيار” وثيقة تحت عنوان “المسؤولية تقتضي” في آذار من العام 2010، فكانت الشرارة الاولى التي اُرسلت إلى العماد ميشال عون، وتضمّنت طرحاً عاماً للوضع الداخلي في التيار، مع الاقتراحات التصحيحية اللازمة.

الوثيقة أطلقت إلى العلن بعد شهر بإنتظار الرّد عليها، لكنها بقيت حبراً على ورق، على الرغم من المحاولات الكثيرة التي سعى إليها العديد من المسؤولين العونيين، إلا أنّ العماد عون لم يصغ إلى مطالب “الحكماء” حينئذ، ما أدى إلى خضّات سياسية في البيت الداخلي، فتفاقم تدخّل باسيل بكل شاردة وواردة، وتخطى حدوده لأنه صهر الجنرال، ليصبح بعدها شعار “أنا أو لا أحد” مسيطراً من قبل باسيل، ما أدى إلى خروج أبرز مؤسسي التيار، بعد تلقيهم الصدمات بسبب صمت العماد عون. 

قوتنا بوحدتنا “شعار لم يصمد” 

بعد مضي كل تلك السنوات من دون أن يتحقق أي شيء، لا بل زاد الشرخ والانقسام الداخلي، ولم تفلح محاولات تغطية أو تخبئة ما يحصل، خصوصاً حين كرّت سبحة الإقالات والإستقالات من التيار البرتقالي، وحده النائب ابراهيم كنعان وقبل وصول موس باسيل إلى ذقنه، حاول تقديم ما فيه الخير للتيار، فدعا إلى مبادرة للمّ شمل التيار خلال مؤتمر صحافي، مختصراً مبادرته بشعار “قوتنا بوحدتنا”، والرجوع عن قرارات الإقالة والاستقالة وفتح حوار بين القاعدة والقيادة، لكن حسابات كنعان لم تصل إلى الخاتمة السعيدة، بل أطيحت على الفور من قبل رئيس التيار الذي لم يبدِ أي تجاوب مع الشعار، على الرغم من خسارته ثلاثة نواب من كتلة “لبنان القوي” والرابع لا بل أكثر على الطريق، فضلاً عن خسارات بالجملة تتضمّن عدداً من النواب السابقين والمسؤولين العونيين والأعضاء، الذين وضعوا بطاقاتهم الحزبية في تصرّف نائب جبيل سيمون أبي رميا المستقيل من التيار قبل أن يقيله جبران، الأمر الذي جعل أبي رميا يتلقى التهاني على فعلته هذه، وفق ما نقل مقرّبون منه لموقعنا.

إلى ذلك لا يستبعد المراقبون إقالة او إستقالة النائب كنعان، والهدف إمساك باسيل بالتيار من كل حدب وصوب، مع غياب كلي للممانعين والرافضين الذين باتوا يشكلون صقوراً بنظر باسيل، فيما هو يفضّل الحمائم الذين لا يوجعون الرأس، أي لا يناقشون ولا يخرجون من عباءته، لذا ردّ على مؤتمر كنعان بعد دقائق، رافضاً مبادرته تحت حجة أنه تناول شؤون التيار في العلن.

نعيم عون: الأفكار كثيرة و”بكير” الإعلان عنها
في هذا الإطار يشير القيادي السابق في التيار نعيم عون لـ”هنا لبنان” إلى أنّ مشاكل نواب التيار إلى تفاقم مع باسيل، والأيام المقبلة ستؤكد ذلك، لذا لم يعد الوضع مقبولاً، وهنالك قرارات ستتخذ وستصب في خانة المعارضة، كاشفاً عن لقاءات تحصل بين النواب المفصولين والمعارضين القدامى الذين فصلوا أو قدّموا إستقالاتهم من التيار قبل سنوات وهم من المؤسسين، لكن لا يمكن أن نكشف ما يدور في هذه الاجتماعات للإعلام “لأن بعد بكير”، وهنالك تحضيرات ومناقشات وجهوزية مرتقبة، وبالتالي فكل الأفكار واردة لكنها غير مكتملة بعد، وقال: ” من جهتي التواصل معهم قائم منذ سنوات، وهم كنواب يدرسون معركتهم ضمن أسلوب معيّن”.

ورداً على سؤال حول إمكان تشكيلهم كتلة نيابية جديدة، أشار عون إلى أنّ الفكرة مطروحة لكن التشكيل لن يكون قريباً، فكل هذا يحتاج إلى وقت ودراسة.

إنضمام النواب المفصولين إلى كتلة اخرى غير وارد
وعن دعوة بعض الكتل النواب المفصولين للإنضمام إليها، نفى عون ذلك وقال:” لا لم يتم هذا الطرح من قبل أي كتلة”.

في السياق ووفق ما يتردّد في الكواليس النيابية، أفيد عن تواصل خفي جرى قبل أيام بين بعض نواب كتلة “الاعتدال الوطني” والنواب المفصولين، بهدف تشكيل كتلة وطنية مسيحية – إسلامية شعارها الوسطية، على أن يكون هنالك تقارب مع بعض النواب الاشتراكيين، الذين اتجهوا نحو السياسة الوسطية بعد مواقف فجائية جديدة من النائب السابق وليد جنبلاط، بهدف التلاقي على بعض العناوين السياسية الهامة، وإيجاد كتلة بعيدة عن الخطين المتناحرين، هدفها الأول والأخير تحقيق الوفاق في هذه الظروف الخطرة.

حول حقيقة ما يجري في هذا الإطار، أوضح نائب كتلة “الاعتدال الوطني” سجيع عطيّة في حديث لـ” هنا لبنان” بأن لا صحة لكل ما يقال في الكواليس، على الرغم من اننا نتمنى ذلك ككتلة، أي انضمام المزيد من النواب إلينا لتشكيل كتلة وطنية تضم كل الطوائف، مع الإشارة إلى أننا على تواصل دائم مع أغلبية النواب، وحتى المفصولين من التيار الوطني الحر، لانّ الصداقات تجمعنا مع كل أعضاء المجلس النيابي، لكن ما يحكى اليوم عن سعي من قبلنا لإنضمامهم إلينا فهذا لم يحدث.

زحمة مرشحين باسيليين
على الخط النيابي، بدأت زحمة المرشحين إلى الانتخابات النيابية مكان النواب المفصولين تطل بقوة، على الرغم من أنّ التمديد للمجلس النيابي بات واقعاً، لكن شهية الدخول في الندوة البرلمانية تبدو طاغية، لأنّ المرشحين كثر والحظوظ للمقرّبين من باسيل والأوفياء له فقط، والنيابة باتت الشغل الشاغل لديهم، إذ تناسوا مشاكل التيار وتداعيات ما يجري في صفوفه.
ويبقى السؤال: “من سينتصر في نهاية هذه المعركة، النواب المفصولون أو باسيل صاحب شعار” الأمر لي”؟.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us