وليد فياض… العمى ما بتستحي!
ألا يخجل وليد فياض بعد كل هذا الفشل الذريع في وزارة الطاقة والمياه، أن لا يملك أدنى درجات الحياء من قطاع أصبح مثلاً يحتذى به بالفشل؟ ومن أين يمتلك كل هذه الشجاعة والوقاحة ليصدر بياناً قبل يومين يبشّر فيه اللبنانيين بأنهم “سيتنعّمون” بالكهرباء ما بين 4 إلى 6 ساعات في اليوم؟
كتب جوزف طوق لـ “هنا لبنان”:
نقلت وسيلة إعلام تابعة لقبيلة تعيش في غابات الأمازون، خبراً عن قطاع الكهرباء والمياه في لبنان. ووقف المذيع الأسمر الذي لا يرتدي شيئاً من الثياب سوى قطعة قماش صغيرة تغطّي عورته، أمام جذع شجرة استوائية ضخمة، ملصوق عليها صورة وزير الطاقة اللبناني وليد فياض وخلفه باخرة الفيول الجزائري.
وقال المذيع بلهجته البدائية شبه المنقرضة: “سيداتي سادتي، يسرنّي اليوم أن أزفّ لكم خبر اكتشاف إنسان غير متحضّر أكثر من أي فرد من قبيلتنا العزيزة. وفي هذه اللحظة المصيرية من تاريخ مجتمعنا الأمازوني، يشرّفني إبلاغكم باكتشاف أشخاص تفوّقوا علينا بتخلّفهم عن المعايير الحضارية القائمة، وأثبتوا للعالم أجمع أنّ ربطات العنق والهواتف الذكية ليست وحدها المعيار في تصنيف الشعوب ومستواها الفكري والحضاري”.
وتابع المذيع مبتسماً: “كما تشاهدون أعزائي، توجد خلفي صورة لوزير الطاقة في دولة لبنان، ويمكنكم ملاحظة كميّة الفرح على وجهه ومستوى السعادة التي يشعر بها من طريقة وقفته أمام الكاميرا. وقد تم التقاط هذه الصورة بمناسبة وصول شحنة من الفيول التي قدّمتها دولة الجزائر لتجنيب لبنان الوقوع في العتمة الشاملة بسبب فشل وزارة هذا الشخص الذي يقف خلفي في توفير الكهرباء ولو حتى لساعة واحدة يومياً.”
وأضاف: “قد تتفاجأون أعزائي، ولكن نحن هنا في مجاهل الأمازون تصلنا الكهرباء أكثر مما تصل للشعب اللبناني التعيس. ونحن نتنعّم بالكهرباء أكثر من شعب هذه الدولة المتواجدة على شواطئ البحر الأبيض المتوسّط، والقريبة من كل الدول المنتجة للنفط أكثر من قربنا من أي مدينة أو أي شكل من أشكال الحضارة والتطوّر. ومع كامل الإصرار والترصّد، تمكّن هذا الوزير من خوض مباحثات استعطاء و”شحادة” من الجزائر، وها هو يتراقص كالبهلوان ويبتسم كالمهرّج أمام باخرة تحمل الفيول بالشكل، ولكن بالمضمون هي محمّلة بإبرة بنج ضخمة للشعب اللبناني”.
ولم ينتهِ الخبر هنا، ولكن انقطعت الكهرباء عندنا فيما لم تنقطع في الأمازون، وفي انتظار كهرباء الاشتراك كان المذيع الأمازوني قد انتقل لحديث أهمّ عن سبل إنتاج الموز في الطقس الرطب والحار.
الوزير وليد فياض هو بلا شكّ حرّ بشخصيته وطباعه، ونحن غير معنيين بحياته الشخصية التي لا تهمّنا أصلاً بأي شكل من الأشكال. ولكن عندما يتحوّل مسؤول من بلادنا إلى أضحوكة محلّية وعالمية، لا يمكننا السكوت عند انقطاع التحضّر عن الحياة السياسية العامة. هو بالتأكيد لا يتحمّل مسؤولية إنقطاع الكهرباء والمياه، إذ وصل إليه إرث طويل وخصب من السرقات والإهمال والمحسوبيات والتدمير الممنهج.
وليد فياض بصفته مواطناً قبل أن يكون وزيراً، يجب أن يشعر بالخجل من وصول بلده ومجتمعه، قبل وزارته، إلى هذا المستوى من الإنحطاط والذلّ في موضوع الكهرباء. وليد فياض المواطن يجب أن يختبئ في هذه اللحظة المهينة من تاريخ بلده، وألّا يدع أحداً يرى وجهه البشوش وبلده “يشحد” الفيول من أجل حفنة من ساعات الكهرباء.
ألا يخجل وليد فياض بعد كل هذا الفشل الذريع في وزارة الطاقة والمياه، أن لا يملك أدنى درجات الحياء من قطاع أصبح مثلاً يحتذى به بالفشل؟ ومن أين يمتلك كل هذه الشجاعة والوقاحة ليصدر بياناً قبل يومين يبشّر فيه اللبنانيين بأنهم “سيتنعمّون” بالكهرباء ما بين 4 إلى 6 ساعات في اليوم؟ سنتنعّم يا معالي المهرّج بأربع ساعات من الكهرباء، تريدنا أن نتنعّم بأقل مما تحصل عليه الأبقار والمواشي من كهرباء في أي مزرعة لإنتاج الحليب في أفقر دولة أفريقية!
ويا لوقاحتك، ويا لخجلنا… وصدق من قال: “اللي استحوا ماتوا”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
يا أحقر الناس! | وطن النزوح أنا هنا! | نصر الله.. و”درب الشهادة”! |