مهندس “اتفاق معراب” خارج التيار الوطني الحر.. بعد جهود حثيثة للمّ الشمل كنعان يستقيل!
أصبح نائب المتن مع زملائه الياس بو صعب وآلان عون وسيمون أبي رميا خارج التيار، فالتقطوا أنفاسهم بعدما ضاقوا ذرعاً من تهميش ملاحظاتهم والمس بكرامتهم والتطاول عليهم. وليس مبالغة في القول أنّ النائب كنعان كان سباقاً في طرح المساعي والمبادرات لمعالجة الشوائب، فأطلق نداء لجمع الشمل في التيار وقبل ذلك عقد اجتماعات مع رئيس التيار النائب جبران باسيل لم تفض إلى أي نتيجة
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
مع قرار استقالة النائب ابراهيم كنعان من التيار الوطني الحر، ينضم إلى قافلة نواب البيت البرتقالي الذين سبقوه استقالة أو فصلاً . فهذه الخطوة لرئيس لجنة المال والموازنة النيابية ومهندس اقتراحات قوانين بارزة لتكتل لبنان القوي لم تأت مفاجئة، إنما بادر إليها بعدما لاقت مبادرة لم الشمل التي طرحها في منتصف الشهر الحالي رداً سلبياً من الرفاق .
اصبح نائب المتن مع زملائه الياس بو صعب وآلان عون وسيمون أبي رميا خارج التيار ، فالتقطوا أنفاسهم بعدما ضاقوا ذرعاً من تهميش ملاحظاتهم والمس بكرامتهم والتطاول عليهم بالشخصي. وليس مبالغة في القول أنّ النائب كنعان كان سباقاً في طرح المساعي والمبادرات لمعالجة الشوائب ، فأطلق نداء لجمع الشمل في التيار وقبل ذلك عقد اجتماعات مع رئيس التيار النائب جبران باسيل لم تفض إلى أية نتيجة.
التفت كنعان إلى نفسه واستذكر سنوات النضال البرتقالي ووقوفه إلى جانب الرئيس ميشال عون وكيف ساهم في إنعاش علاقات سياسية وحزبية قطعت مع التيار وكيف كان صلة الوصل وصاحب الوساطة في تفاهم معراب وصولاً إلى عبارة “أوعى خيك”، كل ذلك تبخر أو كأنه لم يكن. هي إشكالية لدى التيار ورئيسه في إبعاد الرعيل الأول أو تعمد إقصائهم تحت ذرائع مختلفة. الشكل الذي اعتمده كنعان للخروج من التيار وتعليله الاستقالة في كتاب، يعكس إلى حد كبير شخصيته التي عرف بها كثيرون لجهة الابتعاد عن التشنج واللجوء إلى أسلوب رصين.
اعتاد كنعان طوال عهد الرئيس عون أن تكون له محطة أسبوعية في قصر بعبدا ، يتشاور معه في قضايا الموازنة وغيرها وغيرها من القضايا المالية، كما اعتاد أن يكون متكلماً باسم التكتل في بعض الأحيان.
” التيار ما يزال يخسر مناضليه” ، هذا ما تعتبره مصادر قيادية سابقة في التيار الوطني الحر لموقع ” هنا لبنان ” وترى أن النائب باسيل تعمد معاقبة كوادر التيار وأصحاب المبادرات والأفكار الراقية، كما فعل لسنوات وسنوات. أنها خطة محكمة منه لإبعاد الشخصيات الأساسية في التيار والتي تشكل منافسا له وتعترض على توجه معين .
وتقول المصادر أن كنعان كان من الحلقة المقربة لعون وتستغرب موقف اللجنة المركزية للتيار بشأن تفسير أبعاده، بحيث اظهرت كأنه يحيك المؤامرات ويتواصل مع هذا أو ذاك، وتناست أنه نائب وليس ملتزما فقط، وكالعادة يأتي بيان اللجنة ليشوش على ما قدمه المستقيل أو المفصول لتياره ويركز على الأخطاء والمساواة وماذا فعل ، فأين المحاسبة إذاً ولماذا وصلت الأمور إلى هذا النحو ومن أوصلها؟
قصة باسيل والخارجين عن تياره لم تنته فصولها وتتمتها قريبة مع ما قد يخطط له النواب المستقيلون حتى وإن لم يكن له أي تأثير . فبمجرد أن يتموضع هؤلاء النواب ستشن ضدهم الحملات من التيار وقد نسمع أخبارا و عناوين تصلح للحديث عنها لفترة من الزمن .