التجديد لليونيفيل بين الإنتصار والعمالة


خاص 30 آب, 2024

التمديد للقوات الدولية هو انتصار للمجتمع الدولي والقوى اللبنانية المطالبة بتنفيذ القرار ١٧٠١، والسؤال هنا كيف للبعض أن يعتبر أنّ ما حصل هو انتصار وهناك من يتهم اليونيفيل بالعمالة لإسرائيل ويتصدى لدورياتها وجنودها بكافة الوسائل وصولاً إلى السلاح؟

كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

في لبنان ترسخت لدى فئة كبيرة من الشعب اللبناني مقولة “شو ما صار إنتصار” وفي هذا السياق أتى كلام بعض السياسيين والإعلام أنّ لبنان حقق انتصاراً في القرار ٢٧٤٩ الذي مدد انتداب فترة القوات الدولية في جنوب الليطاني لمدة سنة تنتهي في آب ٢٠٢٥، في حين أنّ إسرائيل كانت ترغب بالتمديد لهذه القوات لمدة ٦ أشهر فقط. فهل حقق لبنان انتصاراً بالفعل؟

في الحقيقة ليس المهم أن تكون فترة انتداب القوات الدولية سنة أو ٦ أشهر بل المهم أن يطبق القرار ١٧٠١، لأنّ عدم تطبيق هذا القرار من جانب إسرائيل ومن جانب حزب الله هو الذي جرّ لبنان إلى الحرب وتطبيق القرار ١٧٠١ يعني بشكل واضح أن يكون قرار الحرب والسلم في يد الدولة اللبنانية وهذا لا علاقة له بوجود اليونيفل أو عدم وجودها في جنوب الليطاني، فهي موجودة هناك منذ القرار ٤٢٦ وصولاً إلى القرار ١٧٠١ ولم تستطع أن تمنع كل الحروب التي تلت الإجتياح الإسرائيلي الأول في آذار من العام ١٩٧٨ ولم تمنع الإجتياح في العام ١٩٨٢ ولا عملية تصفية الحساب في العام ١٩٩٣ ولا عملية عناقيد الغضب في العام ١٩٩٦ ولا حرب تموز في العام ٢٠٠٦ وكلها معارك حصلت لأن الدولة اللبنانية لم تكن موجودة.

إنّ التمديد لمدة سنة للقوات الدولية في جنوب الليطاني هو انتصار للمجتمع الدولي والقوى اللبنانية المطالبة بتنفيذ القرار ١٧٠١ فعلاً لا قولاً وهو دليل على أنّ هناك اهتماماً مستمراً بلبنان ولو على خلفية أمن إسرائيل، والسؤال هنا كيف للبعض أن يعتبر أنّ ما حصل هو انتصار للسلطة في لبنان العاجزة عن اتخاذ أي قرار في مسألة الحرب وكيف يعد انتصاراً وهناك من يتهم اليونيفيل بالعمالة لإسرائيل ويتصدى لدورياتها وجنودها بكافة الوسائل وصولاً إلى السلاح؟

من المؤكد أنّ الكثيرين من الذين احتفلوا بنصر في قرار مجلس الأمن بالتمديد لليونيفل لم يكلفوا أنفسهم قراءة ما ورد فيه، فهو في السطر الأول منه يقول إنّ التمديد يستند لقرارات مجلس الأمن ٤٢٦ و ١٥٥٩ و ١٧٠١، فهل يعي هؤلاء ما ينص عليه القرار ١٥٥٩؟ أم أنهم يختارون من قرار التمديد ما يناسبهم ويرفضون ما لا يتطابق مع سياساتهم؟

إنّ تطبيق التمديد لليونيفل تمهيداً لتطبيق حرفي للقرار ١٧٠١ لن يكون متوفراً إن لم يطبق القرار ١٥٥٩ الذي يقضي بحل كل المليشيات ونزع أسلحتها، وإن لم يحصل ذلك فربما وجود اليونيفل برمتها سيكون في مهب الريح.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us