انقطاع الكهرباء يهدد صحة المواطن.. ازدياد حالات التسمم
أزمة الكهرباء في البلاد لا تشبه أية أزمة، لأن المواطن هو الضحية الأولى لها، فأول الغيث كان تسجيل حالات من التسمم الغذائي في عدد من المناطق اللبنانية لا سيما تلك التي تغيب عنها “كهرباء الدولة” والمولّدات، ونتيجة عدم التزام مؤسسات ومطاعم محددة بشروط ومعايير الصحة العامة والتخلص من أية مواد غير صالحة بعد الانقطاع المتواصل لتيار الكهرباء ، تزداد حالات التسمم ولا سيما في فصل الصيف
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
دفعت أزمة انقطاع التيار الكهربائي في البلاد إلى المزيد من التعقيد حتى وإن لم يكن المواطنون ينعمون بساعات قيمة من التغذية. ففي الفترة السابقة، كانت هذه التغذية الموزعة بين ساعتين في الصباح وساعتين في المساء تسد الحاجة نوعاً ما ، ومع ساعات إضافية تمنحها المولدات، بدا الوضع مستقراً . أما اليوم فعادت الأزمة من جديد وفرضت معها تبدلاً معيناً في عمل المولدات، وعاد تقنين البعض منها ليطفو مجدداً. أول غيث انقطاع التيار كان تسجيل حالات من التسمم الغذائي في عدد من المناطق اللبنانية لا سيما تلك التي تغيب عنها الكهرباء من المصدرين، ونتيجة عدم التزام مؤسسات ومطاعم محددة بشروط ومعايير الصحة العامة والتخلص من أية مواد غير صالحة بعد الانقطاع المتواصل لتيار الكهرباء ، تزداد حالات التسمم ولا سيما في فصل الصيف.
ويؤكد الدكتور المختصّ بالصحة العامة وطب الأطفال وليد عبد الخالق لموقع “هنا لبنان” أن معظم الحالات التي يعاينها نتيجة التسمم تعود إلى أشخاص تناولوا أطعمة غير طازجة ولا سيما اللحوم التي لم توضع في درجة حرارة مناسبة في البرادات، إذ كان يفترض أن يتم تخزين الطعام على درجة حرارة أقل من ٧ درجات مئوية في الثلاجة، بحيث تدفع إلى إبطاء نمو البكتيريا في الطعام، ملاحظاً أنّ انقطاع الكهرباء المستمر يؤدي إلى افسادها لأنّ التبريد غير متوفر، ولذلك يفضل تناولها سريعاً أي عند شرائها أو عدم تركها في الثلاجة بسبب هذا الانقطاع لأكثر من ٣ أو ٤ ساعات.
ويقول الدكتور عبد الخالق أنّ بعض الحالات تتم معالجتها ببعض الأدوية والمسكنات واللجوء إلى نظام غذائي معين ، ويوضح أنه أمام مشكلة الكهرباء ،يجب اتباع استراتيجية عدم تناول الطعام في أماكن غير معروفة وعدم شراء الألبان والأجبان من مؤسسات تعاني من انقطاع دائم للكهرباء وتخضع لتقنين المولدات ولا تملك طاقة شمسية بالتالي ، مشيراً إلى أن هناك حالات أخرى يتم إدخالها إلى الطوارئ بسبب النسب الكبيرة من التسمم .
وتنصح مصادر صيدلانية عبر موقعنا باستخدام الطعام وفق عبارة “كل يوم بيومو” ، وتناوله في المنزل والتأكد بالتالي من عملية الطهو الجيد ونضوج اللحوم والدجاج والأسماك وعدم تفريز كميات منها وعدم تسخين الطعام أكثر من مرة ، ومواكبة التيار الكهربائي الذي يعد انقطاعه الدائم سبباً رئيسياً في التسمم .
وتقول سارة أنّ نجلها تعرض لحالة تسمم بعد شرائه قطعة من “الكاتو” المغطى بالكريما، وقد حصل التسمم بعد مرور ساعتين من أكله، إذ أنه بدأ بالتقيّؤ وعانى من الإسهال، وعلى الفور أدخل إلى الطوارئ، وتؤكد أن حالته استدعت بقاءه مدة ٢٤ ساعة في المستشفى ، وقد منع من تناول أطعمة محددة والبقاء ضمن حمية غذائية، لافتة إلى أن انقطاع الكهرباء عن محل الباتيسري أدى حكماً إلى تسمم نجلها.
أزمة الكهرباء في البلاد لا تشبه أية أزمة ،لأن المواطن هو الضحية الأولى لها، فيكفيه ما يعاني من مشاكل حتى بات عليه أن يقلق بشكل مضاعف على صحته بعدما تحول انقطاع التيار الدائم مصدر تهديد لها أيضاً.